فُصولُ حِكاية
*
*
*
أترَعْتُ كأسيَ مِـنْ كـرُومِ الساقـي
فَسَقَيـتُ محـرومَ الهـوى تِرياقِـي

وقفَ الخريفُ على مهـبِّ نسائمـي
فرَسَـتْ وأسقَـطَ حِمْلُهـا أوراقِــي

فَتقلَّبَتْ فـي الجـوِّ أفئـدةُ القصيـدةِ
بسـمـةً... ولآلــئ الأحـــداقِ

وهطلتُ يرسُمنـي الشتـاءُ سواعـداً
ذابـت بحُرقـةِ ضَـمَّـةِ المشـتـاقِ

زوّجتُ بذرَ الشعرِ مِـنْ لُغـةِ النّـدى
فَكَسَـتْ ربيعـيَ زهـرةُ العـشـاقِ

فَجَّرتُ من صخـرِ القصيـدِ جـداولاً
زَهـتِ الجِنـانُ بِدَفْقِهـا الـرقـراقِ

وصنعتُ مِنْ طلْعِي لِصَيـفِ أحبّتـي
شهـداً يـذوبُ بِرَشْـفـةِ الــذوَّاقِ

وغدَوْتُ كالطّيفِ المُلوَّنِ...لنْ تـرى
صبَّـاً يهيـمُ بغيـرِ سحـرِ نِطاقِـي
********
الليلُ.... خيطُ قصيدتي... كـمْ حُلَّـةٍ
فيهـا نسـجـتُ لسـامـرٍ تــوّاقِ

والنجـمُ لا يغفـو بـدونِ حكايـتـي
والبدرُ أجملُ -مـن أرى- عُشّاقِـي

في الشّوقِ إذْ أحكي... تطيرُ جوانـحٌ
حَمَلَـتْ فـؤاداً مُفـعَـمَ الأشــواقِ

والحبُّ: قلبُ الغارِقينَ... وزهرتـي:
سهـمٌ يُصيـبُ مشاعـرَ الأعـمـاقِ

والوصفُ: سَبْقُ المُبدِعينَ... وريشتي:
لـونٌ يـفـوقُ روائــعَ السـبَّـاقِ

وكَشَفتُ في شَجَـرِ العدالـةِ زهـرةً
حَجَبـتْ سناهـا شوكـةُ الفٌـسَّـاقِ

لتَـرُدَّ للقـزمِ الضعـيـفِ بطـولـةً
سُلِبَـتْ بغَـدْرِ الـمـاردِ العـمـلاقِ

والسيفُ ظـلَّ بدايتـي مـذ صُغتهـا
طفِقَـتْ بمسـحِ السـوقِ والأعنـاقِ

ونهايتـي فـي السِّلـمِ مـا وقّعتهـا
لأبيـعَ شعبـاً طـيـبَ الأعــراقِ
********
حتى إذا اكتملـتْ فُصـولُ حكايتـي
واستمتـعَ الماضـونَ فـي آفـاقِـي

وهرِمتُ واشتعَلَـتْ رُؤوسُ سنابلـي
لهبـاً... ومالـتْ للبسيطـةِ ساقِـي

ودّعتُ غُصنَ الشِّعرِ مُكتَنِـزَ الـرُّؤَى
حُـرَّ الهويّـةِ... طَيِّـبَ الميـثـاقِ
*
*
*

م / مؤيد حجازي