(( أنجلينا أم تحميلة..!!)) بقلم فادي شعار

[فادي شعار]

أنجلينا أم تحميلة..!!

إذا كانت ولاية "ويست فيرجينيا" الأمريكية سميت بهذا الاسم تكريماً للملكة إليزابيث الملكة العذراء ،،، فإنه سيأتي يوماً و تسمى الولاية بـ ولاية "أنجلينا أم تحميلة" ملكة الذكاء و العطاء...
القصة باختصار بدأت حين :
أخذت الشكوك و الظنون تساور الزوج عن وضع زوجته الصيدلانية "أنجلينا أم تحميلة" التي تأتي كل يوم ، و رائحة يديها رائحة بنزين و مشتقات نفطية...
عندها قرر الزوج تتبع زوجته بعد أن تهربت من تساؤلاته و استفساراته عن مصدر تلك الرائحة .. فتنكر بشنبات و لحية مستعارة ليكشف سرَّ اصرار زوجته في قطع مدينة Harpers Ferry من أقصاها إلى أقصاها رغم ظروف الربيع الأمريكي الأمنية التي قد تهدد حياة الشخص بأي لحظة حين تعرضه إلى اشتباكات القوى المتصارعة ، أو الانفجارات المفاجئة ، أو الاستهداف المباشر لأي قناص ابن حلال..
ركبت الصيدلانية "أنجلينا أم تحميلة" سيارة السوزوكي المحملة بالبراميل ، و زوجها يراقبها باستغراب لتقطع مسافات شاسعة غير مبالية بالأعباء أو الأخطار ، لتقوم باستبدالها ببراميل ممتلئة بالبنزين و المازوت ، ثم تعرِّج إلى منطقة تواجد صيدليتها ، و أول ما لفت نظر الزوج أن بوابة الصيدلية مثـقــَّبة بطلقات الرشاشات ، و الأمر الأخر أن زوجته قد استبدلت لافتة الصيدليّة بــ (كازيّة) فأصبح اسم المحل (كازيّة أم تحميلة)..
لبست "أنجلينا أم تحميلة" بدلاً من البذلة الصيدلانية البيضاء بذلة كحلية ملطخة بآثار المازوت و الزيوت الشحمية .. ثم وضعت القمع و الخرطوم على البرميل لتباشر عملها ...
الحقيقة أن الصيدلانية " أم تحميلة" لم تلغِ ما تبقى من الأدوية التي بدأت بالتناقص تدريجياً بعد أن أصاب الربيع الأمريكي المعامل الدوائية ...
نعم كانت رفوف الصيدلية شبه فارغة ، إلا أن فكرة بيع البنزين جاءت فكرة استثنائية للوضع الراهن..
كل هذا و مازال الزوج يراقب باستغراب فلم يتوقع هذا الأمر من زوجته مطلقاً..
و مع هذه المراقبة كان له الشرف في رؤية طفل عمره حوالي السبع أو ثمان سنوات و قد شاب شعره ,, و كان ذلك الطفل يسأل "أم تحميلة" عن سعر ليتر البنزين و عن سعر صرف الدولار ، ثم طلب منها أن تقيس ضغطه و سكر دمه ..فأخرجت "أنجلينا " الصيدلانية الآلة الحاسبة بدلا من مقياس الضغط وجهاز تحليل السكر ، لتعطيه النتيجة فقد أصبح هبوط أو ارتفاع التوتر الشرياني و سكر الدم يقاس على ارتفاع و هبوط الدولار..!!
و بعد فترة وجيزة تنهدت الصيدلانية مع نهاية لفافة التبغ ، و أخذت لترين من البنزين لتملأ المولدة الكهربائية لشحن الشواحن و الموبيلات بالأجرة لزبائنها الكرام..
كانت الصيدلانية لا ترد طلب أي مريض أو محتاج ، و لو اضطرت إلى تغير التركيب الكيماوي للصنف ، فليس في المنطقة غيرها ..فأغلب الصيدليات دُمِرت ،، أو سرقت و نهبت ،،، أو هرب أصحابها خوف من بطش الأطراف المتصارعة ...
المهم أن الزوج دخل الصيدلية بتنكره ليراقب عن كثب عمل زوجته ، و هي تقول لإحدى المريضات : يا خالة صحيح أنك بحاجة إلى قثطرة قلبية في المشفى و لكن لا يهم خذي هذه قثطرة بولية "تمشاية" حال!!
و لهذا الطفل تقول له : خذ هذه أوراق " قزاز أو زجاج" صحيح أنها تستعمل لحف الجدران قبل الطلاء ، و لكن يا بني قل للماما أنه لم يبقى لدينا أوراق تواليت خذها ، و قل لها أنها "تمشاية" حال مع الوضع الراهن و ربما تكون أنظف و أطهر!!
صيدلانية ماهرة تجيب رشاً و دراكاً ...فهاهي تجيب الصبية و تقنعها : عليك بمضغوطات "التلكيع" ، و هي مضغوطات تؤخر الأمور ، و لا مانع أن تستخدميها ، و إن كنت لا تبغين الذهاب إلى الحج أو العمرة ، نعم عليك بها في ظروف انقطاع الــ "أولويز" العالية الامتصاص !!!.."تمشاية" حال.
و تعاتب الصيدلانية المريضة الفهمانة بشدة للخطأ الفادح الذي وقعت به من جراء سوء استخدام الدواء : خذي ملعقة بنزين "تمشاية" حال ، و تمضمضي بها لتزيل آثار إزرقاق فمك ..كم مرة قلت لك أن تميزي بين المضغوطات الفموية ، و التحاميل المهبلية!! احمدي ربك أن نسبة "البولي فيدون" المطهرة فيها ليست بالسامة!!
و كادت الصيدلانية أن تكتشف أمر تنكر زوجها الذي بدأ بالضحك غيظاً من زوجته حين سألت إحداهن عن جهاز "البراون" لإزالة الشعر فأجابت الصيدلانية : معذرة لم يعد متوفر في ظل هذه الظروف ..، و لكن استعملي "الحلاوة" يا حلوة "تمشاية" حال ! ، استعمليها فهي طرية ، حتى أن زوجي مرة أكلها بالخطأ و هو يظن بأنها راحة بلا فستق!!
و حين سألت احداهن عن سبب انقطاع الفازلين قالت لها : لا تدخلينا في السياسة المحلية و العالمية ، و لكن على الأغلب السبب هو أن الخوازيق المعدة للشعوب ستدهن بالفازلين لتسهيل مهمة الربيع الأمريكي!!
تعجب الزوج من مهارة الزوجة في البيع ، و الموازنة بين الصيدلية و الكازية ، و بأفكارها الجهنمية ...
و خاصة حين طلبت منه مع حوالي عشرة أشخاص الدخول إلى الغرفة الداخلية و قالت لهن : خذوا الوضع المناسب...
و بدأت بتجهيز السرنكات للحقن العضلية ...
و بعد سحسلة الجميع ، و الكشف عن موضع ضرب الحقنة العضلية ، قامت بإجراء تعقيم كل منطقة و لكن بدل الكحول عيار 70% المنقطع من الأسواق المحلية كان التعقيم بمسحات بنزين نقية... "تمشاية" حال!
و حين وصل الدور عند الزوج لتعطيه الحقنة قالت له : سبحان الله أعلم أنه يخلق من الشبه أربعين و لكن أول مرة أرى خلفية ثقافية طبق الأصل لخلفية زوجي العزيز!!
عندها صاح زوجها رافعاً بنطاله و خالعاً اللحية المستعارة ليحيي زوجته "أنجلينا " ملكة الذكاء و العطاء :
"ينصر دينك يا ذكية ، بس بدي أعرف كيف عرفتيــ ــها من بين الجماهير الشعبية...؟؟!!!"

بقلم : فادي شعار

[راما]

في هذه المرة أستاذ فادي كانت رموزك منكشفة.وأدويتك مرتشفة,وصيدليتك منفكشة.
دمت مبدعا فلاتغب عن الفرسان كثيرا.

[ريمه الخاني]

ومن البلية مايضحك....
كانت جرعتك كجؤعة دواء وهمي من الماء..
وحسبنا الله.
سلمت يداك على نص معبر .