كتب فادي شعار ''نقطة ساخرة''
من حلب الشهباء
الخلاف على دور البطولة!!
أخيراً أنهيت سيناريو مسلسل "طريق النسيان" وبعد اتصالات مضنية استطعت عرض السيناريو على الممثلة (نادين نسيب نجيم)، ولن أدع صديقي الفنان عابد فهد أن يأخذ دور البطولة، لأنني بصراحة سأمثل دور السيناريو شخصياً ، فهواية التمثيل من هواياتي الخفية و التي أتقنها في حياتي الواقعية....
بدأت أعرض على الفنانة نادين حلقات المسلسل الرمضاني ، فكل يوم من أيام رمضان سـتكون لنا يومية من يوميات صيدلاني عفريت متسلط مع صيدلانية خريجة تتمرن عند ذلك الصيدلاني الذي يمارس العقدة الفارماكولوجية مع تلك الغندورة الصيدلانية حينما يجلس على الكرسي الدوار ، و ينسب إنجازات الأمة العربية و الانتصارات إلى ذاته و يصب جام غضبه على مريولها الأبيض بفنجان قهوته، و كيف لا و هو يرى نفسه الآمر الناهي و صانع قرارات البيع و الشراء و الاتلاف و صرف الدواء ، واطلاق العيارات في الفلاكونات الدوائية ، و كيف لا و هو الذي اعتاد أن لا ينطق كلمة الشكر و التقدير المعنوي للصبية التي بين يديه ، فهو الشخصية الأذكى و هو محضر العقاقير و مكتشف أعقد زمر الحشيش و التحشيش، هو الوحيد الذي يجب أن يُمتدح من لا شيء أي من "ما فيش" ، و يعشق أن تطأطأ له كل صبية رأسها بالتحية وتصيح يعيش معلمنا يعيش ...
لم يرق للممثلة نادين السيناريو الذي قدمتـُه لها، وجاءتْ اقتراحاتـُها بعد جدال دار بيني وبينها، فطلبتْ مني أن نقلب الأدوار بأن تكون هي صاحبة الشخصية المتسلطة والعنيدة والجدار الصلب بدلاً من دوري في تلك الشخصية ، فهي التي تتقنه أيما اتقان بعد أن أخذت أدوارها في الهيبة ومسلسل طريق.. واقترحتْ عليَّ أن نضيف إلى هذا الدور صفة الأنانيّة والتهور والتسرع فهي تحب لعب الدور الانثوي المركب ...و أنْ تضيف لدورها كاركتر معين فتلبس الجعبة الحربية الدوائية في صيدلية الهيبة ، و تضع فيها التحاميل و السرنكات و القنابل الشرجية عفواً قصدي الحقن الشرجية لتعلن هجومها المباغت مع راية عدم الرضا في تلك الصيدلية ... و أخذت الممثلة نادين تقنعني بأن المرأة أصبح لها دور قيادي فالأمة العربية من المحيط إلى الخليج و خاصة بعد أن أخذت المرأة السعودية دورها في قيادة السيارة ، باتت المرأة عنصر سفاح و لا تنفع في أن تكون كالملح فقط بل هي كالدهنة و الشحمة و السمنة المهدرجة التي ترفع ضغط الرجال و تجيب الجلطة لهم ثم تقول إن العمل بحاجة إلى لمسات انثوية...
المهم في نهاية اللقاء طلبت مني الممثلة نادين تعديل السيناريو إلى مزاجها و تنفيذ مقترحاتها ، و أن يكون دوري معها صانعاً مساعداً تحت يديها يناولها الدواء و يكنس لها الصيدلية و يراقب لها صلاحية الأدوية و يعبئ الأدوية التي تصفها للمرضى بالكيس دون أن أصف حبة مسكن لأي مريض لأنني لا أملك الصلاحية و أن لا أطلب أي طلبية و إلا ستقطع رأسي و تأكل من كبدي و زائدتي الدودية ، فحدودي مراقبة نقص الرفوف و يمكن أن يكون يوماً ما دوري معها ضارباً للدفوف...
وقفت متأملاً تسلط تلك الممثلة القديرة وقلت في نفسي من أولها أهون لنا، لن أتوجه للتمثيل وانتاج المسلسلات ما دامت تنقصنا الهيبة أمام نادين في فرض رؤيتنا، و مرت عدة ساعات و مازال خلافنا فيمن سيكون له دور المتسلط ولم نتفق على رؤية موحدة وخاصة بعد انقراض قرارات الرجال وأشباه الرجال في الجامعة العربية والمحافل الدولية....
نعم وقفت متأملاً في سلطتها و تسلطها و أخذت نظرتي الأخيرة إلى سيناريو "طريق النسيان" ، فعدلت على الفور العنوان إلى سيناريو " الجحيم و طريق النسوان" و قلت في نفسي ما لي و تأليف السيناريوهات و انتاج الأفلام و المسلسلات المكسيكية ، دعوني أداوي الناس في الصيدلية وأطبطب على الغلابة ، عسى و لعل أن تشملني من قلوبهم دعوة تبهجني و تفرح قلبي المهموم، و على طاولة الممثلة نادين رميت في وجهها السيناريو المشؤوم سيناريو حرب أمريكا على أفغانستان و العراق و سوريا ، وأنا أدندن لها أغنية نجوى كرم:
أنا قلبي مصنع بارود*******و الدنيا ولعانيه بــَـرَّه
بيني وبينك خلي حدود*****ولا تقربي صوبي بالمرَّه