كلمات أهمس في آذان أولئك الذين نادوا بالمساواة العرجاء بين الرجل والمرأة , لقد خدعوا بما عليه حال المرأة الغربية من بريق كاذب تأطر في تحللها من اللباس المحتشم وكشف مفاتنها في الأماكن العامة من الساحات والشوارع والمدارس والجامعات والأسواق , فتاقت أنفسهم لإحداث نقلة تحللية كهذه للمرأة المسلمة تحت شعار المساواة بين الرجل والمرأة فاتخذوا من قضية عمل المرأة وحجابها الّذي هو تاج عفتها وكذلك قضية تعليمها قنوات للوصول إلى مبتغاهم ألا وهو إشباع غريزة الجنس والشهوة المستعرة في كيانهم من جرّاء الاختلاط غير المنضبط والّذي تبنى على قاعدته علاقات صداقة تنهي فيما أعتقد إلى نهايات مؤلمة , ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أخذوا يطلقون صيحات التحرر من قيود التخلف كالتبعية للأب والزوج وممارسة حياتها كما تشاء ولا سلطان لأحد عليها وهي الوحيدة المسؤولة عن نفسها فلا حق لأي كان التدخل في شؤونها , وأقول أين هي المسؤولية التي حمّلها الإسلام للرجل تجاه المرأة حيث يقول الله تعالى ولهنّ مثل الّذي عليهنّ بالمعروف وللرجال عليهنّ درجة ..) والدرجة هنا هي المسؤولية التي أنيطت بالرجل تجاه المرأة , زوجته أو أخته أو أمّه وغيرهنّ . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته , فالرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ..) لقد تنكر القوم لهذه المسؤولية وهدموا صرحها على صعيد الواقع بندائهم المبحوح للحرية التي بلغت حدّ الإباحية , وهاك شهادة امرأة غربية منصفة نقلتها لك بأمانة من كتاب ضحايا الحب , تأليف خادم السنة النبوية يوسف الحاج أحمد ص 122 – 123 ط1 عام 2004 م نشر مكتبة ابن حجر – دمشق . صدّره بعنوان ينطق بالصدق :
*المرأة في بلادكم ملكة* .
كانت جارتنا عجوزاً يزيد عمرها على السبعين عاماً. وكانت تستثير الشفقة حين تشاهد وهي تدخل وتخرج وليس معها من يساعدها من أهلها وذويها.
كانت تبتاع طعامها ولباسها بنفسها ..وكان منزلها هادئاً ليس فيه أحد غيرها ولا يقرع بابها أحد!.
ذات يوم قمت نحوها بواجب من الواجبات التي أوجبها الإسلام علينا نحو جيراننا فدهشت أشد الدهشة لما رأت مع أنني لم أصنع شيئاً ذا بال ولكنها تعيش في مجتمع ليس فيه عمل خير ولا يعرف الرحمة والشفقة وعلاقة الجار بجاره لا تعدو في أحسن الحالات تحية الصباح والمساء .
جاءت في اليوم الثاني إلى منزلنا بشيء من الحلوى للأطفال وأحضرت معها بطاقة من الطاقات التي يقدمونها في المناسبات وكتبت على البطاقة عبارات الشكر والتقدير لما قدمناه نحوها وشجعتها على زيارة زوجتي فكانت تزورها بين الحين والآخر وخلال تردادها على بيتنا علمت أن الرجل في بلادنا مسؤول عن بيته وأهله يعمل من أجلهم ويبتاع لهم الطعام واللباس كما علمت مدى احترام المسلمين للمرأة سواء كانت بنتاً أو زوجة أو أماً وبشكل أخص عندما يتقدم سنها حيث يتسابق ويتنافس أولادها وأبناء أولادها في خدمتها وتقديرها.. ومن أعرض عن خدمة والديه وتقديم العون لهما كان منبوذاً عند الناس.
كانت المرأة المسنة تلاحظ عن كثب تماسك العائلة المسلمة وكيف يعامل الوالد أبناءه وكيف يلتفون حوله إذا دخل البيت وكيف تتفانى المرأة في خدمة زوجها ..وكانت المسكينة تقارن ما هي عليه وما نحن عليه.
كانت تذكر أن لها أولاداً وأحفاداً لا تعرف أين هم ولا يزورها منهم أحد قد تموت وتدفن وتحرق وهم لا يعلمون .ولا قيمة لهذا العمر عندهم أما منزلها فهو حصيلة عملها وكدها طوال عمرها.
وكانت تذكر لزوجتي الصعوبات التي تواجه المرأة الغربية في العمل وابتياع حاجيات المنزل ثم أنهت حديثها قائلة: إن المرأة في بلادكم(ملكة) ولولا أن الوقت متأخر جداً لتزوجت رجلاً مثل زوجك ولعشت كما تعيشون!.
هذه هي الشهادة وأراها بحق منصفة للمرأة المسلمة وتوق لدى المرأة الغربية وتطلّع إلى المسؤولية عنها لما ذلك من إنصاف وعدل فالمسؤولية في الإسلام يحكمها التوازن فكما أن الرجل يتحمل المسؤولية فكذلك المرأة تقف إزاءه على قدم المساواة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها . ) والرعية التي أنيطت مسؤولية المرأة بها هنا هي توجيه الأبناء ومراقبة تصرفاتهم والثناء عليهم إذا قاموا بعمل طيب وتصويب أخطائهم أذا أخطؤوا وحسن رعايتهم وتوفير الأجواء المريحة في البيت لهم ولوالدهم الّذي أمضى ساعات من العمل ربما كانت مضنية طويلة فيجد في بيته الراحة والهدوء حيث يستعيد نشاطه ليعود إلى عمله أكثر جدّاً واتقاناً . فيا أبناء ديننا ما تقولون في هذا التوازن في المسؤوليات , إنها كمال واستقرار وهدوء ينبسط على العائلة المسلمة . ( يمنون عليك أن أسلموا قل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين.)هذا وبالله التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ