مَضَى الليْلُ
****
مَضَى الليْلُ لَمْ أَغْتَمِضْ لَحْظَةً
أَهذا الَّذي يَدَّعُونَ الأَرَقْ ؟
لَعَمْرِي يَنَامُونَ نَوْمَ الرَّضِيعِ
وَ إنْ حَبَّرُوا قَافِياتِ الْقَلَقْ
تَقَلَّبْتُ فِي غَاسِقٍ وَاقِبٍ
أُعَوِّذُ نَفْسِي بِرَبِّ الْفَلَقْ
أُعَوِّذُها الشَّرَّ مِنْ نَفْسِها
وَ أَسْألُكَ الْعَفْوَ يَا مَنْ خَلَقْ
أَبَالَيْتُ مَا جَفْوَةٌ لِلْحَصِيرِ
إذا بِتُّ أَمْ مَيْعَةٌ فِي سَرَقْ ؟
وَ لَكِنَّ قَلْباً وَ أَحْزَانَهُ
تَجَرَّعَهَا بِانْصِبابِ الْغَسَقْ
أيَا لَيْلُ مَا تَدَّرِي مِنْ فتىً
يَرَى الصَّفْوَ مَنْدُوحَةً لا الرَّهَقْ ؟
يُلاقي الْأَنامَ بِخَفْضِ الْجَناحِ
وَ لكِنْ إذا سِيمَ خَفْضاً سَمَقْ
وَ لا كُنْتُ مَنْ يَزْدَرِي الْآخَرِينَ
وَ مَنْ يَهْضِمُ النَّاسَ مِنْ غَيْرِ حَقْ
وَ ما عِشْتُ لا أَنْسِبُ الْفَضْلَ لِي
وَ لا أَجْحَدُ الْفَضْلَ مَا بِي رَمَقْ
وَ قَدْ أَغْتَدِي بِابْتِسَامِ الصَّدِيقِ
وَ فِي الظَّهْرِ مِنْ إفْكِهِ مَا اخْتَلَقْ
يُغَرِّدُ ما شَاءَ فِي ذَمِّنَا
فَتَذْوِي الْغُصُونُ وَ يَأسَى الْوَرَقْ
وَ كَانَ يَهِيمُ بِجَنَّاتِنا
وَ يَلْثِمُ رَضْرَاضَهَا الْمُدَّهِقْ
أَنا لَسْتُ يَا لَيْلُ بَدْرَ الدُّجَى
وَ لا نَجْمَةً نَازَعَتْهُ الْأَلَقْ
إذا بارِقٌ شَقَّ صَدْرَ الْغَمَامِ
فَلَسْتُ أنَا الصَّارِمَ الْمُمْتَشَقْ
وَ لَمْ أُرْسِلِ الشّهُبَ الرَّاصِدَاتِ
إِذا مَا السَّمَاعُ دَنَا وَ اسْتَرَقْ
وَ مَا النَّهْرُ يُعْرِبُ عَنْ رَوْعَتِي
وَ لا رِئْمُهُ لِاحْتِفَائِي وَدَقْ
أَ يَا لَيْلُ أظْلَمَ وَجْهُ العُبَابِ
فَإمَّا النَّجاةُ وَ إمَّا الْغَرَقْ
فَدَعْنِي أَذُبْ فِي شُجُونِ الغِيابِ
وَ لَا تَلْقَنِي مَا وَرَاءَ الْأُفُقْ
هَتفتُ بِهِ إِذْ يَحُثُّ الْخُطَا
هَلِ الشَّمْسُ مَنْ أَدْرَكَتْهُ احْتَرَقْ ؟
فَصَاحَ رُوَيْدَكَ لَا تَبْتَهِجْ
فَإِنَّ لَنَا كَرَّةً وَ انْطَلَقْ
****
شعر
زياد بنجر