ما جنّـني الليلُ أو قلّبتُ أوراقـــي
إلا خيالكِ موصــولٌ بأعمــــاقي
رحماك أيّـتـها الهيفــاء لا نفـــــسٌ
في النفس حتى تـناجي الآن أرمـاقي
قد كنت قبلةَ قلبي قبل نشأتــه
فكيف أغفل إن لامستِ أحــداقي ؟
تـقـرّبي من طيوبي يا بنفسجتي
إنّي وفيت وما غادرت أشـواقي
وفيت والأهــل لاموني وما علموا
بأنّ للعــشق آيـاتٍ بأخــــلاقي
صُـبّي عليّ شآبيب الهوى غدقــًا
فمن صفاء نــداها زاد أشراقي
لـمّا التـقـيـنـا تـآلـفـنـا بــلا لغةٍ
فـلقـيـة الروح حقّــًا حالها راقي
فلا حواجز لا أشكال تحجبها
لكن فؤادٌ صفـا عن صدقِ مِـيـثـاقِ
قد التقينا وكأس الشوق يجمعنا
حتى انـتـشـينا طوينا كل آفـــاقِ
حتى نزلنا بوادٍ كله ثـقـــة
كالمنحنى عطرُه طول المدى باقِ
يا فكرةً من سناها الشعر أبدعه
من خاطرٍ بمعاني الودّ غـيــــداقِ
يا نجمة في سماء القرب أرقبها
تنير قصديَ في عطفٍ وإشفـــاقِ
يا زهرة حولها الأكمام راقصة
ومن حفيف شذاهـا ذكرنـا بـــاقِ
يا نفحة الأنس في الضراء تصحبني
من حين غازلتها تهمي بأعماقي
يا منبع الفجر يجري رقّـة ورضى
بكأسه كـوثرٌ إحسـانـه ساقِ
يـا جـنّـة القلب ما أزلفت أخيلتي
أروم وصفـًا بـــلا وهــــنٍ وإخفـاقِ
أروم شعرًا متى وافاك مطلعه
جــاء الوصـال إليـنـا دون إمــــلاقِ
لأنه وعيون الضاد تغبطه
يرجو هواك ويستـشفي بأشواقي
يا كلّ زِقٍ لـه حـنّـت مرابعنا
وكلُّ دِنٍ إلى خدّيك سبّـــــاقِ
ما جننّي الّـيـلُ إلا أنتِ ماثلة
أمام حائطنا تحكيــن آماقــي
حتى إذا هزّني مرآك غافصني
أرسلتُ قلبي ، أبــلّ الدمع أوراقي