نساء في الحي الفني
------------------
1
هندية سلطان
---------------------
- لم يزد عمر "هندية" عن الثامنة عشر من عمرها حين قرر والدها تزويجها بولي نعمته الثرى العجوز في العام1959م وقبلت صاغرة راضيه لكي ترحم أسرتها من الفقر والعوز الذي تعيشه حيث يعمل والدها خادما عند العجوز الثرى منذ أن وصل الخليج العربي قادما من مسقط رأسه في الهند قبل خمسه عشر سنه وكانت في ذلك الوقت طفله في الثالثة من عمرها ولها ثلاث شقيقات اكبر منها في العمر لزوجه أبيها ثم أنجبت أمها ثلاث شقيقات إناث وثلاث أشقاء ذكور بعدها يعيشون كلهم في ملحق صغير بالبيت الكبير للثرى العجوز الذي أمر فور زواجه منها ببيت لائق لأهلها ووظيفة مناسبة لوالدها في إحدى شركاته المتعددة التي تشمل التجارة والمقاولات والنقليات والعقارات المؤجرة وعاشت معه راضيه بحالها سبعه أعوام متتالية حتى توفى في بداية العام1966 وترك لها ربع الثمن من ثروته التي تقاسمتها مع نسائه الاربعه وأبنائه وبناته الذين بلغ عددهم التسعة عشر ولد وبنت فكان نصيبها وحدها من الأصول الثابتة والسيولة النقدية ثلاثة ملايين دولار اى ما يوازى المليون جنيه مصري أو ثلث المليون دينار كويتي في ذلك الوقت بخلاف الفيللا التي تسكنها بأثاثها وسياراتها ومجوهراتها التي لا تستغني عنها ولا تبيعها حين قررت أن تستكمل دراستها الثانوية وتنجح فيها في الدور الثاني من العام1966م وتقرر السفر إلى القاهرة والالتحاق بجامعه القاهرة مستعينة بوجود ابن أخ زوجها الديبلوماسى الشيخ"فهد" في القاهرة وهو الذي دبر مسالة قبولها في كليه الاقتصاد والعلوم السياسية باستثناء رئاسي رسمي وعين لها مساعده ومدير مكتبه"ياسر العربي"الفلسطيني المولد لكي يساعدها في دراسة مواد الكلية الصعبة على الفهم كما قالت "لفهد"و"ياسر"اللذان تخرجا من نفس الكلية ويعدان لمناقشه رسالة الماجستير فيها ووعدها"ياسر" بان يساعدها لمده ساعة أو ساعتين يوميا في شقتها التي استأجرتها من الممثلة الفاتنة "كراميللا" بمائه وخمسين جنيه مصري شهريا ودفعت لها إيجار سنه مقدما ابتداء من أول يناير1967وحتى نهاية ديسمبر1967م حيث ترافقها خادمتها الهندية وطباخ مصري مع زوجته 0
واستأجرت سيارة مرسيدس بسائقها لحين وصول سيارتها من الخليج وكان لدى "ياسر" سيارته الفولكس واجن"التي كانت تركبها معه فتكاد تلتصق به وهى جالسه بجانبه خاصة وقد تحررت من الثياب الخليجية التي تغطى جسمها وبدأت في ارتداء الثياب العصرية أسوة بطالبات الجامعة وكانت الموضة حينها الميكرو جوب الذي يكشف عن جزء من الساقين وهى صاحبه قوام ممشوق وقمحية البشرة طريه الملمس تهتم كثيرا بنفسها وعطرها الذي بدا "ياسر" بتنشقه معها وهو جالس في غرفه مكتبها أو مرافقا لها في سيارته أو سيارتها وقد احتج كثيرا لبقاء خادمتها الهندية معهما أثناء الدراسة في غرفه المكتب فقررت صرفها لكي يخلو الجو له معها وهى تشجعه عندما يلمس يديها فتقول له باستسلام/حرام عليك
وقبل بداية امتحانات نهاية العام الدراسي الأول لهندية 1967م توثقت العلاقة بين ياسر وهندية وباتت لا تطيق فراقه ولو لساعات بعيدا عنها وهكذا حين ابتعد عنها مصدوما بالنكسة العسكرية أمام إسرائيل في حرب يونيه عام 1967م دخلت شقته لأول مره فاستقبلها وهو في حاله نفسيه يرثى لها فبدأت التودد إليه ليخرج من حالته وبين الشعور بالهزيمة والانكسار ونيران الرغبة في عينيها ضمها اليه ....!!!
---------------------------------------------
كانت الهزيمة ألعسكريه في الأساس هزيمة للمبادئ القومية العربية
توقفت الدر اسه وتأجلت امتحانات نهاية العام لثلاث أشهر تاليه قررت خلالها هندية السفر إلى الكويت ومفاتحة أهلها بأمر زواجها من ياسر...
-----------------------------------
وعرف صديقه" فهد " بهذه العلاقة وطلب من ياسر أن يصارحه بالحقيقة فلم ينكر مستعدا للزواج من"هندية" التي ترددت خوفا من أهل زوجها لكن "فهد" وعدها بان يقف بجانبها عندهم خاصة وانه يحب "ياسر " ويريد أن يقربه إليه من خلال زواجه بأرمله عمه وهذا سوف يساعد ياسر في الحصول على الجنسية الكويتية مدعما بملف خدمته في السفارة منذ العام1964م يسهل الأمر ويزكى ياسر في الحصول على الجنسية ، إلا أن الأمر لم يكن بهذه السهولة مع أهلها فقد وقف لها أشقاؤها وأبيها لكي توزع ثروتها الطائله عليهم قبل أن تتزوج بهذا الفلسطيني الذي سيسرق مالها ولم تعارضهم مكتفيه بنصف الثروة لنفسها ووزعت النصف الثاني على أشقائها الذكور الثلاثة وشقيقاتها الثلاث أضافه إلى أخواتها الثلاث من أبيها واللائي جئن للاقامه في الخليج مع أسرهن فكان نصيب الشقيق الذكر ثلاثمائة ألف دولار والشقيقة الأنثى مائه وخمسين ألف وكل واحده من أخواتها الثلاث خمسون ألف دولار أما الفيللا فتركتها لأبيها وأمها .
وتمت مراسيم الزواج فعلا بين هندية الثرية وياسر الذكي المثقف أواخر شهر سبتمبر1967م .
وقررت هندية شراء فيلا صغيره في القاهرة قدمتها هديه "لياسر" مع سيارة مرسيدس سجلتهما باسمه في الشهر العقاري ودفعت له نصيبه في رأس مال الشركة التي أسسها مع الشيخ"فهد" وسيده الأعمال المصرية"عنايات رشدي" لكي تجعله ثريا مثلها وهو يعدها بان يسدد لها كل ما دفعته له من الأرباح التي بدأت الشركة تحققها لكنه لم يكن مخلصا لها وهو يلعب بذيله مع صديقاته الفنانات الفاتنات و كانت تشعر بابتعاده عنها خاصة مع عدم إنجابها للأطفال وهى صابرة تكتم غيظها عاما بعد عام حتى نالت شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية وقررت أن تترك القاهرة وتقيم في بغداد بعد أن سجلت لمناقشه الماجستير اواخرالعام1971م في جامعه عراقيه وكانت الأمور بينها وبين ياسر تزداد سوءا مع انغماسه في حياه اللهو والسهر وعلاقاته الغرامية وفضائحه تنشرها الصحف والمجلات الفنية اللبنانية وتم الانفصال بينهما دون طلاق بعد حصولها على شهادة الماجستير أواخر العام 1973م
وبعد طلاق هندية من ياسر سافرت لنيل الدكتوراه من لندن وعلاج نفسها من العقم وهناك تعرفت بزميل لها عراقي الجنسية يحضر مثلها للدكتوراه في العلوم السياسية وتزوجت بالدكتور العراقي عام 1979م وكان ينتمي لعائلة عراقيه تركت العراق منذ نهاية العهد الملكي العراقي عام 1958م
وكانت " هندية " قد أجرت أكثر من عمليه جراحيه قبل أن تنجب طفلها الأول والوحيد من الدكتور العراقي في لندن عام 1981قبل أن تقرر العودة إلى الكويت والعمل أستاذة جامعيه في كلياتها ثم لحق بها زوجها العراقي للعمل في نفس الجامعة وبقيت حياتها مستقره وسعيدة بين التدريس في الجامعة الكويتية وبين حياتها الأسرية مع زوجها العراقي وابنهما الوحيد وبين إدارتها لمؤسسة صحفيه أنشأتها بأموالها الخاصة عام 1983، وهذا شجعها للدخول في معترك الحياة العامة والسياسية وسط أجواء العلاقات العراقية الكويتية المزدهرة في عقد الثمانينات التي شهدت الحرب العراقية الايرانيه الضروس ، وكانت بزواجها من عراقي نموذجا يرمز إلى هذه العلاقات الجيدة وابنها الذي يكبر ثمرة هذا التزاوج ، وقد نسي كل الناس أصلها الهندي ، وتاريخ والدها الذي بدا حياته عامل بسيط عند زوجها الأول – العجوز الكويتي الثري – فقد مات والدها واحتفظت لنفسها باسم زوجها الكويتي ومع نجاحها لم يعترض أهله على انتمائها لهم ، خاصة وان أحوال إخوانها وأخواتها قد تغيرت أيضا وكلهم باتوا من أصحاب الشركات الكبرى في الكويت .
وفجأة انقلب الحال في العام 1990م عندما اشتد الخلاف بين العراق والكويت ووصل الأمر إلى الحرب التي جاءت بالقوات الأمريكية إلى العراق ، وبدأت الخلافات بينها وبين زوجها العراقي تشتد رغم انه لم يكن محسوبا على النظام القومي العراقي للرئيس صدام ، لكن كونه عراقي الأصل كان كافيا لفصله من الجامعة الكويتية عام 1991م ، وهي أصبحت منبوذة في مجتمعها القبلي وقد سبق لها الزواج بفلسطيني قبل العراقي والاثنان الآن مكروهان في الكويت ، وكان الشيخ " فهد " اقرب الناس إليها احد ضحايا تلك الحرب حين قتل في أول أيامها .
وكان عليها أن تدافع عن نفسها أمام رأي عام حاقد على كل ما هو عربي ( خاصة الفلسطيني والعراقي ) وابنها الوحيد يكبر أمام عينيها حائرا بين أمه الكويتية ووالده العراقي ، وكانت صدمتها فيه قاسيه حين مات غدرا في حادث سيارة قيدت ضد مجهول ولم تحتمل فماتت بأزمة قلبيه عام 1999م وكان أكثر المترحمين عليها زوجها الثاني الفلسطيني " ياسر العربي " .
------------------------------------------------------