منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    الانتحار ليس هو الحل

    الانتحار ليس هو الحل
    سوسن البرغوتي
    بدأت نزعة حرق المظلومين والعاطلين عن العمل، تتسع وتمتد، تيمناً بحادثة محمد البوعزيزي العفوية، والذي عزت عليه كرامته جراء صفعة شرطية، فأشعل جذوة الغضب عند الشعب في تونس، إلا أن الانتحار لن يجلب الحقوق الضائعة، ولن يفجر ثورة على غرار ثورة تونس، فلكل بلد عربي معطيات وظروف وطرق مواجهة النظام المتكلس المتهالك، ولا ينبغي أن يصبح حرق الإنسان لنفسه (موضة) أو ظاهرة، لما لها من مخاطر على البنية الفكرية الملتزمة بثقافة المواجهة والجرأة أولا، والأهم هو انعتاق المجتمع من الالتزام بمعتقدات دينية مجتمعية راسخة، تحرم قتل النفس الذي كرمها الله بالحياة.. فالأجدى بالشباب أن يواجه هذا النظام، حتى النهاية، لتمتد إلى كل قطاعات الشعب العاملة وقواه الحية، فلدى أبناء الوطن أكثر من سبب لإسقاط النظام الديكتاتوري والمستأثر بمال الشعب والمصادر لقراره، والمستهتر بأمنه. لا يا شبابنا، ليس هكذا تواجهون الظلم، لا تواجهوا الظلم بأن تظلموا أنفسكم وتحرموها من الحياة التي وهبها الله لنا. إن إشعال الثورة في تونس، كانت بفعل تراكمات من ممارسات استبدادية النظام لعقود، واستمرار الضغط الحاصل على الشعب، كان لا بد له من الانفجار، وإن جاءت حادثة البوعزيزي، لحظة انطلاقة الإصرار على استعادة حرية الشعب وكرامته، وليس بالضرورة أن يتبع الشعب العربي في بقايا البلدان العربية، نفس السيناريو، فالحدث العفوي لا يتكرر وإلا فإنه سيصبح مفتعلاً وتقليداً، ومفتقداً لإشغال العقل بابتداع طرق ووسائل، يحتكم لها كل الشعب، لانطلاق شعلته باتجاه هؤلاء المسؤولين اللامبالين، المتخمين بشبق الكرسي والمال، والذين لا يعنيهم قتل الآلاف من الشعب، فنحن بأمس الحاجة إلى مجتمع مقاوم لا مجتمع محترق!.
    إن تحريض شباب يملك طاقات لتغيير الواقع المزري، لا يقود الى الاقتداء بما حدث بتونس وغير المرتب والمجهز له، فواجهوا وتصدوا، وإن قضى الله أمره، فإنكم شهداء، ومن مات دون عرضه وماله وأرضه فهو شهيد، أما أن يتحول الانتحار حرقاً..غرقاً، أو بأي شكل آخر، فهذا يعني استسلاماً ويأساً، وثوار بلا قضية!. أدعو جميع الكتاب والمفكرون المصلحين وعلماء الدين في الأمة العربية والإسلامية، إلى وقفة جادة للحد من هذه النزعة غير الصحية وغير الصحيحة على الإطلاق، التي لن تؤدي إلى أي حل، أو تغيير الواقع المرّ، ولتوعية الشعوب من الآثار التخريبية لثقافات الشعوب المتحضرة والمؤمنة. فمسألة الإيمان في صلب الموضوع، ومن يؤمن بالله وقضيته، وأن الوضع المتغير لا بد زائل، وأن الأصل هو الكفاح من أجل تحقيق الحق وإزهاق الباطل، فمن أراد التغيير، عليه أن يضع نصب عينيه أهمية أن يكون إيجابياً فعالاً، لا سلبياً مستهتراً بحياته، وبقدرته – مهما تضاءلت- على تجميع لمّ شمل الصفوف المبعثرة في بلده، وإعلان العصيان المدني أو الإضراب عن العمل، إسقاط الحكومة كخطوة أولى لفرض إرادة الشعب، ولا بد أن تتراكم التحركات لتأتي برياح طيبة تسيّر سفننا إلى بر الأمان، وتنهي هذا النظام العربي الساقط بكل المعايير، ورفض سياساته الخارجية الدائرة في فلك الهيمنة الاستعمارية وغيرها من فعاليات وتظاهرات ضد اتفاقيات التطبيع وتواجد اليهود الصهاينة على الأرض العربية، وما هم بسياح، بقدر ما هم جواسيس لكيانهم، وكذلك رفض وجود أي نفوذ خارجي عسكري أو سياسي، فالأفكار تتجدد كموج بحر ثائر لا يهدأ إلا حين تزول عاصفة مدمرة، طالت الوطن بأسره وانتهكت أمنه واستقلاله.
    فليس المتضرر من هذه النزعة غير الشخص نفسه، ويمتد الضرر إلى فكر النشء الجديد، الذي قد يستسهل الرفض ولمجرد الرفض بالانتحار. إن الاحتجاج على النظام العوج، والذي أدى إلى ازدياد الفقر نتيجة البطالة وانتشار الجرائم والإباحية، التي تبثها فضائيات هدفها إشغال الشباب عن قضاياهم، لم تتوقف عند هذا الحد، بل جردت ضعاف النفوس، من احترام حياة الإنسان كقيمة مجتمعية.
    فرق كبير بين العمليات الاستشهادية ضد المحتل، وبين الانتحار، فالأولى هي جهاد المضطر، وهي مواجهة أيضاً له، تحتاج إلى تدريب منظم واستعداد، بطريقة تختلف عن الاشتباك المباشر، لزيادة عدد القتلى في صفوف المحتل، وترويعه، أما الحالة الثانية، فهي تقزز كل نفس قويمة لا تقبل وضع نهاية أناس جبنوا عن المواجهة. وحتى لا نقود مقاربة أو مقارنة خاطئة بالجوهر بين الحالتين، وسوق نماذج رائعة لعمليات استشهادية، نقول أن لكل مرحلة وسائلها بالتصدي للعدو، وخير الأنام من يبتدع الأفضل لبلده وأبناء شعبه، والأصلح لدنياه ودينه. فلا يوجد شريعة سماوية أو قوانين وضعية، تبيح نزعة قتل النفس، لمجرد الاحتجاج والغضب على ضنك العيش، والأجدى حرق أنفاس هؤلاء المجرمين، الذين يمثلون نظام تحميه القوى الاستعمارية، ومحاصرتهم بفضح فسادهم وقطع أرزاقهم وإحداث أضرار لمصالحهم، فذلك أجدى لنا ولكم، واتعظوا يا أولي الألباب. لو كان أمرهم إفقار الشعب، فهذا يهون والفقر والعوز ليس عيباً، لكن قضيتنا مع هذا النظام البشع، أكبر من لقمة خبز وأخطر على مصير الوطن العربي، إنها قضية حرية وكرامة، وهذا العنوان الأهم لثورة تونس الشعبية.
    إذا كنتَ ذا رأي، فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا

  2. #2

    رد: الانتحار ليس هو الحل



    هيكل : الرد على مفاجأة تونس سيكون في لبنان
    في تعليقه على أحداث تونس ، أكد الكاتب الصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل أن الجميع ركز على تداعيات تلك المفاجأة على العالم العربي ، إلا أن البعض لم يلتفت لأمر آخر خطير جدا وهو موقف القوى الغربية وأمريكا و"إسرائيل" .

    وأضاف مساء الخميس الموافق 20 يناير في حلقة خاصة من برنامج "مع هيكل" الذي يذاع على قناة "الجزيرة" أن هناك سؤالا يجب طرحه وهو " ماذا ستفعل القوى الأخرى التي فاجأها الحدث التونسي ، أين سيردوا ؟ ".

    وتابع في هذا الصدد " الحدث التونسي أسقط كل السياسات التي فرضت على العالم العربي في السنوات الثلاثين الأخيرة ، أخشى أن يكون الرد في لبنان والنذر بدأت تلوح في الأفق ".

    واستطرد هيكل قائلا :" ما جرى في تونس أفزع بشدة أمريكا و"إسرائيل" ، المفاجأة التي وقعت في تونس قد يرد عليها في لبنان".

    وفسر تسارع أحداث تونس بانتشار الغضب بين الجماهير الذين خرجوا في موجات بشرية وعندما عجز الأمن عن التصدي لهم وبلغ القتل ذروته ، لجأ الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي إلى واشنطن التي اتهمها بأنها هي من ورطته عبر وثائق ويكليكس ، إلا أنها رفضت مساعدته هي وفرنسا باعتبار أن نظامه انهار ولم يعد قادرا على حماية مصالحهما ،.

    وأشار هيكل أيضا إلى نقطة هامة في هذا الصدد وهي أن الجيش التونسي كان يشعر بالمهانة لأن بن علي ركز على دعم حرسه الخاص وقوات الشرطة ولذا فإنه رفض دعوته للتدخل ورد عليه بأنه لن يساعد نظاما مكروها من نصف الشعب التونسي ومحتقرا من النصف الآخر .

  3. #3

    رد: الانتحار ليس هو الحل

    الاخت الكريمة سوسن البرغوثي حفظك الله
    احسنت في هذا الطرح المبارك والصادق في الانتماء للسنة النبوية ا لمشرفة على صاحبها افضل الصلاة واتم التسليم
    فإن الحديث الصحيح الوارد بهذا الشأن والذي لا يخفى على أحد بأنه لا يجوز قتل النفس ومن يقتل نفسه التي لا يملكها فإنه يعذب بها يوم القيامة

    لن اطيل وإنما أصبت بهذا كبد الحقيقة بارك الله فيك

    تحية وفاء

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-22-2015, 03:13 PM
  2. هل الاسلام هو الحل او ان العلمانية هي الحل - نبيل القدس
    بواسطة نبيل القدس في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-19-2015, 11:25 PM
  3. الانتحار
    بواسطة سوريه ابن عن جد في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-01-2008, 02:10 PM
  4. شاب عربي يحاول الانتحار!
    بواسطة ذيبان في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-29-2008, 05:02 AM
  5. ندم بعد الانتحار!!!
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-02-2006, 05:29 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •