ولد الشيخ رائد صلاح عام 1958م في مدينة أم الفحم وتعلم المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مدينة أم الفحم ثم أكمل تعليمه الجامعي في كلية الشريعة بمدينة الخليل . يقرض الشعر منذ أكثر من عشرين عاما , ويتمتع بحس فني مرهف , حيث يمارس هواية الرسم , وهو منحدر من عائلة أنجبت العديد من الرسامين ذوي الأسماء العالمية.


الاعتقال الاول عام 1981
وبداية الحياة السياسية

بعد تخرجه من كلية الشريعة أُدخل السجن بتهمة الارتباط مع منظمة محظورة وهي ( أسرة الجهاد ) وكان ذلك عام 1981 ، ثم بعد الخروج من السجن فُرضت عليه الإقامة الجبرية لفترة طويلة ، حيث كان خلالها ممنوعا من مغادرة المدينة طوال الوقت وممنوعا من مغادرة بيته خلال الليل ، ثم كان ملزما بإثبات وجوده مرة أو مرتين كل يوم في مركز شرطة ( وادي - عارة ) .
حاول الالتحاق بسلك التعليم كمعلم في مدارس أم الفحم إلا أن وزارة المعارف رفضت طلبه فعمل في المهن الحرة واقام اسرته في عام 1985
انتقل عام 1986للعمل كأحد محرري مجلة ( الصراط ) الشهرية الإسلامية حتى نهاية عام 1988 تفرغ في مطلع عام 1989 لخوض انتخابات رئاسة بلدية أم الفحم ، عن الحركة الإسلامية ، ونجح في تلك الانتخابات بنسبة تزيد على 70% ، وأصبح رئيسا للبلدية وهو ابن 31 عاما , ثم خاض الانتخابات للمرة الثانية عام 1993ونجح بنسبة تزيد على 70% ، ثم خاض الانتخابات للمرة الثالثة عام 1998 ونجح بنسبة تزيد على 70% ايضا. وشغل الشيخ صلاح منصب نائب رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ونائب رئيس لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب منذ انتخابه لرئاسة بلدية أم الفحم حتى استقالته .
الشيخ صلاح رئيسا
للحركة الاسلامية بعد
انشقاق الحركة عام 1996
في عام 1996 أنتخب رئيسا للحركة الاسلامية وأعيد انتخابه عام 2001 , وخلال هذه السنوات أيضا تقلد مهمة رئيس بلدية ام الفحم ، وكذلك تقلد مهمة رئيس مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الإسلامية حتى عام 2002 ورئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية .
الشيخ صلاح يقدم استقالته من بلدية ام الفحم في قمة العطاء ويتفرغ لرفع شأن قضية الاقصى
في العام 2001 قدّم الشيخ استقالته من رئاسة بلدية أم الفحم في خطوة فاجأت الوسط العربي، وهو في أوج عطائه خاصة أنه كان أول رئيس بلدية يقدم على مثل هذه الخطوة في الوقت الذي أشارت جميع الاستطلاعات أنه يستطيع أن يفوز بمنصبه لدورات قادمة , وذلك لتفرغه الكامل للدعوة الى الله سبحانه وتعالى , وخدمة مشروع إعمار وإحياء المسجد الاقصى المبارك . ومن هنا بات يلقب باسم " شيخ الاقصى " حيث جعل الاقصى همّه الاول , وعلى رأس سلم أولوياته , وكان من المبادرين الرئيسيين لإعمار التسوية الشرقية " المصلى المرواني " والأقصى القديم وكثير من مشاريع الإعمار في المسجد الاقصى من خلال دوره كرئيس لمؤسسة الاقصى وبالتعاون مع هيئة الاوقاف ولجنة الإعمار في القدس .

احداث النفق عام 1996 ..
نقطة محورية
شكلت احداث الكشف عن النفق تحت المسجد الاقصى المبارك والتي كان الشيخ صلاح اول من كشف النقاب عنها نقطة محورية في حياته عززت لديه المخاوف من المساس بالمسجد المبارك وضرورة تكثيف الجهود لحمايته وهو ما دفع الشيخ صلاح الى اطلاق عدد من المشاريع لاحياء قضية الاقصى والدفاع عنه، ويقول الشيخ صلاح بهذا الصدد:"أيقنت أنه لا بد أن أبذل كل ما أملك من اجل إعمار وإحياء المسجد الاقصى المبارك ودفع كل خطر قد يتهدده ، ومما زاد عندي هذا الإصرار دخولي لأول مرة إلى المصلى المرواني وهو أحد أبنية المسجد الأقصى المبارك عام 1996م فوجدته يومها أنه كان مجمعا للأوساخ وملتقى لطيور الحمام التي كانت قد عششت فيه وتركت على أرضيته طبقة من أوساخها ، على ضوء ذلك شمرنا عن سواعد العمل وبدأنا بمشروع إعمار المصلى المرواني ثم إعمار الأقصى القديم ثم مواصلة سلسلة الاعمار التي بدأت ولا تزال متواصلة حتى الآن بفضل الله تعالى ، وعلى ضوء ذلك أقمنا مهرجان ( الأقصى في خطر ) الأول عام 1996م ثم واصلنا اقامة هذا المهرجان كل عام وعلى ضوء ذلك أقمنا مشروع ( صندوق طفل الأقصى ) ومؤسسة ( مسلمات من أجل الأقصى ) وهي مؤسسات جادة وناشطة بفضل الله تعالى ".

وبعدما عرف عن الشيخ رائد صلاح دوره الكبير في الكشف عن المخططات الصهيونية لتهويد مدينة القدس، وكشفه الأنفاق والحفريات الصهيونية أسفل المسجد الأقصى، قررت سلطات الاحتلال تطبيق حظر على توجه الشيخ إلى مدينة القدس المحتلة، إلا بعد حصوله على إذن رسمي من قائد الشرطة الصهيونية في المدينة.
غير أن الشيخ أكد فور خروجه من السجن الصهيوني، وفي مؤتمر صحفي حاشد عقده في مدينة أم الفحم، أنه غير ملزم بالحظر الصهيوني على دخوله المسجد الأقصى، قائلاً: "إذا وجدت الضرورة الشرعية لذلك (زيارة المسجد) سأفعل دون أن أنتظر إذنًا من أحد".
كما حكى الشيخ عن المعاملة السيئة التي كانوا يلاقونها من إدارة سجن الجلمة الذي اعتقل فيه، والتي وصلت لحد الحرمان من صلاة الجمعة، وتقييدهم من أيديهم وأرجلهم طوال الوقت، فضلاً عن عمليات التفتيش اليومي التي كانت تصل لأكثر من عشر مرات يوميًا، مع حرمانهم من الزيارة.

محطات هامة في
حياة الشيخ رائد صلاح

قاد الشيخ رائد صلاح أحداث الروحة عام 1998 التي اجتاحت خلالها قوات الشرطة "الاسرائيلية" مدينة أم الفحم وأصابت بنيرانها وبالغاز المدمع قرابة 600 مواطن فحماوي , ونجح مع لجنة الروحة الشعبية أن يحرروا غالبية أراضي الروحة التي انطلقت على إثر النية بمصادرتها الأحداث المذكورة .

الشيخ صلاح يصاب بعيار ناري في راسه في هبة اكتوبر
في عام 2000 تعرض الشيخ رائد صلاح لمحاولة إغتيال في الايام الأولى من انتفاضة الاقصى وأصيب بعيار ناري في رأسه من قبل القوات "الاسرائيلية ".
وجهت له لجنة أور المشكلة في أعقاب استشهاد 13 مواطنا عربيا خلال هبة الاقصى إنذارا واعتبرته أحد المسببين للهبة ورأت الجماهير العربية بذلك محاولة لإزاحة التهمة عن المجرم وإلصاقها بالضحية .

الاعلان عن مشروع المجتمع العصامي
أعلن مشروع المجتمع العصامي عام 1998 الذي يهدف الى بناء الذات لفلسطيني الداخل .خلال هذه السنوات اشتدت الحملة الرسمية وغير الرسمية على الشيخ رائد صلاح من قبل أذرع المؤسسة "الإسرائيلية" وإعلامها، وراحوا يرجمونه بـ(الإرهاب وتهديد أمن الدولة ), وبسبب ذلك تعرض للتحقيق البوليسي ومنع من السفر خارج البلاد، ومنع من دخول المدارس الثانوية ثم الجامعات لإلقاء محاضرات. زادت قناعة الشيخ صلاح بضرورة تعزيز مشروع المجتمع العصامي، بعد مقاطعة اكتوبر، حيث قال الشيخ صلاح :" الأمر عرض المجتمع العربي إلى الحرج الشديد ، لدرجة أن الأمهات لم يعدن يجدن الحليب لإرضاع أطفالهن ، ولدرجة أن الجرحى بدأوا يجدون حرجا شديدا في الوصول إلى مراكز العلاج وتلقي الخدمات الطبية ، ولدرجة أن الآلاف من أهلنا قد وجدوا انفسهم مطرودين من أماكن عملهم، كل ذلك دفعنا في الحركة الاسلامية أن نعلن عن مشروع " المجتمع العصامي " وهو مشروع نهدف من خلاله إلى بناء كل المؤسسات الأهلية من أجل توفير كل الخدمات الشاملة لكل أهلنا في كافة المجالات سواء كانت صحية أو غذائية أو تعليمية أو اقتصادية ثم العمل على استثمار ما لدينا من أرض ومال وقدرات علمية لإنجاز هذا المشروع على أكمل وجه ، مع الإصرار في نفس الوقت على ضرورة التواصل مع أمتنا الاسلامية وعالمنا العربي وشعبنا الفلسطيني وحاضرنا الانساني " وراى كثير من المحللين ان المشروع هو الذي قد يكون دفع المؤسسة "الاسرائيلية" الى اعتقال قادة الحركة الاسلامية .

اكثر من الف شرطي يحولون ام الفحم الى ثكنة عسكرية ويعتقلون الشيخ رائد صلاح من جانب سرير والده الذي صارع نزعات الموت الاخيرة

ظلت حملة التحريض تشتد عليه حتى تاريخ 13/5/2003 حيث تعرض للاعتقال ليلا وكان في تلك الليلة يجلس قرب سرير والده المريض في المستشفى وقد اشرف على حملة الاعتقالات التي شارك فيها ما يزيد عن الف شرطي من الوحدات الخاصة رئيس الشاباك ووزير الامن الداخلي وكبار رجالات الكيان، حيث داهمت الشرطة تحت جنح الظلام مدينة ام الفحم واعتقلت عددا من قادة وابناء الحركة الاسلامية. اطلقت سراح عدد منهم في وقت لاحق فيما وجهت لاربعة من قادة الحركة تهمة تبييض الاموال والتماثل مع حركة حماس، لكن سرعان ما تمخض الجبل فولد فارا اذ تراجعت النيابة عن معظم بنود الاتهام ووافقت على صفقة اتاحت اطلاق سراح الاربعة في اقل فترة زمنية بعد ان كانت النيابة تطالب بفترات سجن طويلة وكانت محاكمة الشيخ صلاح ورفاقه من اكثر المحاكمات تغطية في وسائل الاعلام المحلية والعالمية، وهو ما رفع من شأن القضية التي اعتبرتها الحركة الاسلامية محاولة لمحاكمة قيم الاسلام والقران الكريم واركانه الاساسية التي تحث المسلم على الزكاة ومساعدة المحتاجين من ناحية ونزع الشرعية السياسية عن قادة الجماهير العربية داخل الأرض المحتلة..



بتاريخ 13/ 1/2009، حكمت ما تسمَّى "محكمة الصلح" الصهيونية بالسجن الفعلي لمدة تسعة أشهر على شيخ الأقصى رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، وستة أشهر مع وقف التنفيذ؛ وذلك بـ"تهمة" التحريض على الاحتجاج. فرضت المحكمة الصهيونية على الشيخ صلاح دفع غرامة مالية قُدرت بسبعة آلاف شيقل (حوالي 1750 دولاراً) لأحد أفراد الشرطة، لافتةً إلى أن بدء تنفيذ الحكم سيكون بعد 45 يومًا.شدد صلاح على أن هذا الحكم لن يزيد العاملين إلا ثباتاً وصموداً وتحدياً للاحتلال الصهيوني، محذرًا من أن عام 2010 سيكون عامًا حاسمًا ومصيريًّا في تاريخ القدس؛ حيث إن الاحتلال سيعمل على ارتكاب حماقات عديدة بحق القدس والمسجد الأقصى.
وأوضح صلاح أن الحركة الإسلامية "حركة جماعة لا حركة فرد"، وفي حال تنفيذ الحكم سيكون الشيخ كمال الخطيب هو القائم بأعمال رئيس الحركة الإسلامية، مشددًا على أن الحركة لن تنكسر معنوياتها بهذا الحكم؛ لأن هناك إدارة ومجلس شورى ومؤسسات بالعشرات تعمل في خدمة القدس.

مصادر متعددة