سليمان ابو ستة
--------------------------------------------------------------------------------
لعل البارودي أول من نظم على هذا البحر ، وهو نسق قصير يتألف من ثلاثة أسباب خفيفة فوتد مجموع، أي من تفعيلة واحدة لمن يفضل قسمة البحور إلى تفاعيل. قال البارودي:
املأ القدحْ * واعص من نصحْ
وارو غُلّتي * بابنة الفرَحْ
فالفتى متى * ذاقها انشرح
ونسقه الإيقاعي الذي وضعته له :
[س] <س> [س] و
حيث [س] = مقطع طويل ، <س> = مقطع قصير ، و = مقطعان: قصير فطويل.
ثم نظم شوقي رائعته:
مال واحتجبْ * وادعى الغضبْ
ليت هاجري * يشرح السببْ
وبعد ذلك جاء الشاعر محمد على أحمد ( وهو شاعر غنائي كتب بالعامية لكثير من مطربي عصره) بالمقطع المديد في ضربه ، كقوله:
جئت من طريقْ * بحره عميقْ
يسلب النهى * سره الغريقْ
غير أن أكبر تغيير في هذا البحر جاء على يدي مؤلف أغنية غناها فهد بلان ، وقد ضمنها أبياتا من قصيدة شوقي الآنفة الذكر، إلا أنه طور في زحافها الذي كان جمد بالتزام المقطع القصير في ثاني أسبابه، فجاءنا مكانه، وللمرة الأولى ، بالمقطع الطويل ومن عجب أننا لم نشعر إذ ذاك بأي قدر من الاختلال في الوزن. قال:
يا أهل الهوى * شفني الجوى
هاجري ادعى * غير ما نوى

وأما آخر من كتب على هذا البحر وزاده تطويرا ، فهو الشيخ إمام الملحن والموسيقار الكبير ، وكان وجد نفسه مضطرا إلى وضع أغنية للمشاركة بها في احتفال أقيم بجنوب لبنان عام 1992 ، وهكذا كانت ليلة أرق تمخضت عن كلمات أنشودة ولدت ملحنة ، وهي على هذا الرابط :
الكلمات بسيطة جدا ، أو لنقل إنها ساذجة:
يا شعب الجنوب * يا رمز الصمود
أنت للعروبه * نبراس الوجود
ولاحظ زيادة السبب الخفيف في عروض الشطر الثاني.
إن صنيع الشيخ إمام هنا يقدم لنا مثلا تطبيقيا عن كيفية نظم شعراء الموشحات على أوزان لم يعرفها الخليل بن أحمد، ومن المؤكد أن الشاعر في البداية كان هو الملحن والمغني ، مصداقا لقول الشاعر القديم :
تغن بالشعر إما كنت قائله * إن الغناء لهذا الشعر مضمار
ألا يستحق هذا الشيخ رحمه الله، أن نطلق اسمه على وزن صنعه على غير مثال يقتدي به، ولم يسأل فيه عروضيا ليقول له : هذا الوزن غير جائز عند الخليل ومن هم في طبقته.
ثم إن ما يلفت النظر هنا اختيار الشيخ للغة الفصحى في صنع أنشودته، لم لا وهو الشيخ ذو الخلفية الأزهرية، وعدا عن ذلك فقد كان أحد القراء المجيدين قبل أن يحترف الغناء ( أقصد قبل أن يلتزم النضال بالأغنية ويسافر بها في أصقاع الأرض التي تنتهج الثورة).
__________________
تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار



خشان خشان
أخي وأستاذي الكريم

مال واحتجبْ = 2 3 3
الأول كما لا يخفى عليك فإن ( مفعلاتُ مسْ = 2 3 3 ) هي أول المقتضب كما يقول أستاذي د. خلوف
مفعلا تمس ت علن = 2 3 3 1 3

وفيما يلي نقل للأداء كما ورد عند فهد بلان، وإن جاز لنا أن نشتق منه تقييما عروضيا لـ 2 3 3 مقيسا من إشباعات اللحن فلدينا الأشكال التالية للأداء وما يقاس بها من صيغة 2 3 3

الوقت على التسجيل 10 : 00
في الليلِ معي ..... في الصبح اختفى
فل لي لي معي ......فص صب حخْ تفى
والنص في إطار المقتضب

2 2 2 3 1 3 ......... 2 2 2 3 1 3

مفعولاتُ مس ت علن ...... مفعولاتُ مس ت علن

----
الوقت 30 : 00

إلْ صا فا غا درْ = خبب = فعْ لنْ فعْ لنْ فعْ = 2 2 2 2 2
ولو قال: أص صفا غدرْ = 2 3 3 فإن وزنها قياسا لما تقدم = فعْ لفعْ لُفَعْ


الوقت : 22 : 1

يشرح السبب
يشْ رحسْ سا با بْ = 2 3 2 2 ه = فاعلاتن فا عْ

وعليه يكون 2 3 3 = فاعلا تفا عْ
هل هذه التغييرات في الأداء عند فهد بلان تعتبر تجديدا أم اضطرابا ؟

-------

أما بالنسبة لأداء الشيخ إمام فقد حافظ في تنويعات أدائه على سلامة التركيب 2 3 3

واقتصرت تنويعاته كما تفضلت على العروض والضرب وهي مقبولة لحنا شأنها شأن الموشحات. وإن لم تكن تصلح أحكاما في الشعر للعروض والضرب ، كزيادة السكون في آخر الصدر دون تصريع.

هل يعود الفرق بين محافظة الشيخ إمام على وزن 332 وتغييرات طلال مداح عليه إلى الفارق الثقافي والأدبي بين الشيخ إمام وطلال مداح أو ملحنه ؟





هل هذا الوزن استدراك على الخليل ؟ أم هو اكتشاف صورة من صور بحر المقتضب ؟

إن القول بأن الصور التالية :

1- المخلع = مستفعلن فاعلن متفعل = 4 3 2 3 3 2
2- لاحق خلوف = مستفعلن فاعلن مستعل = 4 3 2 3 2 3
3- مفعلات مس = 2 3 3

هي بحور مستدركة على الخليل وهي مشتقة من بحور على دوائر الخليل يستدعي التوقف .

ولو قيل إنها صور لبحور الخليل جدّت لكان ذلك أدق.

أن يكون البحر مستدركا على الخليل يعني بالنسبة لي أن يكون من خارج دوائرة . وهذا لا ولن يكون .
توجد أوزان خارج دوائر الخليل ولكنها ليست بحورا ولن تكون.

الخليل وماندلييف :

http://arood.com/vb/showthread.php?p=21144#post21144

والله يرعاك.



أخي وأستاذي أبا إيهاب

مايو أيار! آه ثم آه

يبدو أن سايكس بيكو ما انفكت تتجدد وتتجذر وتتناسل وتمتد حتى وصلت العروض.

_____________________________

http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...ll=1#post25595

• فلا شك أن الأوزان المختلفة تتمايز عن بعضها بعضاً وفقاً لاختلاف التسلسل الحركي لأنساقها، أي وفقاً لاختلف طرق اصطفاف المتحركات والسواكن فيها.
• ومعلوم أيضاً أن مقصّرات البحور – من مشطورات ومجزوءات ومنهوكات – إنما تنسب إلى بحرها بناءً على تطابق تسلسلها الحركي مع بدايات النسق التام، فكأنها مقطوعة منه.
• ونظراً إلى ظهور عشرات الصور الجديدة التي لم يذكرها الخليل ضمن صوره الثلاثة والستين، فلقد أصبح من الضرورة بمكان إعادة تصنيف هذه الصور الجديدة، بردّها إلى أوزانها، أو الاعتراف بها أوزاناً جديدة. فإذا وافقت الصورة الجديدة نسقاً معروفاً كان لا بد من ردّها إليه، شريطة أن يكون التطابق متنامياً مع بدايات النسق.


فإذا عدنا إلى الوزن المطروح، وجدناه جزءاً لا يتجزأ من نسق البحر المقتضب، الذي لم يذكر له الخليل سوى شكله المستخدم المعروف التالي:
مفعولاتُ مفتَعَلُن

إلا أن الشعراء لم يلتزموا هذا، فأتوا به على الشكل:
مفعولاتُ مفعولن

كما في قول شمس الدين بن المفضل:
بالبعادِ تجزيني ---- يا غزالَ يبرينِ
بالصّدودِ تقتلُني ---- والهَوانَ توليني
أيُّ حاكِمٍ يُفْتي ---- ياحبيبُ بالهُونِ
وقول أبي بكر بن رحيم:
مَنْ صَبا كما أصبو
فهْوَ للصِّبا نَهْبُ
فاعلمْ ايُّها القلبُ
وأتوا بالشكل:
مفعولاتُ مفعولْ
يقول ابن مشرف:
مِنْ نَداكَ إيقاظْ
واللسانُ لَمّاظْ
والسهامُ ألحاظْ
كما أتوا بالشكل:
مفعولاتُ مفْعو

يقول ابن خاتمة الأندلسي:
جُملةُ النّعيمِ
في ودادِ ريمِ
فاسقِني نديمي
ثمّ أتوا بالشكل:
مفعولاتُ فاعْ
كقول ابن الفضل:
شاقَتْني البُروقْ
منْ ثغرٍ يروقْ
وأخيراً الشكل:
مفعولاتُ فعْ
وهو وزن القصيدة المتنازع على بحرها.


وواضح أن جميع هذه الأشكال عبارة عن مقصّرات مُستلّة من بحر المقتضب، لأنها تتوافق مع التسلسل الحركي لنسقه التام. ولذلك لا يجوز نسبته لغير المقتضب، كما لا يجوز تفعيله بغير هذا الشكل. وهو ما اختاره د.عبد الله الطيب.

المزيد
http://www.arood.com/vb/showthread.p...4189#post44189