مرسي وهنية، إنه لقاء الأحبة
د. فايز أبو شمالة
لاأحسب أن زيادة عدد المسافرين عبر معبر رفح الحدودي من 1000 مسافر إلى 1500 مسافركان الهدف من لقاء الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية، ولا أظنأن رفع الحظر عن بعض المسافرين يستوجب لقاءً بين الرجلين، وما كانت الغاية مناللقاء تحقيق زيادة كمية الوقود القطري الذي يحتاجه سكان قطاع غزة، فكل تلكالقضايا الحياتية التي تهم سكان قطاع غزة، يمكن التفاهم حولها في لقاء يضم مستوياتقيادية مصرية وفلسطينية أقل بكثير من مستوى لقاء رئيس الجمهورية.
جاءلقاء الرئيس المصري مع رئيس الوزراء الفلسطيني ليناقشا قضايا إستراتيجية تهمالأمتين العربية والإسلامية بشكل عام، وإن كانت تلامس عصب حياة الشعبين المصريوالفلسطيني، وهذه القضايا الإستراتيجية من الحيوية بحيث لا يتوجب أن يسلط عليهاالضوء، ولا داعي لأن يفصح عنها الرجلان لوسائل الإعلام، فهي قضايا مصيرية تشغل بالالقيادة الجديدة ليل نهار، وهي مطروحة على بساط البحث أمام فريق العمل منذ تحررقطاع غزة من الاحتلال الإسرائيلي، وصار بعد الحصار أهم معابر الأمة العربية إلى الحريةوالعدالة.
أزعمأن لقاء مرسي هنية هو لقاء الأحبة الذين تآلفت أرواحهم على شهادة أن لا إله إلاالله، وأن محمداً رسول الله، وهو لقاء الرجال الذين التقت قلوبهم على نبذ مباهجالدنيا وزينتها، وانصب جهدهم بما يرضي الله أولاً، وما يرضي الناس الذي ائتمنوهمعلى مستقبلهم ثانياً، وهذا ما يدرك خطورته اليهود الغاصبين لتراب فلسطين، وهذا مايخافون منه، ويعملون له ألف حساب، ولاسيما أن إستراتيجية العصابات اليهودية قدقامت على تدمير ركائز الأمة الإسلامية، كأقصر الطرق لبناء الدولة اليهودية، وقدسعت العصابات اليهودية عبر التحالفات الدولية إلى تدمير روابط الأمة العربية وتشويهلغتها على طريق بناء دولة الصهاينة وإحياء اللغة العبرية، ولطالما حذرت العصاباتاليهودية من خطر العقيدة الإسلامية، بعد أن تأكد لها أن نهوض الأمة العربية الإسلاميةلا يعني إلا زوال الأكذوبة الصهيونية.
لاننتظر من لقاء الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية جيشاً يزحففي نهاية شهر رمضان لتحرير فلسطين، ولا نسعى لذلك في هذه المرحلة، ولكننا ندركبعقولنا أن لقاء مرسي وهنية هو لقاء الحق يقصم ظهر الباطل، وهو لقاء الواثق من المستقبل،وقد أثار الرعب في مفاصل الدولة العبرية، إنه لقاء الأيدي المتوضئة، وقد أقسمت باللهالعظيم أنها ستزور القدس بعد تحرير فلسطين، وأنها ستصلي الفجر في المسجد الأقصىبعد تطهيره من الصهاينة الغاصبين.