رسالة المسجد في عام 2012
المساجد بالغرب تشتكي المسلمين الى الله
تشكو المساجد في الغرب المسلمين الذين يرتادونها عند الحاجة او القيام بفريضة و تهمل من قبل الأكثرية المسلمة و لا ندري ما هو السر في عدم احياء الإيمان في هذه المساجد. البعض يرد ذلك لعدم وجود ائمة ودعاة متفرغون و يتولى شؤون الإمامة اشخاص يفتقرون للعلم و الأدب والتقوى و منهم من يحمل الإدارات التي تتعامل مع المساجد وكانها مؤسسات خاصة بهم و يتعاملون مع عموم الناس بجلافة.
تقول احدى الفتيات : لم اعد انا و صديقاتي ندخل المساجد لأن الشباب يتحرشون بنا و منهم من يضع بايدينا اوراق بها ارقام هواتفهم و منهم من يطلب الزواج منا و منهم من يطلب موعد و منهم من يلحق بنا و نحن في طريقنا الى البيت. و عندما قلت لها لماذا لا تشتكين الى الإمام و المسؤل، ضحكت و قالت حتى هم يتحرشون بنا و يحاولون اقناعنا بالزواج من قريب أو صديق و منهم من يعرض علينا بأن نكون زوجة ثانية للإمام.
يتم ذلك في مساجد يفترض في القائمين عليها انهم من ابناء التنظيمات الإسلامية و انهم دعاة و مرشدين و تقول إمرأة مطلقة أن احد الدعاة الزائرين التقى بعدد من النسوة لتعليمهم القرآن و اختلى هذا الداعية الذي يحمل درجة علمية و يدرس في الجامعة بكل امرأة ليسألها ان كانت مطلقة أو عانس و يعرض عليها الزواج و عندما وافقت المرأة على الزواج بها و قف على المنبر و قال لقد عشقتها على مائدة القرآن و سهل امام المسجد له الزواج بها و اكتشفت بعدها انه يريد الإقامة و بعد ان طلبت الطلاق التقى بزوجها الأول ليقول له ارجع الى زوجك فانا سؤطلقها و ستعود حلال عليك.
و اشتكت عشرات الفتيات من المدرسين والمدرسات في المساجد حيث يتحرشون بهن بهدف اقناع الفتيات بالزواج من اقاربهم المقيمين في ازطانهم حتى يتمكنوا من الحصول على الإقامة بالغرب.
القصص كثيرة و الشكوى متكررة و المساجد من يدفع الثمن و عندما نطالب الأخوة بأن يتقوا الله في الناس و ان لا يجعلوا المساجد مواخير لقليلي الحياء يغضبون و يدعون ان اغلب الفتيات يبحثن عن الشهرة و هن من يشجع الشباب على الإتصال بهن... سبحان الله ... هل يعقل ان يقول امام أو مسؤل هذا الكلام؟
تشتكي المساجد والمصليات قلة الحضور فيها ، رغم تقديم أنواع المغريات والمرغبات والمقبلات لحضور الندوات المؤتمرات التي يدعو لها رؤساء المساجد والروابط و السبب هو فرض رسوم اشتراك عالية على الفرد والأسرة و استغلال عذه المناسبات لنشر الدعاية الفكرية لحزب أو جماعة أو شخص بعينه. و بعض المؤسسات تستدعي دعاة ليقضوا ايام إجازة و سياحة و بالمقابل يقوم هؤلاء بتزكية المؤسسة لدى السلطات و رجال الأعمال لجمع التبرعات التي لا تعود على المساجد بصيانة أو تعين إمام متمكن و بالمقابل تستأجر فنادق خمس نجوم وقاعات فاخرة وطعام مما لذ وطاب تكريما للدعاة و يحشر الناس في صحن المسجد ينامون و يأكلون و يشربون بها.. فهل بعد ذلك نطلب من المسلمين احياء المساجد.
والمساجد تبث شكوها الى الله من القوم الذين لا يتقونه و يستخفون بالدين و عقول الناس ولسان حال المساجد يقول : فشلتونا ...
بينما لو انتقلنا لبيوت الله في دول الخليج و غيرها و التي يرفع فيها اسمه دون اسم الحزب والجماعة والتنظيم لوجدنا النقيض تماما لدور المسجد، فهناك فرق وبون شاسع ، ولعل أي أحد منكم يدخل لمحرك البحث "قوقل" ويكتب "محاضرة للشيخ العريفي أو المنجد أو ناصر العمر" ويرى صور للمحاضرة وسيرى بنفسه الفرق ، والمحاضرة تكون في مسجد أو مخيم ، ولو على فرض أقيمت في قاعة محاضرات فإنها لا تكفي للأعداد الكثيرة التي لن تستوعب الحضور في خارج القاعة ، وربما تنقل إليهم عن طريق الشاشات الكبيرة .
و نحن نتساءل لماذا لا يعاد للمساجد بالغرب دورها الأساس في احتضان المسلم و نشر الإسلام و تعين دعاة متمكنين و اشراك المسلمين في الندوات و المؤتمرات بدون جبي الضرائب بحجة تغطية نفقات المؤتمرات رغم ان القائمين على المساجد يجمعون التبرعات طوال العام من المسلمين و هل رصد 20 دولار عن كل مسلم و تخصيصها لتغطية نفقات الندوات تكسر ظهر مسؤلي المؤتمرات؟
و اخيرا تشتكي المساجد من سوء النظافة والصيانة و من الروائح الكريهة و من سوء التهوية و الإسلام هو دين النظافة و دين الإستقامة و دين الهداية و دين النور و الإيمان.
و من هنا يجب أن يعاد الإهتمام بالمساجد و اعادة رسالتها الى الواجهه حتى تفتح قلوب الملايين من المسلمين الغافلين و تحتضن اطفال و شباب المسلمين.
م محمود الدبعي