الثروة المائية العربية في المنظور الإسرائيلي
شكل هاجس السيطرة على المصادر والثروات المائية العربية لدى الحركة الصهيونية وإسرائيل منذ بداية تشكلها سبباً هاماً وأساسيا في أنشاء هذا الجيب السرطاني في خاصرة الأمة العربية فقد أعطت العصابة الصهيونية جل اهتمامها من اجل التخطيط للسيطرة على الثروة المائية العربية لتوظيفها في صراع قادم هو صراع على الماء لا على النفط عند العرب لذلك اعتبر الصهيوني إليعازر-فيتكين في كتابه(الجولان والجليل بأقسامه الأعلى والأوسط والأسفل والكرمل وشمال البلاد)ان الجولان وما فيها من مصادر وثروات طبيعية وفي مقدمتها الثروة المائية جزء لا يتجزأ من شمال ارض إسرائيل وانه باحتلال هذا الإقليم
ستكون الحركة الصهيونية قد حققت ما خططت إليه من تطلعات للسيطرة على ثروات المائية العربية لما يتميز به هذا الإقليم من تربة خصبة وتضاريس جميلة ومناخ بحري متوسطي ذا فصول أربع تتراوح كميات الأمطار فيه (400-500مم) وتصل إلى (1500مم) على قمة جبل الشيخ مما يجعله غنياً بالمياه بالإضافة لتنوعه في مصادر المياه من انهار وينابيع روافد نهر الأردن في سفوح جبل الشيخ (دان-القاضي-بانياس-الحاصباني-الوزاني)لذلك كله تبنا المؤسسين الأوائل للحركة الصهيونية ومنذ عام 1919م مسألة احتلال الجولان وجبل الشيخ لما لهما من أهمية من حيث تنوع المصادر المائية التي ستقوم عليها دولة إسرائيل المزعومة وتشير الإحصاءات إلى ان الجولان يزود إسرائيل بحوالي 25% إلى 30% من استهلاكه السنوي من المياه ولذلك ترفض إسرائيل تنفيذ بنود القرار مجلس الأمن رقم( 242)القاضي بالانسحاب إلى ما وراء حدود الرابع من حزيران لان ذلك من شأنه إعادة مصادر المياه إلى الجمهورية العربية السورية لتمارس سيادتها عليها بصفتها الشرعية بما في ذلك شمال شرق بحيرة طبريا.
أما ما يخص نهر اليرموك تقوم إسرائيل على سرقة كمية 380مليون متر مكعب من مياهه حيث يصل منسوبه السنوي إلى 500مليون متر مكعب وذلك لإقامة مضخات على هذا النهر لضخ مياهه إلى بحيرة طبريا ومن ثم إلى داخل إسرائيل لأغراض الزراعة والري واستخدامات أخرى كذلك تستفيد إسرائيل حوالي 307مليون متر مكعب من مياه انهر ووديان مصدره الجولان المحتل غالبيتها تصب في بحيرة طبريا بالإضافة لسيطرتها على منابع نهر بانياس في الجهة الشمالية الغربية من الجولان والاستفادة من 125مليون متر مكعب سنوياً لأغراض استخدام المنزلي والري في الكيان الصهيوني كل ذلك هو جزء من مخطط كبير حلم به الصهاينة الأوائل يندرج تحت عنوان كبير هو(حدودكِ يا إسرائيل من الفرات إلى النيل) فهل العرب مستعدون للدفاع عن البقية الباقية من الثروة المائية العربية والعمل على استرجاع الثروة المائية المحتلة وإفساد الحلم الإسرائيلي الكبير أم إنهم سيبقون خارج قوسين حتى يصبح سعر الماء أغلى من سعر النفط. تحدي يستحق التوقف عنده طويلاً.