أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل :
Kassem Al Awsy
الحلقه الثانيه والأخيره
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬

سؤال :◄ قوله تعالى فى سوره البلد :◄
• ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )
• ما معنى : وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ .

جواب :◄
• ولكى يتضح المعنى أكثر لابد أن نأخذ معها
• ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ )
• ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ )
• إن شاء الله تعالى يتم نشر الجواب على حلقتين .

الحلقه الثانيه
ـــــــــــــــــــــــــــ
• توقفنا فى الحلقه السابقه عند هذا السؤال :◄

سؤال :◄ قوله تعالى ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ )
• ما دلاله ( لا ) هنا ؟ وما حُكمها ؟
• نظر المفسرون في ( لا ) هذه
• والمعروف في قواعد اللغة العربية
• أن ( لا ) ← إذا دخلت على الفعل الماضي ← تفيد النفي
• كما في الفعل المضارع .
• و ( لا ) ← لا تنفي الفعل الماضي إلا إذا كُررت
• مثل قوله تعالى ( فلا صدّق ولا صلّى )
• ولا نقول في اللغة ← لا ذهب .. بمعنى لم يذهب
• إنما يقال ← ما ذهب .. للدلالة على نفي الفعل الماضي .

إذاً :◄
• لا يصح ولا يجوز القول ( لا ) مع الفعل الماضي للنفي .
• لكن يبقى السؤال :◄
• هل ( لا ) في هذه الآية نفي ؟

قسم من المفسرين قال :◄
1 ــ قد تفيد النفي واستشهدوا على ذلك ببعض ما ورد في أشعار العرب
• مع أنها على غير سنن العرب ( وأيّ أمرٍ سيء لا فعل ) ،
2 ــ ومنهم من قال إنها تفيد الدعاء وليس النفي ،
• كما يقال ← لا فضّ الله فاك
• أو يقال لا عافاك الله ،
• لا ردّه الله سالماً وغيرها ،

وقد تكون للدعاء عليه بأن ← لا يقتحم العقبة
• فهذا الشخص الذي أنفق ماله في غير وجه
• خير دعا عليه بأن لا يقتحم العقبة
• إذاً :◄ اعتبروها قسم من المفسرين
• على أنها للدعاء وليس للنفي.
وقسم آخر رأوا أنها تفيد نفي الإستقبال

في العربية :◄
• إذا كان الفعل الماشي يفيد الإستقبال
• يجوز استخدام ( لا ) ويجوز نفيه بــ ( لا )
• كقولنا ( والله لا فعلت ذلك أبداً ) ← بمعنى لا افعله ،
• فإذا كان الفعل للإستقبال يجوز أن تدخل عليه ( لا )
• باعتبار الدلالة الزمنية ( تالله لا عذّبتهم بعدها سقر ) .

♣ ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) ← تفيد إذاً في هذه الحالة نفي الإستقبال
• بمعنى لا يقتحم العقبة في المستقبل .
• ومنهم من قال إنها استفهام وقد حذفت همزة الإستفهام
• ( ألا اقتحم العقبة )
• وكأن هذا الإستفهام للتوبيخ على ما حصل وللحضّ على اقتحام العقبة.
• وفي القرآن الكريم مواضع كثيرة حذفت منها همزة الإستفهام

♣ وخلاصة القول :◄
• أن ( لا ) في قوله تعالى ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ )
• قد جمعت كل هذه المعاني التي ذكرنا
• وفيها احتمالات :◄
• النفي و الدعاء و الإستقبال و الإستفهام
• وهذ ما يُسمّى في اللغة ← باب التوسّع في المعنى
• فكل المعاني مُرادة سواء كان للصنف أم للشخص
1 ــ الذي أهلك مالاً لُبدا لم يقتحم العقبة ولا يقتحمها في المستقبل
2 ــ ودعاء عليه بأن لا يقتحمها إلا إذا أصلح حاله
3 ــ وتوبيخ على أنه لا يقتحمها
• فقد جمعت كل هذه المعاني معاً

♣ ولو جاء بأي حرف آخر مثل ( ما أو لم )
• لما أمكن جمع كل هذه المعاني
• وأي حرف آخر كان أُوّلَ إلى معنى النفي فقط
• ولكن ( لا ) جاءت بأربع أو خمس معاني كلها مقصودة.

♣ سؤال :◄ ( وما أدراك ما العقبة )
• لماذا التكرار في كلمة العقبة ؟
• ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ )
• التكرار في اللغة مشهور وله أغراض
• قد يكون منها التهويل و التعظيم و التحسّر و التفخيم و التحبيب .
• وفي هذه الآية جاء التكرار ← للتفخيم و التهويل و التعظيم لأمر العقبة
• وما سيفسرها فيما بعد
• وقد ورد التكرار كثيراً في القرآن الكريم
• كما في قوله تعالى
• ( القارعة ما القارعة ) و
• ( الحاقة ما الحاقة ) .

♣ سؤال :◄
• ما الحكمة من استخدام صيغة الفعل الماضي
• في قوله تعالى ← ( وما أدراك )
• وقد استخدم فى القرآن صيغة الفعل المضارع
• كما في قوله تعالى ← ( وما يديرك لعلّه يزّكى )
• وقوله تعالى ← ( وما يدريك لعلّ الساعة ) ؟
• في القرآن كلّه أسلوب محدد
• إذا استعمل ← ( يدريك ) بصيغة المضارع
• لا يُفصّل بعدها ولا يجيب على السؤال ويبقيه مبهماً
• ( وما يدريك لعلّه يزّكى ) ← لم يأتي بعدها تفصيل
• أو إجابة وإنما بقي مبهماً ،
• وإذا استعمل ← ( أدراك ) بصيغة الماضي
• يتبعها بالتفصيل كما في قوله تعالى
• ( والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق* النجم الثاقب ) .. وقوله
• ( وما أدراك ما العقبة* فك رقبة* أو إطعام في يوم ذي مسغبة )

♣ نلاحظ :◄
• التفصيل بالجواب بعد ← أدراك .
• والقرآن الكريم له خصوصيات في الإستعمال والتعبير
• يختصّ بها عن قواعد اللغة العربية تماماً
• كما اختصّ كلمة العيون ( لعيون الماء )
• والأعين ( لأداة الإبصار ) في القرآن كله
• وكذلك الصوم ← ( الإمتناع عن الكلام )
• والصيام ← ( الإمتناع عن الطعام و الشراب ) .

♣ سؤال :◄
• لماذا تكرر لفظ العقبة في هذه السورة ؟
• وقد ورد في سورة أخرى
• ( فأمّه هاوية * وما أدراك ما هي * نار حامية )
• استخدم الضمير ← ( هي ) لمعنى الهاوية ؟
• هناك قاعدة في اللغة العربية :◄
• أن الإسم الظاهر أقوى من الكناية أو الضمير
• ولذلك فإن الضمير لا يؤكدّ الظاهر .
• معنى ذلك أن الأمر في سورة البلد أقوى
• من التكرار بالضمير ( هي ) في سورة القارعة
• فالسياق والموطن أقوى
• ولذا جاء بتكرار الإسم الظاهر وليس بالضمير .
• في سورة القارعة فسّر الهاوية ← بــ نار حامية
• وفي سورة الهمزة
• ( كلا لينبذنّ في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة *
نار الله الموقدة * التي تطّلع على الأفئدة *
إنها عليهم مؤصدة * في عمد ممددة )
• هنا جاء بــ ( نار الله )
• وفي القارعة ( نار ) فقط
• فوصف النار في سورة الهمزة غير الوصف في سورة القارعة
• لذا كرر كلمة ( الحُطمة ) كما في سورة البلد كرر كلمة ( العقبة )
• فالسياق والموطن هو الذي يدعو إلى اختيار الظاهر على الضمير
• أو اختيار الضمير على الظاهر.
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
• عذراً على التطويل •

♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي