أحبتي في الله

عندما نندفع إلى هذه الحياة .. بقلبٍ يملئه الحب والمودة والبياض

وترتطم قلوبنا بتلك القلوب القاتمه .. وتلك الحياة القاسيه

فـ إننا نختنق بداخلنا .. ويعود بنا الماضي من غير إرادتنا ...إلى عالم ذكرياتنا ..

ذالك العالم الذي ربما كان البعض منا يريد نسيانه بشتى الوسائل والطرق

ولكن ..

هيهات .. هيهات ...

فـ هو متمكنٌ من الغوص في داخل أعماقه ..

يسري به كما يسري الدم .. ولن ينتهي إلا في نهايته

وربما البعض منا يعتبره صفحةً من حياته طواها لحظة إنتهائه ...

وربما كان البعض منا .. يعيش بها حاضره ..

لأنه يرى بها حاضره وماضيه ..

فـ لا يريد أن يزيلها من ذاكرته ..

ومع ذالك .... وذاك

فـ الحياه لن توقف سيرها أبداً لنا ...

بأفراحها وأحزانها .. بحاضرها وماضيها .. بحلوها ومرارتها

الى أن تنتهي حياة الإنسان بها ..

فـ نصبح جزءاً من الماضي .. من الذكريات ..

لا نعلم من يبتسم لفراقنا !!

ولا نعلم من يبكينا .. ويشتاق الينا ..!!

ولا نعلم من طمس في حياته ملامحنا .. ومن خلَّد حاضره بذكرانا ..!!





ها أنا الآن أمسك بقلمي بعد أن طال غياب نزفه على هذه الأوراق ..

تجتاحني ظلمة الحاضر الأليم .. وإشراقة شمس ذكرى في زمنٍ قديم ..

لأجدني أنزف التساؤلات ..!!

تساؤلات سئمت روحي من ترددها .. وأُرهق كاهلي من مرارتها وقسوتها ..!!

لم أعد قادر على البحث عن إجابتها ..؟؟

لم أعد قادر حتى على الهروب عبر أمواج الحروف ..!!

فـ الزمن أصبح كريماً في طعناته معي ..!!

والجروح والآهـآت لم تقطع صلة الرحم بي ..!!

فـ أين الـرحيـــل ..؟؟

وأين الهــروب ..؟؟

من دنيا لم أرى بها غير الغـــروووب ..؟؟






سرعان ما تتبدل هذه اللحظات ..!!!

عندما أتذكر أن القلب اللذي عشقته حد الهلاك .. رحل الى عالمٍ لا عودة منه أبدا ..

رحل وترك خلفه إنسان أرهقته الأيام بأحزانٍ لا تنتهي .. وآهاتٍ مدمره .. وآلآمٍ قاسيه ..

لتكمل ماتبقى من عمره تحت صاعقة الأقدار ..

مختبئ عن أنظار أولئك البشر .. ومبتعد عن نظرات الرحمة والشفقه ..

فـ يتبدل ذالك العزف الى نزف .. وتتبدل تلك الأفراح الى أحزانٍ ..

لا يعلم بها ألا الله ..

غير تلك الأوراق اللتي إستقبلت دماء قلبي .. من ريشة قلمي ...

لتحتفظ بأسراره ... ويكون الليل بما يحتويه من حكاياتٍ وأسرارٍ للعشاق شاهداً بينه وبينها ..

حتى تعلن الأقدار موعد الأجل المحتوم لها ...

ورحيلي عن هذا الزمان




نعم سيدتي الراحله ..

هكذا أعزف اليك نزفي كل ما دعاني القلم لأسافر به في عالم الحرف ..

فـ لقد غرقت في بحور الأحزان ..بعد ما كنت قائد على متن سفينة السعاده ..

ولكن ...

الأقدار لم تشىء لي إكمال هذه الرحله ..

لأكون أسير في عمق جزيرةٍ تكسوها ...

آآهــآآآت

الألم والحرمان ..







أعلم أنك تريدي مني المقاومه أكثر من ذالك ..

والإنتصار على تلك الجيوش من الآهآآآت والأحزان ..

لكي أحرر روحي ... وأستحوذ على قلاع السعاده ..

ولكن ..

أتمنى أن لا تحدثيني عن السعاده بعد رحيلك ... فـ السعادة لم يعد لها وجود بدون وجودك ..

فـ من يحمل بين أضلعه قلباً فقط لمجرد العيش .. لن يتلذذ برحيقها أبداً ..!!

ولو أنَّ لذة الحياه بأكملها تفوق لذة حبك ..

فـ أنا لا أريدها ..

فـ لقد تجرعت من كأس سعادتك .. مايكفيني لأكمل به ماتبقى لي من عمرٍ بدونك ..

فـ دامت لك ليالي السعد سيدتي الراحله ... كما دامت لي ليالي السهد القاتله

وكل عام وأنت في أعماق روح ٍ أرهقها رحيلك

الى الأبد