بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك أستاذ منير على مقالتك ولكن اسمح لي بإيراد ملاحظتين لي على حركة حماس :
1- عندما قامت حماس بعملية الحسم العسكري في غزة ضد السلطة الفلسطينية واستولت عليها قامت بأسر أفراد تابعين للسلطة الفلسطينية وعرتهم من ملابسهم ( عدا لباسهم الداخلي الذي يستر عوراتهم ) وعرضتهم على شاشات التلفزة وهي تقودهم كأسرى في طوابير
هو نفس المنظر الذي شاهدته سابقاً عندما قامت القوات الإسرائيلية باقتحام سجن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لتأسر المناضل أحمد سعدات وتقتاده إلى سجونها
قامت القوة الإسرائيلية بأسر أفراد الحماية التابعين للسلطة وعرتهم من ملابسهم وعرضت صورهم على شاشات التلفزة
هذا الصورة التي شاهدتها في غزة لا يمكن لأحد أن يغفرها لحماس أبداً مهما كان حجم خلافها مع السلطة وهذا التماهي مع سلوك المعتدي يطرح في النفس تساؤلات كثيرة عن مدى صدقية حماس
2- في مرات عديدة تقوم حماس بإطلاق الصورايخ على إسرائيل وترد إسرائيل بقسوة ووحشية على هذه الصورايخ فيقع العديد من الشهداء والجرحى وتهدم أحياء المواطنين على رؤوسهم وقد تجتاح القطاع كما فعلت في المرة الأخيرة
- مع أن المصريين نبهوهم من محاذير إطلاق الصورايخ بعد انتهاء الهدنة بينهم وبين اسرائيل وأن إسرائيل تحضر لعمل كبير ضدهم - ولكن حماس تجاهلت كل هذه التحذيرات وتابعت إطلاق الصورايخ فقام الإسرائليون بمجزرتهم الوحشية بقتل المئات من أفراد شرطة حماس في يوم تخرجهم - أستغرب كيف أن منظمة ذات رؤية استراتيجية عميقة تعرض صيداً سهلاً لإسرئيل بكل هذه البساطة وفي مثل هذه الظروف التي تؤكد أن العدوان واقع لامحالة - وتابعت إسرائيل اجتياح القطاع كما نعرف فيما بعد
بعد نهاية هذا العدوان وبعد كل عملية تهدئة مع اسرائيل تقوم حماس باعتقال كل من يطلق الصورايخ
هذا الفعل يطرح تساؤلاً كبيراً ؟
إذا كانت حماس تريد التهدئة وتؤمن بضرورتها فلماذا تطلق الصورايخ أصلاً وإذا كانت تشك في جدوى إطلاقها فلماذا تطلقها أيضاً وفي كل الأحوال كيف يمكن لمنظمة مناضلة مجاهدة مقاومة أن تزج بأفراد مجاهدين من فصائل أخرى في السجون لمجرد أنهم قاموا بفعل هي كانت تقوم به أصلاً
برأيي المتواضع أن قرار حماس ليس بيدها وأنه يأتيها من وراء الحدود بالريموت كونترول تبعاً لمصالح إقليمية أخرى لا علاقة لها بها على شكل اطلقي صورايخك اليوم ولا تطلقي غداً حسب تقلبات الوضع الإقليمي وخدمة لأهداف لا تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني