مصطفى حافظ في ذاكرة الأجيال الفلسطينيةبقلم / نشأت الوحيدي
9 / 7 / 2010م ... تمضي المراكب دائما وتحمل على متنها القبطان الذي يساير الرياح والعواصف دون الركوع للزمهرير ودون المضي للخلف الذي يحمل في باطنه أحلاما أو كوابيسا سوداء .
في هذه الأيام يحتفل الضمير الأبي العربي الحر بالذكرى السنوية لاستشهاد القائد العسكري القومي العربي المصري مصطفى حافظ والذي طال حياته انفجار طرد ملغوم خطط له الموساد الإسرائيلي .
في الثاني عشر من شهر تموز / يوليو للعام 1956م استشهد القائد العرب القومي مصطفى حافظ في سرايا غزة آنذاك واختلطت دمائه الزكية بثرى فلسطين بعد فشل الموساد الإسرائيلي وتحديدا " الفرقة 101 " والتي كان يقودها آنذاك النقيب الإرهابي شارون والذي ارتكب مجازر عديدة بحق الشعب الفلسطيني ومنها مجازر صبرا وشاتيلا ومجزرة البوليس الحربي في 28 / فبراير من العام 1955م في محاولات عديدة لاغتياله .
وكان قد قام بتنفيذ عمليات فدائية مع رفاقه في السلاح زرعت الرعب في قلوب الإسرائيليين وما كانت تتميز به عمليات مصطفى حافظ الفدائية أنها كانت في عمق الإحتلال . وكان قد خطط وشارك في اغتيال العقيد ورجل الظل كما كانت تسميه الصهيونية جولدا مائير سبعة من الضباط والخبراء الإسرائيليين الكبار ومنهم من عمل في منظمة " إيتسل " الصهيونية وقد أشرف وتابع عملية الإغتيال الجبانة ديفيد بن غوريون أحد مؤسسي دولة الإحتلال ووزير الحرب دايان .
مصطفى حافظ من الأسماء التي ستظل دائما سيدة للأسماء في زمن الحسابات والأرقام والزيادات والمزاودات والتجاذبات والتضاربات ولقد ترعرت طفلا وأنا أسمع باسم هذا القائد الزعيم ومثله أسماء كثيرة كعمر
المختار ، وبطل الفالوجا القومي جمال عبد الناصر ، وبطل الكرامة في
21 / مارس / 1968م ياسر عرفات ، والشيخ أحمد ياسين ، وجميلة
بوحريد ، وخليل الوزير بطل ديمونا ، ود. جورج حبش ، ودلال المغربي عروس فلسطين وأبو داوود بطل عملية ميونخ الشهيرة ، ووديع حداد ، وليلى خالد وعمر القاسم ، ود. فتحي الشقاقي ، وحيدر عبد الشافي ، وأبو العباس ، ود. سمير غوشة ، وسليمان النجاب .....
كانوا أسماءا ورجالا وأبطالا للمقاومة في كل زمان ومكان ، وكانوا دائما أسياد الموقف والقرار ، وكانوا أبطال في المقاومة وأبطال في الوحدة والتوحيد وكم هي الأسماء التي نسيت وهم جميعا أوسمة على صدور الأباة الأحرار في العالمين العربي والإسلامي .
إنهم الشهداء الأحياء فتحية لأرواحهم الطاهرة وتحية للمناضلة العربية الجزائرية جميلة بوحريد التي ما زالت تصارع المرض في حين تغفل عنها عين الدولة والأجيال التي لم تعرف مكانتها وقيمتها التاريخية ولكن عين الله ترعاها .
إنهم الجيل والرعيل الأول الذي عايش القائد القومي العربي المصري مصطفى حافظ فهل من نظرة إيجابية للخلف لنستذكر فيها العظام من أمتنا العربية والذين توحدت دمائهم وهمومهم وأحلامهم وآلامهم وآمالهم وهوياتهم ووظفوا الخلاف والإختلاف ذات يوم من أجل صنع قنبلة تقض مضاجع الأعداء المحتلين .
إنهم القادة وأبطال المقاومة والحرب وسلام الشجعان وهم الذين فرضوا شروطهم على الإحتلال حيث خاطب ذات يوم الجنرال الفرنسي " شارل ديجول " قادة حربه وأركانه في العام 1958م إبان احتلال فرنسا للجزائر وقال " نمتلك من العدة والعتاد كثيرا ، ونمتلك ( 500000 ألف جندي فرنسي ) ونستطيع أن نقمع ونسجن وأن نقتل من الجزائريين ما استطعنا ولكنه من الجنون أن نتصور بأننا يمكن أن نسيطر على الشعب الجزائري
لأن خوفنا وقلقنا أكبر من خوف وقلق الجزائريين .
نعم ، فلقد أجبرت المقاومة ورجالها في الماضي كمن ذكرت سابقا الإحتلال
أن يتخلى عن غطرسته وأن يشفى من مرض الإحتلال فهل من رجال في يومنا هذا مستعدون لتوظيف الخلاف والإختلاف من أجل صنع وحدة وقنبلة ودولة ....
علينا دراسة الماضي جيدا وتفعيل الذاكرة جيدا من أجل مواجهة تلك المدرسة الصهيونية الحربية التي تقول " إن الكبار يموتون والصغار ينسون " فإن الأرض العربية تئن وتحن لأقدام العظماء والذين يرحلون عنا بصمت الشهداء ومنهم " وا أسفاه " من يعتقل الإحتلال الإسرائيلي الغاشم جثامينهم الطاهرة في حفر يطلق عليها مقابر الأرقام الإسرائيلية وهي لا تليق بالأكرمين من الشهداء وهم " أحياء عند ربهم يرزقون " وكأن الإحتلال يخشى من عودة الشهداء ، كما وهناك من الأبطال من هم مفقودون وأسرى في سجون سرية اسرائيلية غير معلنة وباعتراف من الإحتلال بوجودها حيث اعترف الإحتلال الإسرائيلي بوجود السجن السري الذي يحمل الرقم 1391.
إننا بحاجة لرحلة في نكبة شعب ، وبحاجة للوحدة ونفض غبار الإنقسام الذي غطى جلدنا العربي الفلسطيني فبتنا نخشى على لوننا ولهجتنا وعلمنا كما بتنا نخشى على لغتنا أن تضيع تحت أسنة التجاذب والإستقطاب والإنقسام والتضاربات .. إننا بحاجة لتفعيل الذاكرة من أجل أرضنا وأسرانا والمسرى ومن أجل الوفاء لدماء الشهداء العظام .. كل الشهداء .. والعهد هو العهد والقسم هو القسم .. والمجد والخلود لروح القائد القومي والعربي المصري الشهيد مصطفى حافظ والذي يرتفع اسمه بفخر واعتزاز عاليا في واجهة إحدى مدارسنا الفلسطينية بغزة ، وختاما أقول بأننا بحاجة لتدويل القضية الوطنية بمجملها ولا لتدويل الأسماء .
مسؤول الإعلام في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية – قطاع غزة
منسق عام الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية
عضو الهيئة الإدارية لاتحاد المبدعين العرب – فرع فلسطين
مسؤول الإعلام للحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين – قطاع غزة
عضو الأمانة العامة للجان الشعبية الفلسطينية