منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. #1

    لا .. بل للحق ( مقالات ملفقة- 27\2 )*

    لا .. بل للحق

    مقالات ملفقة ( 27\2)
    بقلم ( محمد فتحي المقداد )*


    في أيام العيد وفرحته مكتومة جريحة في قلبي، كبستُ مِلحاً على جرحي، وآليْتُ على نفسي إرسال وتقبل التهاني بالعيد للأصدقاء والأحبة، بينما أتصفح على الفيس بوك، إذْ استفزّني منشور للصديق الأستاذ عبدالكريم الخلايلة، يشكو فيه أحد أصدقائه، عندما بادره بالسلام، وإلقاء التهنئة بالعيد، بصيغة ( كل عام وأنتم بخير )، وصديقه هذا، على فهمت أنه أستاذ جامعي في دولة عربية مجاورة – بالطبع لا أعلم اسمه – كان رد الصديق مغايراً، فيه من جفوة الأعراب ما ينبئ على ضحالة وانغلاق، بقوله:" لماذا تحييني بهذه التحية، التي لم يَستعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ولا أحد من أصحابه، وهذه التحية من البِدَعِ، ولا يليق بك أن تتلفظ بها "، احتلّتْ هذه القضية في ذهني موضعاً، وشاغلتني على مدار أيام بعد العيد، وقلت : يا ربي ما هذه البلوى، التي ابتلينا بها، من المفترض أن أستاذاً جامعياً، يُعَلِّم طلاباُ سيصبحون فيما بعد دعاة، بطريقة بعيدة عن روح و سماحة الدين ، والهدي النبوي، علماً أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، بيّن وبلّغ كل أمور العبادات و المعاملات، فالدين تمّ وليس باستطاعة أياً كان أن يزيد أو يحذف أمراً، معلوم من الدين بالضرورة،لكن الحياة تجدد، وتتجدد معها قضايا كثيرة، لم تكن في سالف الأزمان، فعلى رأي الأستاذ الجامعي، كل حياتنا بدعة، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يلبس العقال والشماغ الأحمر، وهو يلبسها، فإذا أجزت لنفسي أن أحتذي طريقته، لقلتُ له:" أنت صاحب بدعة، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته، لم يكونوا يلبسوا العقال، ولا الشماغ الأحمر،ولم يكن يستخدم الموبايل أو الفيس بوك، ولم يركب السيارة أو الطيارة، ولم يدخل جامعة، و يطول المجال لديّ في إيراد الأمثلة، فهل يحقّ لي، أو لكل من أطال الحية وقصّر الجلاّبية، أن يتجمّد عند ظواهر النصوص، ويستخدمها بطريقة تجافي حقيقة الإسلام، والبِدْعة في الدين، إحداث بعد كمال. ورحم الله الشيخ محمد الغزالي، وهو يقول : " إنّ الله لم يكلّفنا أن نبلغ أمريكا واستراليا عادات عبسٍ وذُبيان "، ومن هنا أصبتُ بالإقياء و الإعياء، من تبديع الأستاذ عبد الكريم بهذه الصورة المنفرّة، عندما بدّعهُ صديقه فلان، ونسبه البدعة وكأنه استحدث شيئاً في العبادات.
    ومما يريح النفس الرجوع إلى معين اللغة، في مواطنها الأساسية ، لإماطة اللثام عمّا خفي على فهومنا. وجاء جذر الكلمة ( بدع ) و ( أبدعَ) الله الشيء اخترعه على غير مثال مسبق، وهو سبحانه وتعالى : (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) – الأنعام 101 ، (َبدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) – البقرة ه117. هاتان الآياتان هما دليل على خلق الله، وإيجاد الأشياء من العدم، وهو مُبدعهما، ويكون البديع هو المُبتَدِعُ و المُبتَدَع. وطرق ووسائل الإبداع الإنساني كثيرة لا تعدّ ولا تُحصى، فالإبداع هو الإتيان بالجديد على غير المعتاد، مع وجود مادته الأساسية، وقام الإنسان باكتشافها، وأبدع الشاعر بالبديع، وفلانٌ ( بٍدْعٌ ) في هذا الأمر أي بديع، ومنه قوله تعالى : (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ)-الأحقاف9، وعليه يكونُ مدلول الآية، (قل ما كنت بدعا) بديعا (من الرسل) أي أنني أول مرسلٍ، فقد سبق قبلي كثيرون منهم فكيف تكذبونني، ومن الطريف أن بعض الجماعات المحسوبة على الإسلام، تأمر بتغطية ضرع البقرة، مؤخرة الماعز و الحمير عندما تسير في الطريق، فهل يُعقل أن يطبقوا غرائزهم على الناس، باسم الإسلام.
    الإسلام قويّ بذاته، رغم محاولات الأعداء و الحاقدين، و أخوف ما نخاف منه، من المحسوبين عليه من أتباعه، باسم الدين، يًبدٍّعون ويُكفِّرون مخالفيهم من أهل القبلة، فعند الله الملتقى، هناك يتحقق العدل المطلق، وكل ذي حق سيصل إلى حقه.
    الكرك \ الأردن

  2. #2
    لايضيع عند ربك مثقال ذرة فليتهم يعلمون.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    تحياتي أستاذة ريمة ..

  4. #4
    أرى بعيوني نماذج منحرفة لاأدري كيف تظهر هكذا دون ان تهتم حتى بمظهرا العام ..وللحديث بقية ، شكرا لك.
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

  5. #5
    أخي محمد فتحي , كتبت وأوفيت الكتابة , وشرحت وفهمنا المقصود من الشرح , وسلم اليراع والمداد , ووفقك الله لكل خير , ودعني (أدردش) معك قليلاً حول ذات الموضوع .

    عندا استمع إلى نقاد هذا الزمان في الدين أو الأدب شعراً ونثراً وقصة ورواية , أرى العجب , وكأن كل شيء من الأفعال والصفات ينبغي أن تمر على غرابيلهم ليغربلوها بمفهومهم الخاص , ولذا فقد قلت عبارتي هذه منذ عقود بان الذي سيطيح بالدين هم حراس الدين , والذين سيطيحون باللغة هم فقهاء اللغة , وكذلك من الشعر هم فلاسفة الشعر . ولو تركوا الأمور على سجيتها لما أصبحت ولما ظهرت الفرق والطوائف والمذاهب , فلكل طائفة فلاسفتها ليقال عنهم ( فقهاء , علماء , شعراء, نقاد ) وإلا مَن مِن رجال هذه الأمة قد تقيد بالسلف ثقافة وعزماً ونخوة وصدقاً ومأكلاً ومشرباً وملبساً وما يتخللها من آداب عامة وخاصة , ولو تتبعنا كل هذا مثلاً, لأصبح لباسنا أسوأ مما نراه اليوم , وخاصة لأنهم أباحوا للرجل كشف الصدر , ويمشي بملابس لا يغطي ساقه ولا صدره , ولو رأينا رجلاً يسير بهذا الوضع لرجمناه بالحجارة في قرية كالكرك وفي مأدبا أو في الصريح أو في الطفيلة .
    والحديث ذو شجون , مع تقديم شكري لك أخي محمد .

  6. #6
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب الغول مشاهدة المشاركة
    أخي محمد فتحي , كتبت وأوفيت الكتابة , وشرحت وفهمنا المقصود من الشرح , وسلم اليراع والمداد , ووفقك الله لكل خير , ودعني (أدردش) معك قليلاً حول ذات الموضوع .

    عندا استمع إلى نقاد هذا الزمان في الدين أو الأدب شعراً ونثراً وقصة ورواية , أرى العجب , وكأن كل شيء من الأفعال والصفات ينبغي أن تمر على غرابيلهم ليغربلوها بمفهومهم الخاص , ولذا فقد قلت عبارتي هذه منذ عقود بان الذي سيطيح بالدين هم حراس الدين , والذين سيطيحون باللغة هم فقهاء اللغة , وكذلك من الشعر هم فلاسفة الشعر . ولو تركوا الأمور على سجيتها لما أصبحت ولما ظهرت الفرق والطوائف والمذاهب , فلكل طائفة فلاسفتها ليقال عنهم ( فقهاء , علماء , شعراء, نقاد ) وإلا مَن مِن رجال هذه الأمة قد تقيد بالسلف ثقافة وعزماً ونخوة وصدقاً ومأكلاً ومشرباً وملبساً وما يتخللها من آداب عامة وخاصة , ولو تتبعنا كل هذا مثلاً, لأصبح لباسنا أسوأ مما نراه اليوم , وخاصة لأنهم أباحوا للرجل كشف الصدر , ويمشي بملابس لا يغطي ساقه ولا صدره , ولو رأينا رجلاً يسير بهذا الوضع لرجمناه بالحجارة في قرية كالكرك وفي مأدبا أو في الصريح أو في الطفيلة .
    والحديث ذو شجون , مع تقديم شكري لك أخي محمد .

    أستاذ غالب
    أكرمك الله و أعزك
    صراحة.. لا كلام بعد كلامك ..
    دمت بكل تقدير

  7. #7
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامه الحموي مشاهدة المشاركة
    أرى بعيوني نماذج منحرفة لاأدري كيف تظهر هكذا دون ان تهتم حتى بمظهرا العام ..وللحديث بقية ، شكرا لك.

    أستاذ أسامة الحموي
    أسعد الله أوقاتك بكل الخير
    و لله في خلقه شؤون هو أدرى بها
    تحياتي وتقديري

  8. #8
    أعجبني المقال أخي محمد , كما أعجبني حوارك مع الفرسان , شكراً للجميع .

  9. #9
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصعب نسيم مشاهدة المشاركة
    أعجبني المقال أخي محمد , كما أعجبني حوارك مع الفرسان , شكراً للجميع .
    كل التقديرروالاحترام لك أستاذ مصعب
    دمت بكل ود وتقدير

المواضيع المتشابهه

  1. مقالات ملفقة (18/2)
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-31-2019, 11:57 AM
  2. ضربني..و بكى ( مقالات ملفقة 9\3)
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-15-2017, 04:38 PM
  3. الكتابة هي الحل ( مقالات ملفقة - 34\2)
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 11-01-2016, 09:41 AM
  4. و في ذلك.. ( مقالات ملفقة 1\3)
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-27-2015, 05:30 PM
  5. قل للمليحة .. ( مقالات ملفقة 31\2)
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-04-2014, 03:14 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •