منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    صباح الخير (135) الكتابه الساخرة

    السلام عليكم
    ربما لانعير كثير التفات على مبدعي الفن الساخر كثير عنايه, ونمضي ننظر للرسامين والفنانين اكثر ..ثم نمضي لننسى او نتناسى ولايعلق بمعين الذاكرة الا المميز منها ...
    لكنه فن لو جاز التعبير:
    نادر الوجود, يحتاج موهبة بالدرجه الاولى, الى روح فكاهه تعشش في العقل والقلب ,الي عين ناقدة بمحبه والا فسوف يخرج ليتلقفه الهواء الى غير رجعه..
    هؤلاء من النوادر فعلا, ولو تحرينا فناني الكتابه الساخرة عبر النت حصرا, لن نجد الكثير ويمكنني أن اقول :
    الاساتذه: مصطفى بونيف-رشيدة الفقري...واتمنى ان تعينونني بايراد المزيد...
    كل يحمل في طيات نفسه بعض سخريه وبعض روح دعابه لكننا لم نطورها او نبلورها كما يجب ربما..
    اما كتاب مصر الرائعين فلهم في هذا باع طويل يضيق المقال عن التصنيف رغم افتقادنا لهم حصرا عبر النت الذي نبحث من خلاله, لكنهم اكثر براعة عبر الشعر الشعبي امثال الشاعر الكبير الشربيني خطاب.
    حتى كتاب سوريا كالكاتب الكبير الماغوط , سجل باعا طويلا وفنا خاصا به قيما جدا نحتاج للمزيد المزيد فلم يكن له ابعادا حديثه عبر النت نطالب بنشرها او ان نجد مثاله رحمه الله.
    نفتقد للقلم الاردني والفلسطيني ونطالب بعودته وبقوة كذلك.
    هل نحن فعلا بحاجه لجميع هؤلاء؟
    اظن انه في زمن الجرح العميق بات هذا الاسلوب اكثر قربا واكثر جدورى وتوصيلا للغايه التي نبحث.
    من موقعي الخاص وبكل تواضع ,اظن اننا بحاجه فعلا, لحاجتنا للبعد عن الحروف الجريحه والكآبه المزمنه عبر نصوص كثيرة غص بها النت.
    نورد امثلة واحض على الرفد من قبلكم:
    ****
    قدم موقع لها ,ون لاين إعلانا عن الاديبه الصحفيه:سلام نجم الدين الشرابي تحاول انشاء حوار مع جمهور النسائي
    , عن هذا الفن بالذات وأظنها سابقه جديده لفن لم يتبلور تماما ونحتاجه بقوة .
    اليكم بعض نصوص مقتبسه تخدم الموضوع ونعود أدراجنا :
    ************
    الكتابة الساخرة وعودة الضمير
    الكاتب: طارق نعيم
    2008-10-27
    الكاتب الساخر ثروة ونعمة وهبة لا تقدر بثمن.
    ورحيل كاتب ساخر سواء بالموت أو التقاعد أو الإقصاء يعني خسارة مساحة خضراء بكل ما فيها من أشجار وطيور وتعلق بالحياة من أعماقنا المكتئبة ويجعلنا

    أسرى ساقية ندور حولها بدون توقف.
    ومما يدعو للسخرية أن ندرة الكتّاب الساخرين في العالم أشبه بندرة قطرات الندى في صحراء الربع الخالي، بينما الكتّاب المكتئبون أكثر من رمالها.
    وحين يرحل كاتب ساخر فان الحياة بكل قسوتها وتجهمها وسخريتها تخرج لنا لسانها وكأنها تقول لنا موتوا بغيظكم.
    والكتابة الساخرة لا تسخر من الحياة ذاتها باعتبارها قيمة إنسانية نبيلة بل تسخر من كل ما هو سلبي وأناني ومن كل من يحاول الإساءة إلى نبلها وتدنيس

    طهارتها والاعتداء على براءتها.
    الكتابة الساخرة لا تستهين بالحياة ولا تقلل من شأنها ولكنها تعريها أمامنا وكثيرا ما تعرينا معها!.
    وبعد ..
    أعطوني كاتبا ساخرا واحدا يقف معنا في اشتباكنا اليومي مع الحياة ويهوّن من مصاعبها ويقلل من عبوسها وقسوتها أعطيكم عشرة كتّاب مكتئبين ومتجهمين وكلهم

    قادر على إقامة قلاع من الكآبة والإحباط والخوف في أعماقنا.
    يقول كاتب أرجنتيني:-
    الكتابة الساخرة من الحياة والناس والساسة تعيد لهم الاتزان والعقل، وقبل ذلك الضمير!!

    ***************
    الكويت الأولى في «حرية الصحافة » وفي «الكتابة الساخرة »


    الجمعة, 14 نوفمبر 2008
    طلال فاخر


    caption:

    لا يوجد بلد - عربي على الأقل - فيه كم من الكتاب الساخرين والمقالات الساخرة مثل الكويت، حتى صار التنافس على من يسخر أكثر ويستهزئ باحتراف

    و(يتطنز بثقل دم) !! كل ذلك ليكون مرحباً به عند الصحف، ولكي تنشر مقالاته في الصفحات الأولى والأخيرة - وربما ليتقاضى مبلغاً محترماً !

    لكن، لماذا هذا الهبوط في المستوى ، والانحدار في الطرح ، والتدني في الأسلوب ؟

    سأخبرك بالأسباب من وجهة نظري المتواضعة، لنرى إلى أين سنصل بصحافتنا .

    أولاً: كثيراً ما يقال عن الكويتيين - والكويتيون يعترفون - أنهم (شمّاتة) ، وانظر إلى مسرحياتنا.. مسلسلاتنا.. حتى المهرجانات الخطابية في انتخابات

    الجامعة ومجلس الأمة.. وديوانياتنا.. كلها (طنازه) و(يحطون على الواحد ويضغطونه)، فلعل هذه الطبيعة انتقلت إلى بعض الكتاب المرموقين - يفترض

    - فصاروا (شمّاتة).

    ثانياً: انحدار مستوى الذوق العام في حياة الناس، فمنذ متى كان الـ(fast food) ألذ وأطيب من (طباخ الوالدة) ؟! ومتى صار الـ (full

    make up ) و(كيلو الصبغ) و(عارضات HD) هو الجمال الفاتن ؟!! وكيف صار (السبـايكي) و (low west) والسلسلة و(التراجي)

    رجولة ؟! هذه النكسة في الذوق العام تسللت إلى بعض القراء، فصار يقدم الساخر على الجاد ، ويفضل الكاتب (.....) على (.....) !!

    والمشكلة أن بعض الكتاب فضل أن ينزل إلى مستواهم بدل أن يرتقي بهم ، على مذهب (القارئ عايز كده) .

    ثالثاً: احتضان الصحف لهؤلاء الساخرين ، وإبرازهم كنجوم الصحافة ورواد القلم ، حتى رأى الكاتب المبتدئ أن السخرية أسهل وأقرب طريق للتألق في سماء

    الصحافة الكويتية (ومع الخيل يا شقرة) .

    رابعاً: عدم وجود أجندة واضحة لدى هؤلاء الساخرين، فليس لديه قيم أو مبادئ أو قناعات يريد أن يغرسها في نفس القارئ ، فارغ.. (ما عنده

    موضوع) ، وإنما يقتات على غيره ويصعد على أكتاف الآخرين ، مقالاته كلها ردود أفعال وتعليقات وأظن أنه لو لم يكن لدينا مجلس أمة ولا لجان خيرية

    لتوقف نصف الكتاب عن الكتابة ! (والطيب فيهم) يكتب لنا مذكراته الشخصية - رحت وسافرت وأكلت وانعزمت ونمت وقعدت وو.. - (وإحنا شكو)

    !

    خامساً: إن هذه الظاهرة تعتبر - والله أعلم - نبوءة وعلامة من علامات الساعة الصغرى، وهي أن ينطق الرويبضة ، وتعريفها : الرجل التافه يتكلم في

    أمر العامة (الله لا يكثرهم) .
    ****************

    واخيرا:

    الكتابة الساخرة فن لا يملكه إلا قلة في العالم.. وكان من أشهر الكتاب في هذا المجال الأمريكي مارك توين، نقدم نموذجا عنه نختم به مقالنا المتواضع:
    * اكتشاف أمريكا كان شيئاً عظيماً، لكن كان الأعظم ألا تكتشف.

    * حسن السلوك ينصب على إخفاء رأينا العالي في شخصنا الكريم وعدم البوح برأينا الواطئ عن الآخرين.

    * الغني الذي يعتقد أن الفقير سعيد ليس أغبى من الفقير الذي يعتقد أن الغني سعيد.

    * الصديق من يبقى معك عندما تكون على خطأ، فعندما تكون على حق الجميع معك.

    * لا تهدر وقتك في ترديد أن العالم مدين لك بشيء.. العالم لا يدين لك بشيء لأنه كان موجوداً قبلك.

    * ترك التدخين أمر سهل للغاية، والدليل أني فعلته خمسين مرة.

    * السرير أخطر مكان على الأرض: 99 في المائة من الناس يموتون عليه.

    * من السهل التبجح بالمبادئ عندما نكون متخمين.

    * من يؤيد الحرية ويعارض البلبلة يشبه من يتمنى المطر من دون رعد.

    * شهر أكتوبر خطير للمضاربة في البورصة.. لكنّ هناك أشهراً أخرى لا تقل خطورة مثل يوليو ويناير ونوفمبر ومارس وإبريل ويونيو ومايو وفبراير

    وأغسطس وديسمبر.

    * لا تتخلص من عادة سيئة برميها من الشباك، ينبغي أن تجعلها تنزل السلم درجة تلو درجة.

    * التحلي بالفضيلة جميل.. لكن حض الآخرين على التحلي بها أجمل.. وأسهل.
    **************
    ما لفت نظرنا مؤخرا أن جمهور الأدباء أجدر من يحبك فنا ساخرا بامتياز خاصة بعد حادثة البطل الزيدي وانهالت النصوص روعه لقلوب غضه طريه مازالت تفوح بروح العروبة والوحدة:
    نصا صغيرا نسوقه :


    تحية إلى الصباط المحترم!
    إليك أيها الهمام البطل العراقي الشهم : منتظر الزيدي.
    أحيا حذاؤك الفحلُ فينا الهممْ،
    أخطأ وجه القبيح و أصاب العلمْ،
    ليته أصابهما و اتبعتْه الجزمْ،
    حزت السبق و صباطك المحترمْ،
    حذاؤك فحلٌ و أحذيتنا جزمْ.

    حسين ليشوري
    ويحتاج منا البطل الزيدي نصا كاملا رغم ان الأدباء لم يقصروا أبدا
    كل التحيه والتقدير
    الخميس 18-12-2008
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    Exclamation


    حياك الله أختي أم فراس و أسعد مساءك بكل خير و بعد ...
    بداية أتساءل أختي عن فائدة مثل هذا الفن إن صح تسميته بذلك ، لكن لو حاولنا الإجابة بصدق على ذلك فماذا يمكن أن يكون الجواب ؟ برأيي أن مثل هذا الفن لا يعدو كونه تنفيسا للبعض عما يختلج في صدورهم من معانات و آلام لا يمكنهم التعبير عنه إلا من خلال النقد اللاذع أحيانا و أحيانا أخرى بالنقد البناء ..
    كذلك فإني لا أرى أن ندرة الكتاب الساخرين يدل بالضرورة على أهميتهم فهذه ليست مقياس نقيم على أساسه ...
    دمت في حفظ الله و رعايته ...


    أخوك تمــــــــــــــــــــــام

  3. #3
    احترم رايك جدا جدا ولكن هناك فنيه من خلال هذا الفن لايتقنه الكثيرون فالتنفيس ممكن ان يكون نصا شعريا قصصيا الخ..
    لكن كادب ساخر اظنه يحتاج مهارة لجذب جمهور القراء
    اشكر حضورك الكريم جدا جدا
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    l||l الاخت ريمة الخاني l||l
    الف شكر لمجهودك الرائع ولتواصلك الجميل..
    أتمنى لك النجاح والتوفيق..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كم من الزهور التى نزفت دماءها لتملأ زجاجة عطر
    العطر دماء زهور والعمر دماء بشر
    ولهذا أحزن كثيرا كلما رأيت زجاجة عطر فارغة ملقاة على الرصيف
    او رأيت إنسانا محمولا على الأعناق
    العطر أنت ياوطن
    والزهور دماء أطفالنا الأبرياء

  5. #5

    رد: صباح الخير (135) الكتابه الساخرة

    الأدب الـســاخـــر بين السخرية و«المسخرة»

    ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٠بقلم انتصار عبد المنعم

    رحل ثانى اثنين اعتبرهما الأديب الكبير يحيى حقى حملة لواء الأدب الساخر فى مصر فأهداهما كتابه « فكرة فابتسامة»: (إلى محمد عفيفى ومحمود السعدنى، لأنهما يحملان لواء الفكاهة فى بلدنا، ويشيعان الفرح فى قلوب أهله). رحل محمد عفيفى عام 1981بعد رحلة ممتدة أنتج فيها أدبا مائزا يهدف إلى التحايل على تأزمات الحياة بالسخرية منها والضحك منها وعليها، إلى الحد الذى جعله يأبى أن يكون خبر نعيه مؤلما أو مسببا للحزن لمحبيه، فكتب نعيه قبل موته بنفس طريقته ليسخر من الموت ويرسم ابتسامة نادرة التواجد على وجه قارئ لصفحة الوفياتنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيعزيزى القارئ: يؤسفنى أن أخطرك بشىء قد يحزنك بعض الشىء وذلك بأننى قد توفيت، وأنا طبعا لا أكتب هذه الكلمة بعد الوفاة (دى صعبة شوية) وإنما اكتبها قبل ذلك، وأوصيت بأن تنشر بعد وفاتى، وذلك لاعتقادى بأن الموت شىء خاص لا يستدعى ازعاج الآخرين بإرسال التلغرافات والتزاحم حول مسجد عمر مكرم حيث تقام عادة ليالى العزاء. وإذا أحزنتك هذه الكلمات، فلا مانع من أن تحزن بعض الشىء، ولكن أرجو ألا تحزن كثيرا».
    هكذا كان أسلوب عفيفى خفيفا محببا للنفس يعتمد على اللغة الأنيقة والتعبير البسيط لتجتمع فى أعماله سمات الأدب والفكاهة التى تعتمد على اللعب بالكلمات العادية لتعطى مدلولات غير عادية وغير متوقعة على الإطلاق، ثم جاء رحيل الولد الشقى محمود السعدنى ليثير تساؤلا مهما عن حال الأدب الساخر الذى برع فيه هو الآخر بحيث صارت له بصمة واضحة تدل على كتاباته خفيفة الظل فائقة الجودة ولو تم اخفاء اسمه من عليها. والسؤال هو هل يمكن أن نعتبر ما يصدره الظرفاء والمستظرفون من خفيفى الظل هذه الأيام – وهم كثرة - أدبا ساخرا ؟ أم أنها مجرد قفشات الغرض منها استلاب الضحكات عنوة من الأصدقاء والمعارف ومن يسعدهم الحظ بنسخة مجانية من الكتاب؟ وهل كان هدف محمود السعدنى ومن قبله محمد عفيفى استلاب ضحكات القراء؟ هل كانت الكتابة الساخرة بالنسبة لهما نوعا من النكات أو الحكايات الطريفة التى من الممكن أن يتسلى بها رواد مقهى أو جلسة سمر على شاطئ النيل مثلا؟.
    من الملاحظ كثرة الإصدارات التى يصنفها أصحابها تحت مسمى أدب ساخر، ووفقا لهذا التصنيف يتوقع القارئ أن يجد عملا تتوافر فيه شروط الكتابة الأدبية ومقومات العمل الساخر من حيث الفكرة وأسلوب التناول الذى يجعله جديرا بأن يضمه كتاب منشور. وبما أن الكتابة شكل من أشكال الإبداع الذى يعرفه الدكتور مراد وهبة بأنه:«قدرة العقل على تكوين علاقات جديدة من أجل تغيير الواقع» فقد اشتمل هذا التعريف على عنصرين، الأول هو تكوين علاقات جديدة، والثانى تغيير الواقع. وإذا استثنينا الجزء الخاص بتغيير الواقع لصعوبة هذا التصور أو مثاليته، وأيضا كمبرر لالتماس بعض المميزات لهذا النوع الجديد من الكتابة، لوجدنا أنه لا يندرج تحت مسمى «ابداع» فلا فكر فيه ولا مضمون ولا وجود للعقل فى أغلب الأعمال المتواجدة الآن، بل إن تغييب العقل والإعلاء من شأن القهقهات هى الرسالة المتفق عليها، فتظهر «المسخرة» فى أوضح صورها حيث تقتصر على توثيق لغة الشوارع والمقاهى كما هى دون أى تصرف أو مجهود من الكاتب المزعوم. وعلى العكس لم يكن هدف عفيفى والسعدنى الاضحاك أو المؤانسة فى ليل السامر، كتب عفيفى «تائه فى لندن»، وكتب السعدنى «حمار من الشرق» ليجمعا بين أدب الرحلات والسرد الخفيف والروح المرحة الشفيفة دون ابتذال المباشرة والنقل التوثيقى للأحداث. وفى أكثر كتب السعدنى الساخرة جدية «الولد الشقى فى السجن» يقص حكايا مأساوية لخارجين عن القانون ويوضح الجانب الخفى من حيواتهم التى لا تخلو من بعض شهامة ومروءة بخفة روح يرسم بها ضحكة غير مفتعلة، وفى ذات الوقت يثير دمعة أسى على حال بعضهم مثل سيد الحليوة، أو البحار اليابانى صديق اليانكى وغيرهما. وفى كتاب عفيفى «للكبار فقط» والذى قد يوحى عنوانه للبعض أخيلة تتجاوز حاجز الملابس، فقد ضم مجموعة كاملة من الحكم والأقوال المأثورة ترسم بسمة تنطلق من فكرة ناقدة لواقع ومشكلة حياتية بأقل الكلمات وأكثرها دلالة وأبسطها ليخاطب بها الرجل العادى والمثقف فى نفس الوقت.
    قيل إن السعدنى دخل السجن بعد أن أطلق مزحة «نكتة» معينة، ولكن حتى هذه النكتة كانت راقية اللغة محكمة الكلمات لا توجد بها كلمة نابية واحدة أو سباب لأى فرد ينتقده فيها. وهذا عكس الكتابات الحالية التى تشبه الفقاقيع كمحاولات فاشلة لخلق نوع من المتعة المفتعلة ينتهى أثرها بغلق الكتاب ثم التخلص منه عن طريق بائع الروبابيكيا ولكن هل منا من تخلص من كتب السعدنى أو عفيفى؟ كانت كتابة عفيفى والسعدنى محاولة للتقليل من وقع ضائقة أو التحايل والالتفاف على واقع متأزم مع مواصلة العمل بالكتابة الناقدة للواقع، و لم تكن نوعا من التهافت على اصدار الكتب بغرض الحصول على لقب كاتب ساخر. وللحق فإن تدهور حال الكتابة الساخرة فى مصر تشبه تماما تدهور حال الأفلام الكوميدية التى أصبحت هى الأخرى تعتمد على فجاجة البطل المعتوه الذى يتحدث بطريقة غريبة ليسرق ضحكة من جيب دافعى تذاكر السينما. وكما أن هناك فى السيرك المهرج، ظهرت مجموعة من مهرجى الكتابة يعتبرون أن الضحك صناعة وليس فنا ولا أدبا على شاكلة «المهنة مزة والدلع سنكوح» وهؤلاء يخاطبهم محمد عفيفى قائلا» يا أيها الصارخون فى مكبرات الصوت، آه لو تعلمون كم تحتاج أصواتكم إلى مصغرات
    http://www.diwanalarab.com/spip.php?article23764

المواضيع المتشابهه

  1. صباح الخير ...
    بواسطة د. محمد رائد الحمدو في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-10-2016, 06:40 AM
  2. صباح الخير (299) م إ
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-24-2015, 05:55 AM
  3. صباح الخير صباح الأمطار
    بواسطة manar_12 في المنتدى فرسان الفضاء.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-18-2012, 02:53 PM
  4. صباح الخير (110)قل لي كيف تعش ؟أقل لك من أنت.
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-23-2008, 06:31 AM
  5. صباح الخير (34)
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-28-2006, 09:28 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •