رسالة الى / وفاء عبد الرازق
عزيزتي سيدة الرافدين
التقينا في أكثر من امسية قبل ربع قرن من الزمان
في مبنى اتحاد كتاب الإمارات أوفي المجمع الثقافي
المكان لا يهم
صافحتك أو تصافحنا
وكان الحضور طاغيا وحولك من الأقارب والأصدقاء والزملاء عدد كبير
لكنني أصارحك وجدت فيك لوحة إنسانية رائعة بقدر روعتها الأدبية الزاهية
عينان فيهما سحر الليل وغموضه ووجه هو القمر على سطح الشعر والعينان برتقالي الألوان
وهيئة فيها أناقة الكريمات الماجدات
سالت عن الإنسانة فيك فقيل لي انك من أخيار العائلات
وكان لي أصدقاء من العراق يمكن أن اكتب عنهم حكاية العراق في حالات الزهو وعند الحصار
صديقي مؤيد الذي لم يأكل الملوخية ولا يعرفها فيأتي لتناولها في بيتي كانت له شقيقة أستاذة جامعية أصابها مرض عضال ولم تجد لها علاجا في وقت الحصار
وصديقي الشاعر مرتضى سفروه من الإمارات قسرا لأنه متهم بالشاعرية المرفوضة عند الحكام
أما زميلي وصديقي عبد الوهاب فقد كان إنسانا محافظا وبيروقراطي يعمل في شركة البترول باجتهاد وكان في الشركة ثلاثة مدراء مهندسين كبار من العراق / صباح وزكي وكاظم
أما الاميرة حفيدة رئيس وزراء في آخر عهد الملك فيصل واسمها / مريم راقية المعاشرة قليلة الكلام واثقة الخطوات
وجاء الاحتلال الأمريكي للعراق وتركت الإمارات إلى القاهرة مثل آلاف من العراقيين المنسيين في ظل الاحتلال
وكونت صداقات جديدة في معهد البحوث والدراسات العربية مع عشرات منهم وكانوا هم في المعهد قد أصبحوا بالمئات وبعد أن كان المعهد معظمه من أبناء فلسطين أصبح أغلبه من العراق
شريكان في الهموم والمعاناة
أصارحك القول مرة أخرى
كنت أنت بالذات في الذاكرة رغم قلة مرات اللقاء في الذاكرة قصة أخرى دافئة فيها ما يدفع المبدع للإبداع
دمت رومانسية شرقية التقاطيع بهية لكل أحبابك والى لقاء متجدد آخر بإذن الله