وحــــدي أحــبّـك
لملمــــت أفراحي و أحزاني مـــــــعي *** و قصائدي،، همّي ،، هواي و أدمعي
و مــضيت نحو الأفـــق متّـــئد الخطى *** مــتوحّدا بتــــوحّــــــدي و تـــطـــلّّعي
فـــرنت إليّ الأمــــنيات حــــــزيـــــنة *** ظــمــآى لماضـــيها الجمـــيل الأروع
عـــينان ذابـــــلتان من فــــرط الجوى *** و يــــدان تـــــرتجـــفان مـــمّا أدّعــي
رحـــل الأحــــــبّة كلــــهم و أنا هــــنا *** وحــدي أجالس وحدتي و تـفـجـّـــعي
كيف الهنا و طــــيور فجــري لم تعـد *** تــشــدو على فـنن الفــؤاد المـــوجع
يـا ظــالــما و الــلّيل أســـدل ســـــرّه *** هـــلاّ رحــمت تــودّدي و تضـــرعــي
أرّقــــتــني و أذقـتــــني كأس الـلّــظى *** و سلبت أحلام الكرى من مـضجــــعي
و منحـتـني حلو اللقا و هــجرتــــــني *** و أخــذت قــلبي ثــــمّ لم ،، لم تـــرجعِ
ذكـــراك يا زمن الوصال تـــلـفــــــني *** مـــثل الرّبا تـــنســـاب بين الأضــــــلع
أيـــقــظـــتها حتى تـــقـرّ صــبابــــتي *** داريــتـها لـــكــــــــــنها لـم تـــنـفــــع
و زرعـــــتها بــين الحــــنايـــا وردة *** و سقيتها بدمي لـــيزهـــو مـــربــعي
فشمـــمت فيها عـنفوان طــفـولـــتي *** و أريــج عـمـري مـبـتغاي و مــرتـعي
و بسطـت كـفّي سائــلا بعـض اللّــقا *** و وقـفت فــيها لم أفــارق مــوضــــعي
فـتــمـثّـلـت لـي فــي رؤاهــــا جــنّـة *** فـــــيــنـانـة أو صـــــورة لــلــمــبـــدع
و رأيت فيها بسمــتي،،شمسي التي *** قــد لـــوحّـت لـي في الجــهات الأربــع
فـتـمايـلت وعـلى ضـفاف ظــلالــهـا *** صــوت كـموســيقـى جــمــيل المطـــلـع
قــبّــلــتها فــتفــتّحـت أكــــمـامــهــا *** و تــنـهّــدت بـعــبــيـرهـا الـمــتـضــوّع
قـالـت و دمع العـين يمسح خــدّهــا *** هـــوّن عــليــك فـــلسـت أوّل مــــولـــع
قـلت الحـنين إلى رياضــك شـــدّني *** و لـقـد ظـمـئت و في وصـالـك مـنــبـعي
و تــرفـّـقي إنّي تـعــبـت و أتـعــبـت *** صــمـتي قــصائــدنا الــتي لـم تـــشـفـع
مـنـفاي أنت و شاطـــئي و جزيرتي *** أســطورتي،، أنت انــتمائي،، مـرجعي
يا مـن حملت مـواجعي و تحــمّــلت *** عـــبء الــورى أبـــدا و لم تــــتـوجّــــع
يا همس ذاكــرتي و تـاريخي الــذي *** مــا زال يــسـمو في الفـــضـاء الأرفـــع
ســيـظل نـبضك في الحــنايا نـغــمة *** يـشــدو لـها قــلبي و يـطـرب مــسـمـعي
كــذب الجــمـــيع بـشعـرهـــم إلا أنا *** شـــعــري نــقـيٌّ مـــن هــــــواء أنــصع
شعـري كما النّسمات يقـطر شـهـده *** عـــطـرا زكــيًّ الــرّوح لــم يـــتــــصـنّـع
شــعــري كـأنـفاس الصًّــبا زفــراته *** كـالفـجـر طــلـق فـي ســــنـاه الـمـــمـتـع
إنّي و إن خــان الرّفــــاق دروبـــنـا *** وحــــدي أحــبّـك لـــن و لــــم أتــزعــزع
وحـدي سأبـقـى في هــواك مـوحّـدا *** مـتــعـــبّدا حـــتّى أوسّـــــد مــصــرعـــي
شعر : محمّد شايطة