يدبر الأمر
عجبا ترى الخلائق جهلا ..... يوقنون لهم على الأحداث يدا
وإيماني أنه المكتوب قدرا ..... مثلما يقيني بالرحمـن ربـا
فيا نطفة من مني كنت يوما ..... ولم تخير في الرجال لك أبا
وفي رحم رحيم كنت خلقا ..... فلا سألوك منهن أيا تختار أما
فيوم الميلاد قد جئت فيه رغما ... ويوم الممات بغتة يأتيك قسرا
تأتي وتمضي فيهما لله عبدا ..... فهما الحدود الحق لعمرك أجلا
فكيف تظن بنفسك اليوم قدرا ..... فتحسب في البين لفكرك فعلا
فما أنت إلآ بعيشك غفـلا ..... وتحسب أنك للأقـدار ربــا
وأسأل علام الغيوب والأسرار أدبا ... يهديك للأنوار علما وفهما
وبسورة السجدة قد أصدر حكما ..... هو للخلائق دستورا وحدا
يدبر الأحداث من السماء أمرا ..... فينزل صورة وصوتا وحسا
ليبلغ الأرض حدوثا فيبدأ عودا ..... بيوم عنده بسنين الأرض ألفا
فموتك اليوم أمرا من نصف ألفا ..... وأحداث ليلك غدا تزداد يوما
فبدأ النحل بأحكم الآيات قولا ..... قد آتي .. فلا تستعجلوا لله أمرا
فهلا بنومك يوما قد رأيت أمرا ... فتراه يقظا مثلما بنومك عجبا
فما رأيت إلا للسماء أمرا .... وهو ما كان الجن يسترقون سمعا
وعجبا لقول هو للجهال جدلا ..... لما الحساب وقد سطر المكتوب قدرا
فهل بحساب على الأفعال حقا ..... أم للنوايا يسأل الرحمن عبدا
وهل سواها تملك النفس بدلا ..... إنما الأفعال رحمة تأتيك مثلا
ولذا كان وما زال لله أمرا ... لا تحزنن لأمر أو تختال فرحا
فكل الأمور قدور وعمرك أجلا .... وما الدنيا سوى ترحالا وأملا
د . جمال عمر