اني احب الاشياء القديمة مع اني لا اعتبر قديم مازلت صغير امام حجم التاريخ الذي يعيش الالف العصور دون احد ان يساله ما هو عمرك
كان سؤال دأئما يدور براسي لماذا نقرأ التاريخ لماذا نحن العرب خاصة نحب التاريخ سالت ذات مرة صاحب المكتبة التي اعمل بها أنه شخص مثقف حتى درجة النشوة والثمالة رجل بالعقد الرابع من عمره يمتلك عينين صافتي كالنجوم وتشعر عندما يكلمك بهذي العين كانه ابك واخاك وصديقك الذي تفضي له اسرارك مع اني لا اكلمه كثيرا احب ان ارقبه كيف يتعامل مع الزبائن ويكره هذي الكلمة يقول: ان الاشخاص الذي يشترون الكتب ليس زبائن يا ابني بل انهم روائد
فقلت له بسخرية: كل شخص يدفع المال هو زبون هذا تجارة اليس ذلك يا أبتي
فضحك صحك قوي وعالي جدا حتى انه ركز جسده على المنضدة
وقال لي بشيئ من الاستسلام :نعم انها تجارة فهي نبيع ابو الطيب المتنبي ب200ليرة او اقلك لا انه غالي ما ريك ب150 انه ارخص اليس ذلك ثم ما لبث بدا يدور على الكتبة ويقول ذلك بكذا او بكذا لالالالالا انه غالي او اقلك لالالا انه رخيص وذلك بمليون ليرة سورية او اقلك بميلون دولار
والدمع تاكد ان تنزل وصوته بدا يرجف وبدا يوتمتم كلمات لم اسمعها.
لقد صدمت تلك اللحظة كنت اعراف انه شخص قوي ويمتلك شخصية جبار وذو لسان ساحر ولطيف كم يقولون بالعامية "يخرج الحية من وكرها"انه اول مرة لي اشاهده بهذا الضعف اعرف ان المكتبة التي احبها تمشي نحو الموت وهو يتمسك بها ما كان علي ان اقول انها تجارة ثم مالبث ان أختفى ناديتى ابو رياض ...ابو رياض لكن لا احد يجيب ردت ان ابكي تلك اللحظة لا اعرف على من علي ام على ابو رياض لم استطيع ان اتملك نفسي الدمع تسير رغم انفي
ذهبت بسرعة الى المطبخ الصغيرة في زاوية المكتبة وأغسلت ذلك الوجه اللعين كم كنت احمق بعض الاشخاص مثل الكريستال عليك ان تعملهم بلطف وحذر خوفن من الكسر يا لله ماذا افعل اعرف انه يعشق الكتب ويحب ان يقرا الناس وانه يحب ان يعطي الكتب مجائن لمن يحب ان يقرا واكثر من مرة يعطي كتب لطلاب الجامعة كي يقراها "استعارة" دون ان يعرف اسميهم وكنت اقوال له: لن يرجعونها ودائما يضحك ويقول لي: بكل ثقة يرجعونها. وفعلا يرجعونها
سمعت صوت الباب انه موسيقى جميل تلك التي تضع فوق الباب جرم مم كش رم
لا اعرف كي اكتبها فخرجت من المطبخ الصغيرة واذا أمراة تبدوا من العقد الثالث من عمره تملك شعرة طويل اسود كاليل من دون نجوم وتلبس ايضا الاسود بقطعة واحدة صغيرة من الحرير الفاخر وتضبه على جسمها بحزام اسود عريض جدا من الجلد تدور بالمكتبة دون ان تنتبه الي
جلست وقلبي يحفق بشدة من الحوف وانفاسي تتقطع وحتى اني لم استطيع ان اشغل سيجارة
لم استطيع ان اطوال النطر اليها وهي تقلب بين الكتب وفجاة دارت الي لم استطيع ان اقرا عنوان الكتاب وهو بديها اصابعها جميلا جداااا رشييقة وطويل ويبضاء توزينها عروقها لم اعرف ان اللون الابيض مع الاخضر على البشرة يمتلك ذلك السحر والفتنة وارتمى على الطاولة 350 ليرة
وكاني سمعت شيء يوقال وسمعت صوت الباب جرم مم كش رم .
توقف الزمن عندي لحظات وفجاة صوت مبغاة يقول: الله اكبر 350 ليرة.. احقا... اي معجزة اليوم رفعت راسي واذا ابو رياض يضحك ليس في وجه وعينها بل بكل جسمو ثم نظر الي نظرت تفحص وقال بكل جدي: ماذا بك ماذا حصل سكت وقلبي ما زل يخفق من الخوف وضع يده على كتفي وقال بكل جدي وحزم : رياض هل انت بخير نعم اني بخير
ما الذي حصل
لا شيء
لماذا وجك بين الاصفر والاحمر
اصفر واحمر احقا وجهي هكذا
فضحك: ان بوادر غريب عليك اليس ذلك
لم افهم ما الذي تقوله. فصحك بشكل قهههه وقال بصوت كمن يقول الشعر:
أقبلت عساكر الليل تضرب بيساطها