كان ليلا في هدأة الحقول المصرية .. رأيتك تجلس هناك تدندن مع الساقية أغنيتهاالأزلية . ترتدي لباسا لم يكن لك .. تحررت فيه من أسر الأناقة و ربطة العنق التي تحب إلى جلابية مصرية .. فقط نظارتك البيضاء لم تفارقك .... كان ليلا و شعرا و حزنا و أمنيات . كان رواية لم تكتبها و رحلة لم تبدأها . و أغنية .
لم الحزن ياصديق؟
ابتسمت و رويت لي طرفة !
كيف تقدر على الضحك و البكاء في آن معا ؟
أتعلمين أن حياتنا تشبه حجر الرحى الدائر من غير سكون، لا هوآكل مما يطحن و لا يتوقف الطحان عن حثه ليطحن أكثر؟ .. أتا بين عالمين على الخلجان و الجزر .. أرض لا تهبني سوى الكفاف و قهوة على شاطىء خليجها و أرض عشقها .. و أوقن أنها ستترفق بعظامي .. أحبها و أغضب منها .. جميلة حبيبة لكنها حرون متعبة .. أتعرفين لم أهرب في هدأة الليل إلى الحقول أو إلى شاطىء البحر؟ في الليل تخلع أرضي عنها الرتوش و الأساور و تصغي لي.
هي ياصديقي تصغي لك الآن بكل أمومتها .. تتداولان حوارية ملأى بالحب و العتاب، حوارية مغيبة عني حتى الآن .. حتى حين.
عام كامل على الغياب .. السلام و السكينة لروح الصديق الأزلي مأمون المغازي . روائي و ناقد مصري 1972-2015