اطلقت الشمس سهامها الذهبيه لتشق ظلام الليل وتزف بشرى فجر يوم جديد .
استيقظ ابو محمد كعادته كل يوم ، القى نظره خاطفه على اولاده ، حمل شبكته وسله بها قليل من الطعام وتوجه الى البحيره .
فى بداية الطريق توقف عند زاوية الشيخ محمود ، توضأ وصلى الفجر جماعه مع بعض من اهل القريه ودعا ربه ان يرزقه رزق وفير ، مضى فى طريقه ترافقه كلاب الطريق كالعاده ، كان يفرح بها فهى تؤنس وحدته كما انها حسب اعتقاده تطرد عفاريت الطريق ، وبينما هو فى طريقه شاهد مجموعه من الكلاب تلتف حول انثى كل يريد ان ينال رضاها ، تمتم فى سره الله يرحمك ياسعديه ، تذكر ايام الصبى و العشق والغرام ، كان يعود فى نهاية كل يوم من الصيد فيضع فى السله افضل ماصاده من السمك ويسرع الى بيت سعديه ليهديه لها -، كان يزين السله باعواد من البوص الاخضر حتى يضفى نوعا من الجمال على السله ، كانت تلك السله تحمل كل مشاعره تجاه سعديه ، تاخذ منه سعديه السله وهى تبتسم فى حياء ، كانت تلك الابتسامه هى ذاد يومه من الغبطه والسرور وبلسما يطفىء لهيب اشواقه ، تمتم مره اخرى الله يرحمك ياسعديه ، ارهقت نفسك فى انجاب الاولاد وتركتينى وحيدا مع سبع اطفال صغار ، الحمل ثقيل والرزق يكاد يكفى اطعامهم واحيانا لايكفى ، جلس تحت شجره يستريح ، وبينما هو جالس شاهد شيئا يتحرك تحت الشجره المجاوره ، دقق النظر ، راى قطه ترضع اطفالها ، تنظفهم بلسانها ، ترعاهم ، تمتم فى نفسه "ومن يرعى اطفالى" ، ابنتى الكبرى ، حرام ، مازالت صغيره ، زوجه اخرى ، اشفق على اولادى من زوجة الاب ، سمع صوتا ، نظر اعلى الشجره ، زوج حمام يمارس حقوقه الزوجيه ، سامحينى يا سعديه ،لابد من الزواج ، سأحسن الاختيار ، لايوجد افضل منها ، خضره بنت الحاج اسماعيل ، جارى وزميلى فى الصيد ، بيضاء ، جميله ، لمحت مره ساقيها وهى تغسل على شط الترعه مع بنات القريه ، لا تنجب ، زوجها طلقها لانها لا تنجب ، لكن ، فم آخر يجب اطعامه ، سأقتسم معها رغيفى ، سامحينى ياسعديه ، ساعطيها الكردان الذهب ، ورثته عن امى ،اعطيته لسعديه مع الدبله ،رفضت بيعه رغم قسوة الظروف ، ترى هل تسامحنى سعديه ، عاش عاما فى سعاده مع خضره ، عاد يوما من رحلة الصيد ، استقبلته بالفرح والسرور ، وابتسامه غامضه ، ذات مغذى ، لم يتحمل،-سقط على الارض ، كانت الطامه الكبرى ، اخبرته زوجته انها حامل فى توأم .