أنبياء في القرآن تركوا آثاراً
إصدار: دارالمعرفة
دين ودنيا
22/2/2008
د. هدى الطويل
يبحث هذا الكتاب في دور القصة القرآنية بتربية الأجيال الحاضرة واللاحقة للاستفادة من أخطاء السابقين والتحذير منها لتجنُّب الوقوع بمثلها.
فقد أمر الله قارئ القرآن بالتدبر لاستخلاص الدروس والعبر والوقوف عليها بالتأمل والتفكّر والدراسة قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن). ]النساء:82[ , وأمرنا بالنظر العقلي وبالنظر الحسي إلى آثار الأمم السابقة, وهو الاستفادة من قصص من قبلنا , فقال تعالى: (قل سيروا في الأرض فانظروا...) ]النمل: 69[ .
لذلك تناولت المؤلفة قصص خمسة من أنبياء الله وهم: (هود) و(صالح) و(لوط) و(شعيب) و(موسى) عليهم السلام مع أقوامهم.
وقد كرر القرآن ذكر قصة كل نبي منهم في أكثر من سورة, وكان في كل موضع يذكر من القصة ما ينسجم والجو العام للسورة, فقامت المؤلفة بتتّبع قصة كل نبي في جميع المواضع والسور لتكتمل هذه القصة بكامل دقائقها وتفاصيلها . وقد عرضته حسب نزول السور والآيات, وليس حسب وجودها في الترتيب الموجود الآن في المصحف .
واتبعت المؤلفة في دراستها المنهج التأريخي الوصفي التحليلي من البداية حتى النهاية. وذكرت الأمم حسب تقدمها في الزمن, فعرفت بقوم كل نبيّ أولاً, وذكرت نسبهم ومكان إقامتهم ومميزات حضارتهم, وما ذكرت الكتب المقدسة والمفسرون والمؤرخون من صفاتهم ومجريات حوادثهم مع أنبيائهم, وعرّفت بأنبيائهم ودعواتهم لأقوامهم ,وما جرى لهم معهم وتحذيرهم من عقوبة الله وتحدَّيهم , ثم إنزال العقوبات بعد إنذارهم وعدم استجابتهم, وبيان آثارهم الباقية في الأرض التي تدل عليهم.
وهكذا فعلت في سيرة كل نبي . وذكرت المؤلفة الإعجاز اللغوي ووجوه البلاغة والبيان والمعاني, كما ربطت مواقف أقوام كل نبي ذكرت قصته, بمواقف أمة محمد صلى الله عليه وسلم في القديم والحديث, لأن القرآن الكريم أنزل عليهم, وإنما ذكر الله لهم هذه القصص ليتعظوا ويعتبروا , ولا يسلكوا سبيلهم في معاندة نبيهم ومعاداته والصد عن سبيله, حتى لا يحل بهم مثل ما حلّ بأقوام الأنبياء السابقين.
وقد حللّت المؤلفة مواقف الأنبياء مع أقوامهم, وذكرت الدروس والعبر المستفادة منها , وختمت قصة كل نبي بأهم النتائج التي توصلت إليها .