...فكروا ياعباد الله وانظروا كيف تشيع الفاحشة في الذين آمنوا
**************************


وصلتني هذه الرسالة فيها نص، شعرت أن كاتبته ناقشت موضوعه بشكل راقي وورع؛
فأحبببت أن أرسلها لكم لتنشروها جزى الله كاتبة النص ديمة طهبوب والتي لا أعرفها كل خير

أولاد التلفزيون

الممثلة في المسلسل تخبر صديقتها بأن معدتها تؤلمها و لا تصمد فيها لقمة طعام و أنها تشعر بالوهن و الدوار...فيصرخ الطفل ابن الست سنوات الذي يشاهد المسلسل مع أهله: "حامل"!!!
هي واقعة حقيقية ترويها أحد الأمهات التي تقول أنها كانت في سبات تام مقتنعة أن هذه المسلسلات ما هي الا تسالٍ لا تقدم و لا تؤخر حتى رأت تأثيرها في ابنها الصغير الذي أصبح يعرف عوارض الحمل من كثرة ما شاهد من المسلسلات، و هو الذي كان بالأمس القريب يسألها متعجبا من أين أتى؟ و كيف كان شكله عندما كان طفلا؟ و كيف كبر؟ و لماذا لا تصنع له أخا آخر ليلعب معه؟ و كيف خرج من فمها عندما وُلد بالرغم أن فمها صغير جدا!! طفلها الذي "لم يخرج من البيضة" و بالكاد بدأ تعلم الأبجدية أصبح يعرف كيف تشعر المرأة الحامل!!!
أم أخرى تروي ان ابنتها الصغيرة أخذت تبكي عندما أصيب البطل في المسلسل و قالت: "سيموت حبيب البطلة" فأخفت الأم ارتباكها و سارعت بالقول لها: "هذا زوجها يا ماما و ليس حبيبها" و أخذت الأم تفكر: هل فرقت الصغيرة بين الزوج الشرعي و الحبيب و إذا لم تفرق فهل قبلت أن تكون بين المرأة و الرجل علاقة غير شرعية دون زواج؟
بعض هذه القصص الواقعية أشد قسوة و إيلاما عندما نسمع عن أطفال أقدموا على الانتحار تقليدا لأبطال المسلسلات حيث الانتحار هو الحل الأسهل عند كل غضب و شجار!
لم تكن تسالي إذن!! هي قيم و أفكار يتربى عليها أبناءنا و تؤثر فيهم و يتفاعلون معها بالمتابعة و التقليد و الضحك و البكاء، و يروننا نجلس معهم نحن الكبار دون أن نحرك ساكنا أو نعلق أو نغير القناة!! فلماذا سيأخذون موقفا سلبيا منها؟!
كيف نعلم أطفالنا العفة و الفضيلة و هم يرون الرجال و النساء في أحضان بعضهم دون رابط شرعي نبرره لهم حتى و لو على مستوى القصة و الحبكة الدرامية؟ كيف نزرع فيهم مفاهيم الطهارة و غض البصر و الحياء و غرف النوم التي شدد القرآن على الاستئذان قبل دخولها في واقع الحياة تعرض أمام ناظريهم مفتحة الأبواب بالصوت و الصورة ؟!
هل نبرر لهم أن هذا زوجها و هذه امرأته و هذا أبوها و تلك أخته حتى نقلل من الانتهاكات الخلقية؟ و الى متى ينفع و يستمر الضحك عليهم قبل أن يكبروا و يعرفوا الحقيقة المره؟
هل نظل ننتظر أن يتزوج البطل و البطلة في الحلقات المئوية و يعيشوا في ثبات و نبات حتى نبرر للأطفال تصرفاتهم و أنها مهما كانت غير مقبولة فقد تكللت بهذه اللحظة المشرفة؟!
ألن يرسخ في وعي الشاب و الفتاة مع التكرار الطويل أن العلاقات قبل الزواج مقبولة ما دامت النية صافية و قد توصل في مرحلة ما الى الزواج؟!
أليس كثير من شباب اليوم أقل حياء و أكثر جرأة على الفتيات بسبب ما رأوه و تربوا عليه من أن كل فتاة لها مفتاحها الذي يبدأ بالنظرة و السلام ثم الكلام ثم الموعد فاللقاء و بعدها تصير الطريق مفتوحة الى ما لا نهاية!!
الى متى سنظل في غفلة و أولادنا يتربون ما بين شاشة التلفاز و ألعاب الفيديو و الشوارع؟!
و في انتظار النهايات السعيدة الشريفة ألا تكون روما قد خربت و الأذى قد حصل بالفعل في نفوس أولادنا و لا ينفع بعدها الندم و لا التعليم؟!
قيل قديما أن اولادنا هم أكبادنا التي تمشي على الأرض، فهل نرضى لأكبادنا أن يغذيها دم فاسد؟
د.ديمة طارق طهبوب