ما أجملَ الدنيا
ما أجملَ الدنيا بعينِ تفاؤلٍ
تزهو الحياةُ بصحوةِ الآمالِ
طيفُ التشاؤمِ ظلمةٌ لا تنتهي
واليأسُ للأفكارِ كالأغلالِ
لا تحضرُ الشكوى مراماً تائهاً
يمضي مع الأيامِ نحوَ زوالِ
لا تستعيد الآهُ فجراً غائباً
والبِشرُ مختبئٌ وراءَ ظلالِ
غيبوبةُ الإحباطِ مقتٌ قاتلٌ
وغشاوةُ الأوهامِ سورُ محالِ
أنشودةُ الأحزانِ شهقةُ منيةٍ
أنفاسها تبكي على الأطلالِ
تسترجعُ الذكرى زماناً هارباً
وشجونها ترتاحُ بالترحالِ
يستنزفُ الحقدُ القبيحُ نفوسنا
والكرهُ يأخذنا إلى الأهوالِ
يبكي الضميرُ حقيقةً مطعونةً
ويضيعُ بينَ محرَّمٍ وحلالِ
تشكو جراحُ الغدرِ من أسقامها
ودموعها تنسابُ كالشلالِ
نبضُ الوفاءِ يبثُّ روحَ مودةٍ
ويعيشُ رغمَ ضغائنِ الأنذالِ
يستملكُ الحلمُ البهيُّ إرادةً
أشواقها العطشى يقينُ خيالِ
يقتاتُ من شمسِ النهارِ توسُّمٌ
والليلُ يبحثُ عن شفيفِ هلالِ
تُهدي الطبيعةُ للفصولِ فُتونها
والربُّ كوّنها بأحسنِ حالِ
روحُ الربيعِ نسائمٌ سحريّةٌ
والزهرُ وهجُ بشائرٍ وجمالِ
ينسابُ نورُ القلبِ عقلاً مشرقاً
ويضيءُ دربَ الحقِّ بَعدَ ضلالِ
تسمو المشاعرُ بالنقاءِ ودونها
يتحجّرُ الإنسانُ كالتمثالِ
يُغني إلهُ الكونِ كلَّ بصيرةٍ
سُبحانهُ ذو عزّةٍ وجَلالِ
طوبى لمنْ يحيا قنوعاً , مؤمناً
يحظى بعافيةٍ وراحةِ بالِ
لا تجمعوا في الأرضِ مالاً فانياً
كنزُ المحبةِ ثروةُ الأجيالِ