| المماليك و حب العمران (2) |

في كتابه (كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر ) يقول العلامه إبن خلدون رحمه الله ما يلي :

" أهل هذه الدّولة التركية (أي المماليك) بمصر والشام معنيّون- على القدم منذ عهد مواليهم ملوك بني أيّوب- بإنشاء المدارس لتدريس العلم، والخوانق لإقامة رسوم الفقراء في التّخلّق بآداب الصّوفيّة السّنّية في مطارحة الأذكار، ونوافل الصّلوات. أخذوا ذلك عمّن قبلهم من الدّول الخلافية، فيختطّون مبانيها ويقفون الأراضي المغلّة للإنفاق منها على طلبة العلم، ومتدرّبي الفقراء. وإن استفضل الرّيع شيئا عن ذلك، جعلوه في أعقابهم خوفا على الذّرّية الضّعاف من العيلة . واقتدى بسنّتهم في ذلك من تحت أيديهم من أهل الرّئاسة والثّروة، فكثرت لذلك المدارس والخوانق بمدينة القاهرة، وأصبحت معاشا للفقراء من الفقهاء والصوفية، وكان ذلك من محاسن هذه الدّولة التّركية، وآثارها الجميلة الخالدة "
...
نتمني أن تعود هذه الأوقاف مع ما يستجد منها في هذه الأزمنه كما كانت قديماً تمارس دورها التنويري و النهضوي و الذي غاب و أنزوي بعدما سيطرت عليها الدوله منذ عهد الباشا العثماني محمد علي و الذي غير كثيراً حتي وصلت هذه المؤسسات في زماننا هذا لمجرد مؤسسات فاسده يتحكم بها الطغاه ممن حكموا مصر في العصور المتأخره التي تضعضع فيها حال الأمه عامه و مصر خاصه.

و في النهايه فلا يفوت مُعتبِر ممن يقصد الأماكن القديمه بالقاهره و التي صمدت فيها تلك الآثار حتي يومنا هذا أن يترحم علي من أقامها من أجدادنا العظماء تغمدهم الله جميعاً بواسع رحمته.
_____________________________
المماليك و حب العمران (1)

http://www.facebook.com/photo.php?fb...levant_count=1

أ.س
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي