الجــــــــــلاد
وجهه المصنوع من صدأ القبورْ
يخبّئ تحته عفنَ الدهورْ
والعين تنفث قيحها
افعى تعشعش في جحورْ
فتفوح رائحة الصديدْ
النظرة البلهاء تشعرني بأني تافه وبليدْ
والخد مقدود من الصخر الأصمْ
صبغوا جبين العهر ألوان الغباءْ
هذا فم صنعته في فوضى التفجرمن شظايا صاعقهْ
أم فتحة فاحت روائح نتنها
كانت تعد الثانيهْ؟
ماذا أرى ؟
قبح الزمان وكل أشكال الفجورْ
حُشرَت بها تلك التلافيف التي مازته
عن كل أصناف الحميرْ
وانشق جوف الفك عن تلك العقارب ِ
والسحالي والخنازيرالتي راحت تضاجع أمها
ـــ قل لي أجبْ : .........
وأصخت أسمع صوتهُ :
ماذا سمعت اليوم ؟هل هذا قباعْ ؟
أم بعض أصوات الضباعْ؟
وتلاشت الأكوان في عين الضبابْ
قد غلفت دنياي أشكال العذابْ
وتلاقت الأجفان في غمض طويل مؤلمٍ ٍ
إعصار خوفي راح يجرفني كجثة طائرٍ
علقت على زبد السيولْ
والبرد يلسع مهجتي
والروح غاصت لست أدري :
في كهوف الموت أم جوف السباع؟
الآن اوقن أن حلقي من خشبْ
أو أنني شيء تبقى من قصبْ
ماذا أق .. أق ... أقولْ ؟
ثقبت كياني نظرة العين القبيحهْ
قد أبرقت عيناه رعبا من لهب ْ
ساد في الكون الظلامْ
كل الفوارق قد تماهت في تفاصيل الحياه
يجتاحني هوس التأوه والتفجع والصقيعْ
من خلف آهاتي أتى
صوت يفحّ بأنة ٍ:
قل لي فأنت المتهمْ :
أنت الذي علمت طفل الحي رسم سنابل وزنابقْ؟
علمته كيف التحدي للمحن ْ؟
فأجبتهُ :
يا سيدي
إني وأنت ضحيتان صغيرتانْ
وضحيةٌ كبرى
نسميها ........ الوطنْ
رمزت عليا ........ دبي