رسائل من أطفال المكتبة العمومية إلى غزة في ورشة عمل
ثقافة
الجمعة 14-5-2010م
لمى يوسف
على الرغم من بعد المسافة بين أطفال المكتبة العمومية وأطفال غزة إلا أن التواصل فيما بينهم حاضر وقلوبهم قلقة.. وضمن حملة لن ننسى قدم أطفال العمومية رسائل كثيرة لأجل نظرائهم في غزة..
المولود الخامس
تقول المديرة التنفيذية لمكتبة «الأطفال العمومية» «عدوية ديوب»: «تهدف المكتبة من خلال أنشطتها التفاعلية إلى ربط الطفل بالمجتمع أكثر وحثه على أن يكون مشاركاً ومؤثراً مما يزيد من انتمائه ورفع حس المسؤولية لديه تجاه المجتمع وقضاياه.. ومن خلال ورش عدة والتي توجت بإصدارات المكتبة «العمومية للأطفال» فبعد «باقة زهر، غيمة الشعر الوردية، عصافير ووطن، وقراءة اللوحة الفنية» ولد الكتاب الخامس «أكره اللون الأحمر» وهو من كتابات الأطفال نتاج ورشة عمل «رسالة إلى غزة» وضمن حملة «لن ننسى».. ويأتي كتاب «أكره اللون الأحمر» ورسائله المتنوعة التي وجهت لأطراف مختلفة تتويجاً لنشاط تفاعلي زامن أحداث «غزة» المؤلمة وحاول أن يوثق لهذه المجزرة بطريقته.. وهذه فكرة الفنان «عصام حسن» وإشرافه.....
وثيقة دائمة
يقول الفنان «عصام حسن» ما لفت انتباهي أثناء وبعد حرب «غزة» أن الكثير من وسائل الإعلام استخدمت الصور القاسية والمؤلمة بشكل معيب، وبعيدة عن الجانب الإنساني، قد تم استثماره بالشكل السياسي، فهناك محطات كثيرة وظفتها للضغط.. فبعد أن رأينا هذا التجاذب الإعلامي على أشلاء أطفال «غزة» وأبنائها.. لابد من طرح آراء أشخاص لديهم رؤية بسيطة كالأطفال.. ومتابعين لأوضاع أطفال «غزة».. وجاءت فكرة الكتاب لتبقى وثيقة دائمة أفضل من طرحها في مجلة أو جريدة..لذلك في ورشة العمل التي أقيمت ضمن مكتبة الأطفال العمومية «باللاذقية» لم يتم اختيار المميزين أو من لديهم موهبة أدبية ولكن استند الاختيار على التسجيل بعد وضع الإعلان.. فمن كان من ضمن أول خمسة وعشرين مسجلاً حصل على القبول ضمن الورشة والتي استمرت لشهر كامل، لمدة ثلاث جلسات أسبوعياً، تمتد كل جلسة ساعتين ونصف..
ولم يعرف الأطفال ماذا سيكتبون، كما أن دفاترهم الذين يكتبون عليها تبقى ضمن المكتبة حتى لا يتم التدخل بها.. اعتمدت الفكرة على الخطاب المباشر من الأطفال إلى مجموعة من الجهات واختيرت على شكل رسائل لتكون أكثر مباشرة حيث بلغ عدد الرسائل واحداً وثمانين رسالة وزعت ضمن اثني عشر باباً كل باب يضم عنوان رسالة اختير من رسائل الأطفال ما يناسب كل عنوان وهي على التوالي: «رسالة من طفل إلى بيته في «غزة»، رسالة إلى الأطفال الشهداء في «غزة»، رسالة إلى طفل يعيش في «غزة»، رسالة إلى قلوب الأمهات في «غزة»، رسالة إلى العدو، إلى أطفال العدو، وإلى أطفال العالم، إلى الحكام، إلى «غزة»، إلى حمامة السلام، إلى المستقبل، وترك الباب الأخير كمساحة حرة..
رصيد
مشيراً: « خصص ضمن الورشة جلستان بعد كتابة الرسائل ليرسم الأطفال ما كتبوه حسب تصوراتهم، وقد استخدمت بعض هذه الرسوم وتصرفت بها بما يخدم النصوص، ولأن الرسوم لم تكن كافية فقد وضعت لوحات صممتها ونفذتها خصيصاً لهذا العمل.. ولكن لوحة الغلاف كانت للطفلة «إنانا صارم» والتي يبلغ عمرها تسع سنوات..
وأضاف: قبيل كل جلسة كنت أسعى لأدخل الأطفال في الجو المريح والحميمي من خلال بعض الألعاب المحببة والحوارات المقربة لديهم.. كما كنت أدمجهم مع الحالة المطلوبة بما يتناسب مع الموضوع المطروح.. ما أنتج كتابات مميزة، وخلق حالة حب دائمة ومتبادلة بيني وبين الأطفال المشاركين وهذا رصيد جميل..
http://thawra.alwehda.gov.sy/_View_n...20100513204633