خان يونس في يوميات عبد الرحمن الفرا
عرض يسري راغب
------------------
في يوميات المجاهد عبد الرحمن الفرا نقرأ في الجزء الأول من يومياته والبالغ عدد صفحاته 650 صفحة عن إنشاء أول مجلس محلي لبلدية خان يونس بعد المعركة التي دارت بين العثمانيين والبريطانيين في خان يونس مابين : 1/3/1917م وحتى7/11/1917م
لتعيش المدينة في ظل حكم عسكري بريطاني حتى نهاية العام1918
يتم بعدها تعيين اول مجلس بلدي خان يونس
برئاسة الحاج / إبراهيم الفرا وضم المجلس أعضاء من عائلات / الأغا وشراب والاسطل والفرا
ليشرف على الأعمال البلدية في منطقة تبدأ من رفح وحتى دير البلح
واستمر هذا المجلس حتى وفاة الحاج إبراهيم الفرا عام1928
ثم جاءت الدعوة لإجراء أول انتخابات بلدية لتشكيل ثاني مجلس بلدي البذي تشكل من :
الحاج سليم الأغا رئيسا / وعضوية كل من :-
احمد إبراهيم الاسطل / الحاج مصطفى شراب / الحاج حسن حامد الفرا / الحاج منصور بربح / الحاج حمدان سعيد الأغا
وكان تعداد سكان خان يونس والقرى التابعة لها يصل إلى ما يقارب الخمسة عشر ألف نسمة موزعين كالأتي
خان يونس 7518 يسكنون 717بيت
بني سهيلا 2036يسكنون 406بيت
عبسان 1144 يسكنون 186بيت
رفح 1423 يسكنون 228بيت
دير البلح 1587 يسكنون 340 بيت
جميعهم من المسلمين السنة ما عدا عشرة أشخاص فقط يدينون بالمسيحية
وكان عبد الرحمن الفرا في تلك الآونة يتولى إدارة الأوقاف لخان يونس وتوابعها
كما ترأس جمعية الشبان المسلمين / فرع خانيونس منذ العام1930م
وأنصاره ورفاقه في الهيئتين وقفوا مطالبين بإعادة الانتخابات البلدية لعدم كفاية المجلس البلدي
وقد رفض المندوب السامي هذا الطلب كما أمرهم بإزالة ما قاموا بوضعه من حواجز حول موقع القلعة الأثري في المدينة
لحمايته كجهة مسئولة عن الأوقاف في المدينة
لدرجة هدد حاكم لواء غزة فيها : المجاهد عبد الرحمن الفرا ورفاقه / راغب شراب ومصطفى العباد له واحمد الاسطل وغيرهم بالغرامة
وهم الذين وقعوا على عريضة تطالب بتغيير المجلس البلديالذي يرأسه الحاج سليم الأغا لعدم كفايته
وكان ذلك بتاريخ 20/7/1934م
واستمر هذا السجال بين الفريقين حتى تم إقرار إجراء انتخابات بلدية جديدة في29/3/1935
وتكليف لجنة انتخابات للإشراف على الانتخابات برئاسة الحاج سليم الأغا وعضوية كل من /
عبد الرحمن الفرا / الحاج مصطفى شراب / الحاج منصور بربخ
وقد اعترض عدد من رفاق عبد الرحمن الفرا على وجود الحاج سليم الأغا على رأس لجنة الانتخابات بصفته رئيسا للمجلس البلدي المزمع إجراء الانتخابات حوله
وكانت قضية شغلت قضاء غزة ترافع فيها فهمي بك الحسيني عن عبد الرحمن الفرا ورفاقه
بينما كان رشدي الشوا المدافع عن الفريق الثاني الذي يرأسه سليم الأغا
وعرضت القضية على محكمة يافا المركزية
وكانت نتيجتها فوز عبد الرحمن الفرا ورفاقه ونجاحهم في تشكيل ثالث مجلس بلدي لخان يونس برئاسة عبد الرحمن الفرا
ليبدأ المجاهد عبد الرحمن الفرا مسيرة الإصلاح في بلدية خان يونس كرئيس للمجلس البلدي منذ ذلك التاريخ وحتى نهاية الخمسينات
----------
خان يونس تحت الانتداب البريطاني
جمعية الشبان المسلمين
--------------------------
قام الاحتلال البريطاني بتقسيم فلسطين في أول يوليه عام1920م إلى سبعة ألوية
كانت غزة واحدة منها عاصمة للواء الجنوبي لفلسطين الذي يضم :-
خان يونس وبئر السبع وغيرها من قرى وبلدات الجنوب الفلسطيني
وكان حينذاك يتولى رئاسة البلدية في خان يونس الحاج إبراهيم الفرا مابين 1920-1928م
وكان للواء حاكم بريطاني وقائمقام عربي بجانب رؤساء بلديات اللواء
ويذكر المجاهد عبد الرحمن الفرا في يومياته أن البريطانيين تدعيما لامبراطوريتهم :
وصلوا خط السكة الحديد القادم من مصر / الإسماعيلية – القنطرة – العريش – رفح – خان يونس إلى ميناء حيفا شمال فلسطين
وهذا الأمر زاد من أهمية خان يونس وسط هذا الطريق الحيوي الهام لجيوش بريطانيا العظمى في مصر والشام خلال الحرب العالمية الاولى والثانية
وكان الحاكم الانجليزي ممثلا للمندوب السامي البريطاني على فلسطين
وهو الذي يتولى الإشراف على إدارة الشؤون البلدية والقروية لكافة أنحاء اللواء وأهمها :
الانتخابات البلدية في البلدات الرئيسية
وهو صاحب الصلاحية في عزل رئيس وأعضاء أي مجلس بلدي تحت رغبات الناس
وهو ما تم فعلا حين تقدم مجموعة من سكان خان يونس على رأسهم المجاهد عبد الرحمن الفرا مطالبين بعزل سليم الأغا الرئيس الثاني للبلدية لعدم كفاءته واستجاب حاكم اللواء لهذا المطلب
وكانت مصادر قوة عبدالرحمن الفرا رئاسته : لجمعية الشبان المسلمين الرديف لحركة الإخوان في أعوامها الأولى داخل فلسطين
والتي ساعدت على نجاح عبد الرحمن الفرا في الانتخابات الثالثة لبلدية خان يونس أواخر العام1935م تتويجا لنشاطاته في رئاسة جمعية الشبان المسلمين وأوقاف خان يونس ومؤيدوه في المكانين ضمت كل من :
الشيخ علي شراب والشيخ يحيى شبير وسعيد عاشور وادي وعيادة بربخ والشيخ سعيد حمدان الأغا وعلي احمد الاسطل ومصطفى احمد جاسر وصادق محمد نصر وعثمان عبداللاه وخليل عبد الباري وراغب شراب /
ومن خلال هذا التكتل تم التواصل بين جمعية الشبان المسلمين وجمعية الهدى المصرية
وجريدة الجامعة العربية برئاسة منيف الحسيني وسليم المدهون رئيس جريدة النذير
ومع الكتلة الوطنية بدمشق
حيث شملت اليوميات الخاصة بالمجاهد عبد الرحمن الفرا اتصالات مع كل هؤلاء في فلسطين ومصر وسوريا ولبنان
ظهرت من خلال برقيات التهاني المتبادلة في المناسبات العامة والخاصة
كما حدث عند فوزه برئاسة بلدية خان يونس أواخر العام1935
حين بدأت تتوثق علاقاته بالحاج أمين الحسيني عندها من خلال العلاقة التي جمعت الشبان المسلمين بالمجلس الإسلامي الأعلى
كما توثقت علاقاته برئيس تحرير صحيفة الجامعة الإسلامية للسيد سليمان التاجي الفاروقي الذي تعلم في الأستانة وأتقن اللغات الفرنسية والانجليزية والتركية
وكان فرع الجمعية في خان يونس شريك في كل المؤتمرات الخاصة بالجمعية في كافة أرجاء العالم منذ المؤتمر الثالث عام 1930م وقد شاركت فيه فروع / القاهرة والإسكندرية وسوهاج وكفر الشيخ وحيفا وخان يونس وجنين والرملة وعكا وسلوان من مصر وفلسطين قبل انتشارها في دول الشام الاخرى وقد اصدر هذا المؤتمر قرارات مهمة شملت مايلي :-
اعتراض المؤتمر على منع الموظفين من الانتساب للشبان المسلمين وإغلاق مقري يافا وغزة
والاحتجاج لدى الحكومة الايطالية لإغلاقها مركز العلوم السنية
والاحتجاج لدى روسيا لإغلاقها المساجد في اراضيها تحت سيطرة ستالين
ودعت لتقوية الجمعية بافتتاح المزيد من الفروع لها وزيادة عدد المنتسبين إليها
وإنشاء صحف إسلامية ونشر الوعي الديني ومقاومة الإلحاد وتشجيع الكتابة في الآداب الاسلاميه
ومقاومة حركات التبشير
وتوجيه الشكر إلى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الفلسطيني
وشكرالأمير شكيب ارسلان من لبنان والأديب المصري احمد تيمور على دعمهم لجمعية الشبان المسلمين
لقد كانت هذه الجمعية معمل تفريخ أسس لحركة عالمية إسلامية هي حركة الإخوان المسلمين التي انطلقت من مصر إلى فلسطين ثم انتشرت في من فلسطين الى الاردن فسوريا ثم باقي ارجاء المعمورة