أسئلتنا هي الميلاد
تسأل كثيرا .................. كل حركة تتحركها تطرح سؤالا ............. وأنا أتجنب الدخول إلى المكان بحجة أو بأخرى ............... وكذلك أنا أتسآل ............. وكل شيء يسأل ...... وآلة الإجابة تحاول أن تجيب .............
إنها أسئلة تدور في الفصل الدافئ من الحياة ........... بداية الخريف ذو الصباحات الندية المنعشة والنهارات الناعمة المخملية العارية .............
أسئلة تشبه تلك الأوراق التي تسقط عن أشجارها وتتركها عارية أمام موسم للشتاء البارد القارس ................. وبعد أن تجف دموعها حزنا على أوراقها الميتة تنام منتظرة زمنا جديدا يعيد لها أوراقا جديدة قد تجد فيها شيئا من الأجوبة بثمارها المختلفة الألوان والإشكال ...................
أسئلة تشبه العودة إلى الديار المهجورة .. فلا تجد فيها إلا آثار الرحيل والغياب والذكرى الجميلة .... ذكرى ............ ألأفراح ......... والأحزان ........... وأحاديث الحياة والموت والتوق إلى الكمال ............
إنها أسئلة تشبه انتشال الغريق من بحور السفر عن ذاته عن نفسه وعند أول شهقة هواء يحس الحياة تندفع في عروفه طربا يسترخي في عيونه.............
شمعة تراقصها نسمات رقيقة على وجوه من رحلوا وتركوه على شاطئ قفر لايوجد إلا من أنقذه ........ ولا يدري أهي نفسه أم غيرها ....
أسئلة تشبه ذلك القبس في ليل لا قمر فيه فلا ترى نفسك إلا وأنت تجري نحوه غير عابئ بشيء أمامك ... سهلا أو واديا ........... بحرا أو جبلا .......... تريد إن تصل إلى مكان القبس في عينيك لتمزق ظلمة المكان ........
أسئلة تشبه سكنى الخمر في العنب ......... توقك لها يجعلك تعصرها .... تقطرها .......... تعتقها بهدوء عميق ............ لترتشفها سكرا يؤجج داخلك معرفة ألتوق إلى مولد القمر ............ فلا ترى نفسك وقبل تبلج الصبح إلا وقد تضاعفت سرعتك بالسير نحو نفسك نحو ساعة البداية ساعة النهاية ........ ساعة السلام .......... عندها تكتشف أنك أنت الحياة وأنت الكون
فلو تركت الخمر في العنب ........ لصار خمرا بلا تعب
أسئلة تختصر قصة الحياة وقصة الموت بما تحسبه جوابا
فعندما تنتهي الأسئلة يبقى الأنين .......... يبقى الفناء
............. أسئلتنا هي الميلاد..................