فكرة
وقفت أمام المرآة تنظر بسرور إلى وجهها وقد بدت معجبة بجمالها ، عيناها سوداوان واسعتان ، بشرتها ناعمة وضاءة، شعرها ينسدل على كتيفيها في حنان
وافتر ثغرها عن ابتسامة خفيفة حينما تذكرت ما قاله أحمد / ابن عمتها / : شعرك جميل يا رانية
نظرت إلى خصرها وهي تستدير يمنة ويسرة ولكنها قالت : لو أن الله منحني شيئا من الطول لكنت جميلة جدا
وتعالى صوت في داخلها : المهم أن تكوني جميلة في نظر ابن عمتك أحمد ، فقد عبر عن ذلك بنظراتة دوما
سرحت بتفكيرها بعيدا وهي تحاول خلق مبرر لملاقاته دائما
وراحت تقلب الأفكار : لو أن عمتي يصيبها مرض خفيف لذهبت كل يوم إليها..... لالالا أبعد الله عنها الشر لا أريد مقابلته من خلال ألم الآخرين .
وقدحت زناد الفكر :
سأطلب من أمي أن يأتي كل يوم ليساعدني في دروس النحو وأدعي أمامها أنا قوي جدا في النحو وأنا أحتاجه فهي تعرف مدى إصرار أمها على تفوقها وعدم خسارة أي درجة
تنهدت ولملمت من شعث شعرها محاولة الخروج من غرفتها ، وسرح خيالها وهو تقول في نفسها : سنجلس متجاورين كأننا مخطوبين ، وربما يلمس يدي بحجة أخذ القلم منها
سأدعه يفعل وسوف أغافله في النظر إلى جبينه الناصع
رن جرس الهاتف .... ردت الأم ولكنها لم تكترث فربما تكون أحدى صديقات أمها اللواتي يعشقن حديث الهاتف
انتهت المكالمة بسرعة وهمّت بالخروج
سمعت طرق باب غرفتها : فتحت الباب
ـــ نعم يا ماما
ـــ ابن عمتك أحمد
الحمد لله أن أمها لا ترى أعصابها كم أصبحت مضطربة ، ومشدودة
للحظات كادت تصرخ وتسأل أمها : هل سيأتي ليطلب يدي؟
تلمست اصبعها في اليد اليسرى
ـــ ماذا يريد ؟
ـــ سيتصل بعد قليل ويريد أن يسألك سؤالا في النحو ويقول أنت شاطرة في النحو



رمزت ابراهيم عليا