المرأة المسلمة التي نريد
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
د. الجوهرة بنت ناصر

تناولنا فيما سبق ثلاثة مواضيع، عن هروب النسوة، أجاد القارئ الجيد وهم كثر والحمد لله رب العالمين، والقارئات المتفحصات للمقالات السابقة.. مقارنتهم جميعاً ما بين المحاور والعوامل من مبعث إحساسهم بالمسؤولية إن أهم أسباب انحراف (المرأة) يأخذ باتجاه السلوك، كما أكد القراء الأكثر علماً وثقافة أن الانحراف قد يكون موجوداً شأنه شأن الخير والشر في النفس البشرية، إلا أن أصل (الفطرة) في كل إنسان هي بذرة الإيمان والخير والإنسانية أي هي روح الإسلام.

وأن للتربية الصالحة الدور الأعظم في التقويم والتهذيب فالاستقامة وكما قال سيد البشر سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم المبعوث هدى ورحمة للعاملين (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) والجميع يعلم أن اليهود والنصارى حرفوا كتبهم السماوية، واتخذوا ديانة ونهجاً في الحياة بغير ما أمر الله به فكانوا والعياذ بالله من المغضوب عليهم والضالين، وكما نعلم جميعاً ويعلم العالم أن أهم (مفهوم) لديهم يتخذونه في حياتهم ويعلمونه أبناءهم في مقرراتهم الدراسية وشؤونهم الاجتماعية والسياسية (العداء الشديد) للإسلام والمسلمين، والمعروف عنهم وعن اليهود الصهيوني خاصة حيث أطلع فقرأ وسمع الكثير من الناس عن حرص أعداء الله الشديد في عدم ترك الفرد منهم ضمن عالمهم الممزق، يعيش على الفطرة خشية أن يصبح ذلك الإنسان مسلماً موحداً. بشاعة اليهود وضراوتهم الضروس لا يمكن أن تختصر في عجاله، وإن كانت دسائسهم لم تعد تخفى على الكثير من الناس في العالم. بينما (المسلم) في كل الدنيا يدعو للسلم والتعايش بسلام وأمان، لأن الله قد خلق الإنسان ليعبده تعالى، ويعمر الأرض، وليس ليفسد فيها، والمسلم الذي شهد بأنه (لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) خير من يعمل بكتاب الله وسنة رسوله، خير من يطبق في حياته تعاليم الإسلام بكل ما جاء به، وخير من يعمل بما أمر الله به، وخير من يجتنب ما نهى الله عنه وزجر..


* يهمنا جداً أن تعي (المرأة) حقوق الدين الإسلامي عليها وواجباته والعمل به والله قد جعل فيه العصمة والنصرة والفلاح والسؤدد، والهداية والرشد والانضباط والوئام والرفق، ومن بعد عنه فما حياته إلا عيشة ضنكا وتضجر وملل وفوضى وتخبط وضياع وشتات..

- إنني أهيب بالمرأة المسلمة أن تعي دورها جيداً ولن يكون أصل نجاحك ونصرك وثباتك إلا أن كان أساسك وأصل قاعدتك التي تنطلقين منها معرفتك الحقة بدينك الإسلام والعمل والتطبيق لكل ما جاء به، وقبل أي تصرف مهما كان صغيراً أو أي قرار أو عمل أن تراعي وتنظري أمر الله فيه.


اليوم كما تعلمين العالم منفتح على بعضه البعض، ونحن نعلم أن مهمة الأهل مهمة أساسية في تنشئة أبنائها وبناتها على العمل بالدين وتطبيقه فهو دستور ونهج حياة لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأرشد إليها وعلمها كما يجب أن يكون العمل بها..

كما أن مهمة الدولة لا تقل أهمية في درء المفاسد عن الأمة لصلاح أبنائها ورشدهم واستقامتهم..

* ورغم كل ذلك فالأصل هو الإنسان نفسه والهداية يسألها من الله في كل ركعة من صلواته الخمس وفي كل دعائه ونوافله وأعماله الصالحة.. فليكن الالتجاء شديداً إلى الله تعالى، والتشبث بحبله المتين من كل الشرور والفساد والغواية والإغواء التي تحيط بنا، وكفى المرأة شكوى ومطالبة خاسرة فاشلة بمساواتها بالرجل، أو باتخاذ دوره في الحياة!!!

وإلى من.. إلى أعداء الإسلام الذين يدسون لك السم في العسل وفي القول المعسول، فإن دخلت دائرة الحرية والحماية كما يزعمون أو كما تم من تقرير للتنمية البشرية الصادر عن أمريكا!! لحالة المرأة العربية فتلك نهايتك الحتمية لا محالة.. فلتعي رشدك، ولتعملي بما اختاره لك رب العالمين ولتعلمي علم اليقين أن صلاحك (أنت) هو ما ينتج عنه صلاح زوجك وأبنائك.

اللهم ألهمنا الرشد والصواب واهدنا سواء السبيل.
المصدر/ جريدة المدينة