اثر المعتقدات البابلية على التوراة
شبكة البصرة إياد محمود حسين
إن قدر الشعب العراقي قديما وحديثا إنهم يعيشون فى بقعة يجاورها شذاذ الأفاق شرقا ، قطاع الطرق شمالا، وسراق التراث والحضارة غربا، وهذه صنعتهم وديدنهم على مر التاريخ ، منذ إن وجدوا والى إن ينتهي مصير العالم بيد الرحمن . وهذه الحقيقة لايمكن إخفاؤها ، والشمس لأتغطى بغربال . فقد خلق أجدادنا العراقيون القدماء من التراث العميق حضارة عظيمة على ارض الرافدين) مابين النهرين (بقي مصونا فى تربة وطننا ، وكأنهم كانوا يدركون إن زمنا ماسيأتى والأدعياء ينسبون هذا التراث العظيم لأنفسهم ، ويدعون انه من قريحتهم . لقد اعتاد جل المؤرخين الغربيين وأحبار اليهود وأرباب الفكر والسياسة مدى قرون طويلة وحتى ألان على اعتبار كتاب العهد القديم التوراة مصدرا تاريخيا لا يعتريه شك ينهلون منه كل ما يتعلق بالتاريخ القديم لليهود دون تمحيص او تحقيق او بحث لاى مما ورد فيه من أحداث تاريخية بعناصرها) أماكن وتواريخ وأسماء (إن جميع أحبار اليهود وأرباب الفكر والسياسة يتفاخرون بأمجاد أجدادهم اليهود , ومفاخرهم تملاْ المجلدات بالحديث عن القيم الحضارية والثقافية والروحية التي كانت لبنى اسرائيل . فاليهود يدعون إن التوراة من قريحتهم وفكرهم ، بوحي من الله ، وإنهم صاحب الفضل الديني الأول على البشرية ، وحتى راحت الشعوب المخدوعة تصدق هذا الكلام المعسول ، وتدين لهم وتسجد لهذا التراث المغشوش ، إلى إن كان القرن التاسع عشر حينما بدأت التنقيبات الأثرية في منطقة مابين النهرين تكشف الحقائق ، والتزوير الفضيع الذي مارسوه بني اسرائيل بحق التراث البابلي الاشورى القديم ، وثبت بالدليل القاطع إن شعب لا يملك تراثا لايمكن إن ينسب لنفسه التراث . وتبين للناس إن ماهو موجود بين دفتي التوراة ماهو إلا سرقة مفضوحة من تراث بلاد بين النهرين .
فمثلا قول يعقوب كلاتزكين) اليهودية نظام اخلاقى ومثل أعلى للعدالة الاجتماعية (فى الواقع إن جميع المفكرين اليهود وما ينشرونه على الملاء من مؤلفات ، يؤكدون بإصرار عجيب إن اليهود يتميزون بصفات أخلاقية أزلية ، خصتهم بها العناية الإلهية دون غيرهم . ويزعمون إن التراث الخلقي للبشرية كلها ينبع من اليهودية , وان الله اختارهم من دون سائر الشعوب , وأوكل إليهم تربية الأمم على تعاليمهم وأخلاقهم . اما الكاتبة اليهودية ترودفايس روزمارين فتعتبر فى كتابها ** البقاء اليهودي ** حيث تقول) إن اليهود شعب فريد وحسبهم أنهم أعطوا الغرب كل ما لديه من معتقدات دينية ومثل عليا خلقية , وإنهم ساهموا فى رفد الحضارة الإنسانية بالأدب والأخلاق المميزة للحضارة اليهودية (وعن الأخلاق المميزة للحضارة اليهودية تحدث فرويد قائلا) لقد توصل هذا الشعب إلى إعلاء شأن القيم الفكرية والأخلاقية عظيم الإعلاء (هكذا يتحدث اليهود عن فضل اليهودية فى تزويد العالم بالحقائق والتعاليم الأخلاقية والفضائل الإنسانية , والقيم النبيلة , ويزعمون إن لهم رسالة أخلاقية عالمية . ولكي نكشف للقاري زيف ادعاء بنى اسرائيل بالأمجاد اليهودية , وطبيعة هذه الأمجاد والأخلاق ودلالاتها, علينا الرجوع نحو مصادرها الاولى وأصولها القديمة , وتراثها الأول. واول هذا التراث هو التوراة . والتوراة هي الكتاب المقدس الأول لدى اليهود .
ولكن من خلال دراسة التاريخ اعتمادا على مصادر قديمة اخرى ثبت الشك فى المصداقية التاريخية للروايات المقدسة بدلا من تأكيدها . وقد ظهر عدد من الكتاب والباحثين والمؤرخين الغربيين يتخلون عن الافتراضات التاريخية المسبقة التي فرضها التفسير الديني اليهودي للتاريخ ، اعتمادا على كتاب التوراة. وهذا البروفيسور اليهودي زئيف هرتزوج اعترف بان حكايات كتاب العهد القديم عن أباء شعب اسرائيل واستيطانهم لمصر والخروج منها والسكن فى ارض فلسطين أكدت انه لم يكن هناك اى شيء لليهود على الإطلاق ، ليس لديهم حضارة ، لم يقدموا للإنسانية شيئا يذكر. لقد اقتبسوا كل شيء من الحضارات الأخرى . فى عام 1869 اكتشف الباحث اوبرت رقيات كثيرة مكتوبة بلغة يبدو إنها ليست آشورية ولا بابلية ولا كلدانية ، وبعد البحث توصل إلى إن هذه الرقيمات تدل على وجود شعب قديم فى وادى الرافدين ، أقدم من البابليين والاكدين هي التي مهدت للحضارات التالية ، وعندما سمع الباحث اليهودي جوزيف هاليفى كلام اوبرت صرخ بوجهه مؤكدا) إن لاشعب غير الشعب السامي قد بنى حضارات العراق ، وان اللغة السومرية هذه مجرد اختراع مصطنع قام به الساميون أنفسهم لأغراض سرية وكهنوتية (بينما الوقائع تثبت حقا إن الشعب السومري وباقي الشعوب السامية التي هاجرت من جزيرة العرب ، هي التي بنت الحضارات. وكانت حضارة وادى الرافدين من سومر وبا بل الأثر الواضح والكبير فى تأليف التوراة ، حيث احتوت أسفار التوراة وسفر التكوين على وجه الخصوص على كثير من المعتقدات التي ترجع إلى أصول سو مرية وبابلية إلى الحد الذي دفع عالم الآثار الالمانى فريدريك ديلبج Friedrich Deltych إلى القول فى محاضرته بعنوان) بابل والتوراة (بان سفر التكوين غارق فى ذنوب الانتحال، ويمكن إرجاع هذه الثاثيرات عن طريقين. الاولى عن طريق الآباء الأوائل حيث إن إبراهيم كان أصلا من اور الكلدانيين وكذلك لوط ، إن هؤلاء المهاجرين الأوائل جلبوا معهم متاعا حضاريا كبيرا من ارض مولدهم يتضمن كثيرا من التفاصيل التي هي ألان فى الإصحاحات الاولى من سفر التكوين. ويرى بعض الباحثين من اليهود إن وجود أوجه متشابهة بين النصوص السومرية البابلية والتوراتية إنما هو دليل على عمق الروابط بين النتاج الحضاري الرافدينى التوراتى. فاذا كان الآباء الأوائل جاؤا فعلا من وادى الرافدين ، كما تؤكد ذلك التوراة مرارا ، فلا نتوقع منهم إلا أن يكونوا على علم بنتاج موطنهم الاصلى . ولذلك فان وجود مادة مستوردة فى سفر التكوين إنما هو فى رأيهم) برهان على أصالة اشتقاقها وليس على كونها سرقة نكراء (أن ماهو موجود بين دفتي التوراة ماهو إلا سرقة مفضوحة من تراث بلاد بين النهرين . واول السرقات هو سفر التكوين ، فنجد قصص الطوفان موجودة فى تراث العراق القديم ، فقصة التكوين الفصلان الأول والثاني موجودان بالكامل فى قصة اينوماايليش البابلية التي تحكى لنا خلقه العالم وتقسيمه ، كيف أخذه اليهود ، وغيروا بعضا من جوانبها وجعلوها سفرا فى كتبهم . وقصة الطوفان مأخوذة بالنص والفكرة من قصة ملحمة كلكامش . وكلمة يهوه هو اله بابلي قديم كانت عبادته متروكة حينما كان اليهود فى سبي بابل ، فاستلطفوا الاسم وجعلوه إلها لهم . يهوه كان الإله ابا وانو وانليل ومردوخ فى بابل وأشور فى نينوى . وقصة ادم وحواء موجودة فى تراث العراق القديم ، وقد رسمت على الأختام الاسطوانية ، وحتى قصور الملوك فى بابل نجد هناك صور فى جداريات القصور : رجل جالس وأمامه امرأة وبينهما شجرة وراء الشجرة حية منتصبة .
وحتى الحكيم احيقار فى التوراة الذي هو فى الحقيقة وزير الملك الآشوري سرجون وسنحاريب ، الذي كتب حكمته باللغة الآرامية الآشورية ، وأصبحت الأسفار مثل الأمثال بكامله ، وسفر يشوع بن تراب ، وسفر الحكمة مأخوذ نصوصها من حكمة احيقار الآشوري . وقد اكتشفت فى مصر ** جزيرة الفيلة ** نسخة كانت متواجدة منذ القرن الخامس قبل الميلاد ، وبعد ترجمتها تبين إنها بالذات سفر الأمثال . كان اليهود يتشدقون انه لم يكتب احد قبلهم الحكمة . اما إذا أتينا إلى سفر نشيد الإنشاد الذي ينسب إلى سليمان ، ففي واقع الحال أن سليمان لم يخط فى عهده سطرا واحدا ، وهذه القصيدة هي قصيدة الزواج المقدس فى بابل ، كانت تقرأ فى الزواج المقدس من قبل كهنة بابل . ولو نعمل مقارنة فنضع النصين الواحد إزاء الأخر لنجد مدى ما اقتبسه او سرقه اليهود من هذه القصيدة . وقصة طوبيا نراها ايضا إنها قصة احيقار بالذات . ويدعي اليهود أن احيقار هو ابن عم طوبيا ، وفى واقع الحال انه آشوري عاش فى بلاط سنحاريب واسر حدون ، وليس له أية صلة قربى مع طوبيا ، ويحرف اسمه إلى عقيقار وهو احيقار . وقد جاء ذكره فى القرأن الكريم بأسم لقمان الحكيم . وقد ذكر كاسيدوفسكي) عند العلماء والباحثين أن الكهنة لم يستطيعوا أن يكونوا منطقيين في عملهم التحريري والتحريضي هذا ، فقد تركوا في النصوص التوراتية من التفصيلات التي اعطتها صلة وثيقة مع ثقافة الرافدين . ويصل للقول : لقد كانت ثقافات السومريين والاكاديين والآشوريين والبابليين هي الاصول القديمة لتلك التفصيلات ( .
ظل بنو اسرائيل فترة استيطانهم القصيرة فى ارض كنعان ** فلسطين ** قبائل رحل , لم تستطع يوم من الأيام أن تكون لها كيانا موحدا مما ينطبق عليه معنى الأمة بالمفهوم الاجتماعي , لقد عاشوا حياة فوضوية وفتن فى مابين بعضهم البعض . وقد حالت حياتهم القبلية دون الوحدة والخضوع لزعامة معينة . وكل الذي عرفوه هو نظام القبلي , ومن هنا عجزوا عن المساهمة فى اى شيء فى مضمار الحضارة ولم يقدموا اى أبداع . عاش بنو اسرائيل فى ظروف فقد فى ظلها الأمن والاستقرار -العاملان اللذان يعتبران من اهم عوامل الأخذ بأسباب الحضارة- ولذلك ظلوا على هامش الحضارة , ولم يجاوزا طبائع الرعاة , ولم يملكوا أيا من المقومات الأساسية لكيان حضاري مستقل , فكانوا منذ عهد موسى يمثلون جماعة رعاة يرتكز كيانها الرعوي على الدين . وكان حكامهم فى اغلب الحالات كهنة . والكيان الذي أقاموه لفترة وجيزة لا تتجاوز القرن لم يقم على أساس أصيل بثقافته ولغته وتقاليده لأنهم لم يملكوا اى تراث خاص بهم , ومعظم ما مارسوه من لغة وثقافة مقتبس من الكنعانيين سكان فلسطين الاصليين . وهذه الجماعات البدوية التي لعب الترحال دورا هاما فى حياتها لم تترك اى بصمة حضارية او عمرانية عندما سكنت فلسطين , فلم يكن لليهود فنون ولا علوم ولا صناعة , ولا اى شيء تقوم به حضارة . ولم يأتوا أبدا بأي مساهمة مهما صغرت او قلت فى حقل المعارف الإنسانية وفى تقدم الحضارة . ولم يجاوزوا قط مرحلة الجماعات شبه المتوحشة التي ليس لها تاريخ كما ذكر ذلك غوستاف لوبون فى كتابه الحضارات الاولى . وباختصار لم يكن لبنو اسرائيل حضارة فى فلسطين بالرغم من التسامح الذي أبدته الشعوب الكنعانية تجاه اليهود , فقد ظلوا يصرون على عزل أنفسهم عن جميع المجتمعات الفلسطينية , وظلوا متجمدين فى تقاليد أفقدتهم المقدرة على مسايرة مقتضيات التطور والحضارة . فى وقت كانت الشعوب الكنعانية قد وصلت إلى حالة عالية من الحضارة والتقدم والاستقرار قبل وجود بنى اسرائيل بعدة ألاف من السنين . ففي الجزء الجنوبي الغربي من سوريا ** فلسطين ** بدأت الحضارة النطوفية - نسبة إلى وادى النطوف فى شمال غربي القدس - مع بداية العصر الحجري الوسيط 12000 قبل الميلاد . ولقد حاول الكنعانيون الذين كانت أبوابهم مفتوحة لجميع الأفكار والمعتقدات حاولوا بتسامحهم وانفتاحهم أن يحتضنوا جماعة بنى اسرائيل , ويصيروا معهم شعبا واحدا , ولكن اليهود ابوا الاندماج وظلوا يصرون على عزل أنفسهم عن جميع المجتمعات فى سوريا وفلسطين
ولايمكن لكل باحث فى شؤون بني اسرائيل وتاريخهم الطويل أن ينكر أن السبي البابلي الأخير قد اثر على التفكير الديني لهم بعد اختلاطهم مع سكان بابل الاصليين. وعن طريق هذا الاتصال انتقلت بواسطتها تلك المعتقدات الدينية البابلية وتحولت فى التوراة. أن الأسباب الكامنة وراء سبي اليهود يعود لطبعهم ، لأنهم لا يعيشون إلا وسط الفتن والنفاق والحسد والسرقة والنصب والاحتيال ، مما حدا لدولة أشور أن تكون لهم دوما بالمرصاد . وفى الأخير ضاق نبوخذ نصر بهم ذرعا فأجلاهم من فلسطين إلى بابل ، لكي يكونوا تحت نظره . وقد سبوا الاشوريين اليهود مرتين ، ولكن لم تذكر هاتان المرتان كالسبي البابلي ، فالسبي الأول كان عام 718 قبل الميلاد ، والسبي الثاني على عهد أشور بانيبال عام 668 قبل الميلاد . اما السبي الكبير الذي سمي بالسبي البابلي فكان عام 585 قبل الميلاد على يد نبوخذ نصر . وحينما قدم اليهود إلى بابل ، ووجدوا هذه الحضارة وهذا الفكر العظيم والتقدم والرقي خجلوا من أنفسهم وهم البدو الحفاة العراة الذين لا يملكون من الحضارة شيئا ، وكما نعلم أن من طبيعة اليهودي أن يحقد ويحسد وينتقم ، فقد تداولوا بينهم كيف نقضي على هذه الحضارة ، وكيف نطمس معالمها وأثارها ؟ فتأمروا مع قورش الفارسي الذي سموه بالمخلص لأنه أعادهم إلى أورشليم ثانية . وكان وجود العبرانيين أنفسهم فى بابل أثناء الأسر البابلي. له الأثر الكبير فى اقتباس الحضارة البابلية , وقد حدث هذا الأسر البابلي مرتين خلال حكم الملك البابلي نبوخذنصر الثاني عام 605-562 قبل الميلاد فقد كان له الأثر الأعظم فى تعرف العبرانيين عن كثب على حضارة بلاد وادى الرافدين . ففي عام 597 قبل الميلاد سقطت أورشليم بأيدي القوات البابلية ، وتم نقل جميع العبرانيين إلى بابل أسرى ومعهم النبي حزقيال. ونصب نبوخذ نصر صدقيا حاكما على العبرانيين ، وقد بقى الأخير سنين عديدة على ولائه للملك البابلي ، لكنه فى نهاية الأمر أعلن ثورته ضد السادة البابلية ، مما دفع بابل إلى تجهيز حملة عسكرية فرضت الحصار على مدينة أورشليم ، وانتهى الأمر بسقوطها وتهديمها ومعبدها وأسوارها ، ونقل حوالى 50000 شخصا إلى بابل ، وقد حدث ذلك عام 568 قبل الميلاد وهو ما يعرف بالأسر البابلي الثاني . وكان لهؤلاء العبرانيين وهم فى الأسر الدور الأكبر فى تكوين الديانة اليهودية المعروفة ألان. اذ استمر كهنتهم بممارسة شعائرهم الدينية وكتابة اهم فصول التوراة . ويجمع أكثر الباحثون على أن الديانة اليهودية قد ولدت أثناء الأسر فى بابل ، وخاصة الأسفار الاولى التي تبدأ بها التوراة . ومما لاشك فيه انه كان لأحبار اليهود الدور الاساسى فى تدوين هذه الأسفار ، حيث انه كانت لهم معرفة واسعة با لنصوص السومرية والبابلية ، وكان الأسر البابلي فرصة ثمينة لهم ، حيث مكنتهم من الإطلاع مباشرة على الوثائق المسمارية المدونة با للغة السومرية والبابلية ، والخاصة بخلق الكون والإنسان والموت والثواب والعقاب والخير والشر.
وبعد رجوعهم من الأسر البابلي قام عزرا بتأليف التنبؤات وإعطائها طابع المصداقية , ويفتخر معتنقي اليهودية بأن تنبوءات التوراة أثبتت صدق وعد الله , وتحقق وعده . نقرأ فى التوراة) سيف على الكلدانيين يقول الرب وعلى سكان بابل وعلى رؤسائها وعلى حكمائها , حر على مياهها فتنشف لأنها ارض منحوتات هي , وبالأصنام تجن . لذلك تسكن وحوش القفر مع بنات أوى , وتسكن فيها رعال النعام ولا تسكن بعد إلى الأبد ولا تعمر إلى دور فدور , كقلب الله سدوم وعمورة لا يسكن هناك إنسان (ارميا 50-35 . لقد انذر الله بأنها ستصير كالصحراء , فهل تمت هذه النبوءة ؟ أن بابل مثل باقي المدن التاريخية القديمة فى المنطقة , اندثرت جميعها طبعا , وأصبحت خراب فى خراب واثار سياحية فلا حاجة أن تنطبق عليها التنبوءات , ولكن بابل ألان ليست بقعة واسعة من الخرائب الخالية من السكان , بل تقع بقربها مدينة الحلة , وهى عامرة بالسكان العرب المسلمين , وزاهرة بأشجار النخيل , والبساتين الواقعة على ضاف نهر الفرات .
وسوف نشرح هنا اهم القضايا الدينية التي اقتبسها العبرانيين من الفكر الديني البابلي.