وصل الإبرهيمي... مفلساً!

2012-09-11







قياساً بالمواقف الاقليمية والدولية من الأزمة السورية لا يملك الاخضر الابرهيمي الذي بدأ امس مهمته من القاهرة، أي عنصر يعطيه أملاً بالوصول الى نهاية تختلف عن الفشل الذي وصل إليه سلفه كوفي أنان، لهذا كان قد بكّر في وصف مهمته بالمستحيلة.

عندما جاء أنان كان يملك حداً أدنى من التأييد الدولي ومن قبول النظام السوري وكانت دورة القتل على عنفها تسمح بفتح نافذة حوار معقول، لكن الابرهيمي يصل مفلساً، فهو لا يملك شيئاً من هذا، والدليل ان الخلاف بين سيرغي لافروف وهيلاري كلينتون تجدد مع بدء مهمته وان النظام السوري أفهمه سلفاً ان عليه كي لا يفشل الا يبدأ من حيث انتهى أنان، بمعنى ان لا مجال للتغيير والانتقال السياسي فالأسد باق الى الأبد، ولأن دورة القتل تجاوزت كل الحدود الى درجة لم تعد تسمح لأحد بأن يحاور أحداً وسط طوفان حمامات الدم!

وإذا كانت المواقف الاقليمية والدولية الراهنة تعكس نعياً صريحاً لمهمة الابرهيمي، فإن المثير ان ديبلوماسيين في الأمم المتحدة قالوا أمس إنه يريد التأكد قبل الذهاب الى دمشق من أنه سيحظى باستقبال جيد من الأسد رغم أنه يعرف منذ عمل وسيطاً في الأزمة اللبنانية، ان الاستقبالات السورية تبدأ جيدة عادة لكن نهاياتها غالباً ما تكون صادمة وسلبية، فكيف إذا كان جوهر مهمته يتعلق بعملية "الانتقال السياسي" التي يفترض ان تنهي حكم الأسد؟

منذ البداية أعلن الابرهيمي أنه يراهن على قيام تفاهم في مجلس الأمن، مكرراً ان دعم المجتمع الدولي لمهمته أمر ملح جداً، ولكن الانقسام الذي يعطل مجلس الأمن منذ عام ونيف لا يزال على حاله، فمع وصوله الى القاهرة برزت الخلافات الأميركية - الروسية على هامش منتدى فلاديفوستوك، عندما أعلنت هيلاري كلينتون: "لا معنى لاستصدار قرار غير ملزم من مجلس الأمن كما ترغب في ذلك روسيا، يتبنى اتفاق جنيف حول الانتقال السياسي من دون الدعوة الى رحيل الأسد ولا ينص على عقوبات في حال عدم الالتزام به، وإذا استمرت الخلافات مع روسيا فسنعمل مع الدول التي نتفق معها في المواقف على دعم المعارضة السورية من أجل تسريع سقوط نظام الأسد"، فمن أين يأتي التفاهم الدولي الذي يراهن الابرهيمي عليه؟!

قبل وصول الابرهيمي الى القاهرة كان محمد مرسي مشتبكا مع الأسد بعدما وصفه بالقمعي، وفاقد الشرعية الذي لن يبقى طويلاً، وكان رجب طيب أردوغان يبشره بنهاية قريبة، لكن مضمون الحوار الهاتفي بين الابرهيمي وعلي أكبر صالحي مساء السبت كان مناقضاً كلياً لكل هذا، ما يرسخ سلفاً فشل مهمته المستحيلة!

منقول عن "النهار" اللبنانية