السلام عليكم

ملف مرفق 825

هل بات عالم الثقافة عالم استهلاكي صرف؟ وأن النخبة الحقيقية بعيدة عن دائرة الضوء؟
وهل قلة رواد معارض الكتب مرتبطا بتلك الظاهرة وتكاد تقتصر على النخب الحقيقية فعلا؟وقد ردد فريق من المثقفين كثيرا تلك المعاناة التي لاحل لها إلا لو درسناها وفندنا أسبابها الأصلية.
يقول الباحث عبد الغفور الخطيب في موقع فرسان الثقافة كرد على تساؤلاتي:
الأخت الفاضلة أم فراس
تعاني صناعة الكتاب في الوطن العربي من مشاكل ضخمة، أهمها عزوف القراء عن القراءة أو شراء الكتاب، وقد لمست ذلك بنفسي من خلال الذهاب لمعرض الكتاب العربي في عمان بالفترة الواقعة بين 22/9/2010 و2/10/2010...
وكانت أشهر دور الطباعة والنشر قد استعدت لمثل هذه المناسبة، ورغم أنني ذهبت في اليوم الثاني لبداية المعرض، لكن كان من المدهش قلة الحضور من المثقفين... وفي الأمس، كان معرض الدوحة للكتاب العربي في مصر، وقد أثيرت نفس المشكلة، من قلة الزوار والمشترين الخ...
************
لم يعد أمر الحاجة المادية سببا وحيدا ولا حالة السيطرة الإعلامية الغربية , ولاسوء التربية المنزلية والمؤسساتية, ولاحتى التضاربات الحقائقية أحد أسباب الانحسار الثقافي, ولا حالة الضعف العام العربي يكفي ذريعة,
بل هناك أسباب إضافية يجب بحثها لنعرف اولا ثم لنبحث عن حل ولو بسيط لتقريب الجيل لعالمنا الثقافي العربي الصميمي فيه ومعرفة الغث من الثمين بغربال ذاتي يكون مؤسسا سابقا في الفكر والعقل قبل الرغبة.
من جهة اخرى:
عندما نمسك بمجلة ثقافية أو مقال ثقافي سوف نتوقع كقراء نهمين متابعين عدة أسماء سنقرأ لها حتما!!
رغم أننا نبحث عن عنوان النص أولا ثم الكاتب له,ويبدو ان هناك قائمة معروفة مسبقا سوف نتوقعها فعلا, مازالت تترد في ذاكرتنا وفي الدوريات الثقافية,ولكن اليس الامر بات مدهشا ومزعجا أيضا؟
أين الوجوه الشابة والأقلام الواعدة التي يجب ان نضمها للنخب ونرفعها بجدارة؟ ام لم تلد المدارس والجامعات الكثيرمنها؟ام هناك من يصطفون دون غيرهم؟ واذا؟ هل نحن محاصرون بمادة ثقافية متراكبة ومتشابهه دون غيرها؟.
قال الاستاذ الكبير/طلعت سقيرق عندنا دعيته لامسية الفرسان 3 انه سوف يكون داعما لكل الوجوه الشابة فقد اخذ حقه وزيادة كم نسمع من هذا الكلام الصادق المخلص؟
مانعرفه ان الثقافة ترتفع وترتفع للعلا بحروفها الواعية والتي تضيف جديدا , وهذا لايبخس حق من سبقونا شيئا فهم الداعم والمرجع مؤكد.
نحتاج الى سعة افق وورؤية شاملة لاضيقة تنحصر بكوادر متوفرة تعرض نفسها بتكرار!
جميل أن نلون حروفنا بالألوان زاهية جديدة فتتجدد الصورة الثقافية وتبعث فيها دفئا جديدا,هل تعد تلك الظاهرة ملامح احتكار ؟ أم تقاعس من قبلهم؟
وهنا لايسعنا ألا أن نحيي باحترام جريدة البعث وأمثالها ممن يدعمون تلك الوجوه الشابة وشكري للاستاذ محمود السرساوي والصحفية ملدا شويكاني. الذي لامزيد عليه لهذا الدعم الحقيقي لموقعنا الثقافي وللأقلام الشابة التي نريدها ان تظهر للنورومازلنا بحاجة لدعم أكبر وأكبر....مازلنا فعلا بحاجة لدعم كبير كبير...
وحتى لو كانت خدمات متشاركة ومتبادلة ولم لا؟ جميل منا أن نكون متعاونين في زمن ضن الزمان بخصلة العطاء .
ذكرني هذا بمقال للمحامي الكبير هائل اليوسفي في مجلة المعرفة العدد 567
الفضيلة في قفص الاتهام مايهمني هنا أن الواقع لم يضن حقيقة بنماذج مازالت محافظة على مبادئها النظيفة مهما جار عليها الزمان !! فهل هذايدفعنا للتفاؤل من أن هؤلاء أصحاب الفضيلة و الصادقين سيبقون على العهد مهما حصل؟
سؤال مهم نرجو أن نجد له إجابة ما ولو وثق هؤلاء أعمالهم ورقيا هل سيجدون من يسوق لهم ؟ وهل سيكون هناك قراء؟
سؤال آخر أيضا يفرض نفسه!! فعالم الأعلام عالم صعب المراس دوما لديه قوانين في النشر والاصطفاء ربما لانعرفها!
هل المردود الإعلامي هو الباعث لبعض شرائح في ملاحقة الشهرة والانتشار؟ حقيقة نحن نبحث عن المغزى الحقيقي لكون كوادر تعب على رفعها الوطن ومدارسه وساهمنا في وأدها وربما تهميشها..
هناك أصوات ثقافية داعمة للمسيرة العربية بإخلاص ومحبة , معتدلة المسار تبقى في المراكز الخلفية لاداعم لها لكنها تعمل بجد واخلاص , ومهما كان من أمرها ستبقى مشعلا منيرا في كل الأزمان مهما حصل.
ودمتم سالمين
الخميس 31-3-2011