وتوالت النكبات
شعر: ا.د. محمد اسحق الريفي
شبَّت جحيمٌ في رُبَى العُرْبِ=مُذْ هبَّتِ النَّكباءُ من غربِ
لا غرْوَ أنْ صرنا لها حَطَباً=إذ حطَّتِ النيرانُ في القلبِ
حطَّت يهودُ الكفرِ في وطني=وطغت فصارَ مشرَّداً شعبي
من قلب أمة أحمدَ اقتضبوا=جزءاً فسالَ دمٌ مِنَ القَضْبِ
ما زال نزْفُ القلبِ مشتعلاً=فأُصِيبَ بالإعياءِ والنُصْبِ
تلكمْ فلسطينُ التي نُكِبَت=صارت حلالَ السَّلبِ والنَّهبِ
والعرْبُ ما فتئتْ تخدِّرُهم=أوهامُهم في السِّلمِ والحربِ
هل من صلاحٍ كي يحرِّرها=أم داءتِ الأرحامُ بالجدبِ؟
أم أمْحلَ الشجعانُ في وطني؟=قد صار أهلُ العقلِ في كربِ!
لقدِ انتكبنا يوم أنْ غُصِبَت=أرضُ الرِّباط بصفقةِ الغصبِ
إذ باعها الأجلافُ من عَرَبٍ=طمعاً فكانت نكبةُ العُرْبِ
صنعوا ممالكَ رهنَ سادتهم=ورَضَوا بذلٍ سَطوةَ الغَرْبِ
وغدا طغاةُ الأرض سادتَهم=صاروا لهم كالأمِّ والأبِّ
وتوالتِ النَّكباتُ واشتعلت=نيرانُ نكبٍ من لظى نكبِ
ومضت جيوشُ العُرْب من خَوَرٍ=رهنَ الطغاةِ تساقُ كالسِّربِ
لم يغضبوا للقدس وا عجباً=أَمِنَ المذلَّةِ أم مِنَ الرُعبِ!
وإذا استبيحَ لأمَّتي وطنٌ=ركبوا صِهَاءَ الشَّتمِ والشَّجبِ
وزئيرُ أسْدِ العُرْب من غضَبٍ=ما كان غير النَّوحِ والنَّدبِ
أضحى يقيمُ ببيتنا دُعَرٌ=ويعيثُ في الأوطانِ كالذِّئبِ
أرضُ الرباطِ فدتْكِ أفئدةٌ=دانت لطهرِ القدسِ بالحبِّ
وكتائبُ الإسلام قد وهبتْ=أرواحَها لرُباكِ والتُّرْبِ
فليُسألِ التاريخ عن أسُدٍ=ضحَّوا وما نَكَبوا عنِ الدَّربِ
جادوا وما حادوا وما قعدوا=سلكوا طريقَ أُلئك الصَّحبِ
فسلوا ربوعَ القدسِ كم حضنت=من صَحبِ أحمدَ والثرى يُنْبي
يا أمّة الإسلامِ فانتفضي=قومي لنصرةِ قدسنا.. هبِّي
11/5/2010