البدائل طريقة ناجحة لاتخاذ القرار
كتب محمد النغيمش:
أكبر تحدي يواجهنا عند اتخاذ أي قرار هو كيفية المفاضلة بين الخيارات المطروحة. وكلما كان قرارنا مهما كانت عملية المفاضلة مثيرة للقلق والتردد. بعضنا تفوته فرص ذهبية لأنه لم يحسم أمره ويتخذ قرارا مناسبا والبعض الآخر قد يتسرع في قراره فيدفع ثمنه غاليا.
________________________________________
من القرارات المهمة في عالم الأعمال تعيين موظف جديد أو اختيارنا لوظيفة جديدة مثلا، أما على المستوى الشخصي فمن القرارات المهمة أن يشتري أحدنا بيتا أو سيارة بالتقسيط ثم يفاجأ بأن قراره لم يكن مدروسا وربما تتكرر الحال نفسها عند اختيارنا لشريك العمر أو التخصص الدراسي الذي يترتب عليه مستقبلنا المهني.
ولحل مشكلة المفاضلة بين القرارات نطرح حلا عمليا وهو 'جدول البدائل' (انظر الجدول)، حيث باستطاعة أي شخص من خلاله تحديد العناصر التي تهمه في أي قرار مزمع اتخاذه كشراء سيارة مثلا ومن ثم إعطاء كل عنصر درجة أهمية معينة. على سبيل المثال من يرد شراء سيارة فإنه ينظر الى عدة عوامل منها السعر، الراحة الداخلية، المتانة، توفر قطع الغيار، سرعة تسليمها، الأداء على الطريق.
وبعد تحديد العناصر المهمة في اتخاذ القرار يعطي كل عنصر درجة من الأهمية أو الأولية نقدرها نحن وذلك على مقياس يتراوح بين 1 إلى 10 مثلا كما هو مبين في الجدول رقم (1).
بعد اختيار درجة الأهمية في كل عنصر من العناصر المهمة في قرار اختيار السيارة المناسبة تكون الخطوة الأخيرة ضرب جميع الأرقام التي قدرناها في درجة الأهمية لنتوصل إلى نتيجة تعكس وزن كل قرار كما هو مشار إليه في الجدول رقم (2)، وفي النهاية يكون القرار المناسب هو الذي حصل على أكبر عدد من النقاط في خانة المجموع.
يتضح من الجدول رقم (2) أن القرار المناسب هو شراء السيارة رقم 4 لحصولها على أكبر عدد من النقاط.
مؤشرات القرار الرشيد
مهما كان قرارنا رشيدا تبقى أهمية مراعاة توافر مؤشرات مهمة فيه على رأسها التشاور. فالتشاور عماد القرار الرشيد ومصدر دعمه. والذين اعتادوا الاستشارة يقدرون المثل المعروف 'ما خاب من استشار' لأن الاستشارة تنبههم إلى خفايا قد لا يرونها من زاويتهم.
كما أن استشارة 'أهل الخبرة' قبل الشروع في قراراتنا توفر علينا وقتا وجهدا. استشارة هؤلاء ليس ضعفا أو كشفا للأوراق كما يعتقد البعض، بل قرارا حكيما يبدأ من حيث انتهى الآخرون. وفي ذلك استفادة من تجاربهم وعثراتهم. من يرغب في اختيار وظيفة جديدة أو يقبل على تجارة معينة فيفضل استشارة من لهم باع طويل في هذا المجال.
كما أن صاحب القرار يتعين عليه أن يتحمل تبعات قراره لا أن يلقي باللائمة على زملائه. فإذا فشل قرار ما فيتطلب من صاحبه تحمل المسؤولية الكاملة وليس اتهام العاملين معه.
والقرار الرشيد هو الذي يبنى على قرارات سابقة ناجحة. فبعض كبار المسؤولين ما يكادون يتولون مهامهم، حتى يسارعون إلى نسف ما أمكنهم من قرارات نظرائهم السابقين ليضعوا بصمة جديدة تضاف إلى رصيد قراراتهم التاريخية من دون أي اعتبار إلى معايير القرار السليم ومنها جدول البدائل. بناء قراراتنا على قرارات سابقة ناجحة يوفر علينا وقتا وجهدا، وفيه احترام لجهود الآخرين. ولو نسف كل مسؤول جديد ما بناه الآخرون فسنفني أعمارنا في محاولات يائسة لبناء أحلام وهمية.
صلاة الاستخارة مهمة قبل الشروع في اتخاذ القرارات المصيرية، فهي توحي للإنسان بالقرار الصائب قبل الشروع فيه، بشرط أخذه بكل أسباب القرار السليم. قصص الذين استفادوا من هذه الهبة الربانية لا تنتهي، وما ندم من استخار علام الغيوب. هناك دعاء جميل جامع للنبي صلى الله عليه وسلم وهو 'اللهم آتنا من أمرنا رشدا'.
محاذير مطلوب تجنبها
بعض المسؤولين يتسرع في اتخاذ قرار مصيري استنادا إلى خبرته الطويلة متجاهلا آراء العاملين معه، فيقع في مصيدة القرارات المتسرعة. كالذي يتعجل في إلغاء إدارة معينة أو دمجها بأخرى أو يتسرع بإيقاف مشروع معين فيحطم آمال العاملين فيه على صخرة القرارات الفردية. لنتذكر أن العاملين معنا ينظرون إلى قراراتنا من زوايا متعددة، ربما تكون خافية علينا، كالذي يصر على تعليق لوحة جميلة على الحائط متجاهلا ملاحظات الناظرين إليها بشأن اعوجاج اللوحة، وبعد تعليقه إياها تتضح له صحة ملاحظاتهم. فمن هنا تأتي أهمية إشراكهم في كل قرار ممكن. ولهذا تلزم الشركات الناجحة موظفيها باجتماعات دورية لمناقشة أسلوب العمل والاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم لتطوير العمل، ونؤكد أن استشارة العاملين في القرارات تشعرهم بقيمتهم وتحملهم مسؤولية الجدية في طرح البدائل المناسبة لاختيار قرار سديد.
قراراتنا الحياتية، صغيرة كانت أو كبيرة، تحتاج إلى تمحيص وبحث قبل اتخاذها حتى تكون قرارات رشيدة، و'جدول البدائل' أحد الطرق المهمة في حسم مسألة اختيار البديل الأفضل.
لمتابعة الموضوع تفضل بزيارة الموقع
http://alqabas.com.kw/Final/Newspape...ticleID=158639
_________________
عن
أختكم معاني