بسام الطعان...أسم لامع في مجال القصة القصيرة ، أوجد لنفسه مكانة مرموقة في خريطة الأدب العربي بجزأيه الورقي والالكتروني، تشبث بمجاديف القصة القصيرة وأعلن غرامه لهذا الفن الحديث منذ أكثر من خمسة عشر عاما لأن بوصلة أفكاره لن تتوقف أبدا عن خدمة هذا الجنس الأدبي الذي أبحر في أنهاره العميقة أثر تعرضه لمأساة شخصية مما جعله آنذاك يلجأ للكتابة حتى تكون سبيلا لتلاشي الأحزان عن نفسه الغارقة في ظلمة الوحدة وقسوة المعاناة.* بــســام الــطــعــان..وتــجــربـتـه الــقــصــصــيـة الــرائـدة / بـقـلم هيثم البـوسعيدي*
هذه الحادثة مهدت نحو ظهور قاص جديد على الساحة السورية، اعتمد في بدايات مشواره الإبداعي على بيئته الغنية في شمال سورية مما ساعده في دقة الوصف وبراعة التصوير لشخصيات قصصه ونصوصه الثرية التي ترتبط بالخيال والواقع في ذات الوقت.
كما أنه يمتلك المهارة في تقمص شخصيات نصوصه ويمتاز بالبراعة في انتقاء الاحداث المهمة ذات الصلة بالواقعية الحياتية التي تحاول باستمرار توصيف حالة المواطن العربي ورصد ما يدور حوله وما يمارس ضده من انتهاك وسلب لحقوقه.
له اربع مجموعات قصصية ، (ورود سوداء، غرفة معبأة بالنار، غزالة الغابة، ونهر الدم) حيث تتصف تلك المجموعات بعدة خصائص منها وفرة الافكار وغنى المعاني وكثرة الحكم وتنوع الالفاظ ورمزية الحروف وقوة التكوين وبساطة النثر الذي يخفي وراءه الكثير من المصداقية بقصد تلوين الواقع بألوان مبهرة ونسج الخيال بخيوط مدهشة، وغالبية نصوص مجموعاته القصصية تتناول أدق تفاصيل الوقائع وتتأمل في جزئيات المواقف، بل تتمادى في مجالات الصدق وتتمحور في مدارات الحقيقة، وتحمل إلى القلوب الكثير من الافعال وتقذف من النفوس العديد من ردات الفعل.
أخيرا فإن ما يحفره قلم بسام الطعان على الورق يتضمن الكثير من الدلالات والمفاهيم ذات القدرة الهائلة على رسم الصور التلقائية في أذهان القراء مما يحفزهم نحو تمثيل تلك الصور أكانت محزنة أو مفرحة، أضف إلى ذلك تشجيعهم نحو إستقراء مابين السطور واستشعار ما خلف القصة واستكشاف حلاوة السرد الذي يلبس النص مجموعة من الأصوات والصور والأشكال الجميلة.
( هـذا الـمـقــال شـهـادة متواضعـة فـي حـق الـتـجـربـة الكـتـابـيـة الـمـميـزة لـلأخ والـصـديـق: الـقـاص الـسـوري المعـروف : بـسـام الـطـعـان)