ليغرق فياض في بحور إسماعيل هنية
د. فايز أبو شمالة
ارتجت دنياالقيادة الأزلية للشعب الفلسطيني، وانخسفت بهم الأرض، لمجرد نشر خبر عن دعوةالرئيس الإيراني لرئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية للمشاركة في أعمالمؤتمر عدم الانحياز المنعقد في طهران، بينما لم تحرك القيادة الأزلية ساكناًللإعلان الإسرائيلي عن الشروع في بناء 68 وحدة استيطانية جديدة في القدس!
لقد بلغالغضب بالسيد سلام فياض رئيس الحكومة المعين حد المناشدة، وقال: أناشد الأخ إسماعيلهنية بأن يغلِّب فلسطينيته ووطنيته على أية اعتبارات أخرى، وأعتبرُ أن مبادرتهلرفض دعوة الرئيس الإيراني ستسجل له كموقف تاريخي يضعه في موقف القائد المسئولوالغيور على المصالح العليا لشعبنا'.
لقد نسيفياض أن الذاكرة الفلسطينية لما تزل تحفظ تصريحاته قبل أيام، حين قفز عن المصالحة،ولم يعط أي اعتبار لإسماعيل هنية، ولا للمصالح العليا لشعبنا، ودعا إلى انتخاباتتشريعية في الضفة الغربية دون سكان قطاع غزة والقدس، وقال: غزة ترشح والضفة تنتخب!
ونسي الجميعالذاكرة الفلسطينية التي تحفظ تجاهل محمود عباس لرئيس الحكومة الفلسطينية العاشرة إسماعيلهنية، ولم يأذن له بمرافقته في جولاته الخارجية ولو لمرة واحدة، وفرض على حكومتهحصاراً دبلوماسياً قبل أن تفرض إسرائيل حصارها على قطاع غزة؟ فلماذا رفضتم التعاملمع تلك الحكومة المنتخبة، وحاربتموها أكثر مما حاربها اليهود، وغلبتم العلاقة معإسرائيل التي تغتصب فلسطين على العلاقة مع إخوانكم المقهورين في فلسطين!؟
وإذا كنتمترجون إسماعيل هنية بموقف تاريخي يضعه في موقف القائد المسئول والغيور، فلماذا دستمعلى المسئولية والغيرة، وأعلنتم بكل احتقار لمصالح الوطن عن إجراء انتخابات مجالسمحلية في الضفة دون القدس وقطاع غزة؟
اليوم تصحوالقيادة الأزلية للشعب الفلسطيني على الحقائق النافرة التي تقول: إن حركة حماسالتي أراد محمود عباس أن يخرجها من التاريخ بعد فوزها بالانتخابات، حماس جلبتالتاريخ ذاته إلى غزة، وراح يوثق باسم المقاومة صمود فلسطين، وإن حركة حماس التيأراد محمود عباس أن يعزلها عن العالم الخارجي، حماس أهدت إلى الوفود الزائرة قلبفلسطين النابض، فراح يدق أبواب الحرية في الميادين والساحات العربية.
ورغم كل ماسبق من تهميش للحكومة الفلسطينية المنتخبة، وسواء صحت الدعوة الإيرانية لرئيسهاإسماعيل هنية، أم لم تكن صحيحة، فإن شعبنا الفلسطيني مع وحدة الوفد الفلسطيني الذييمثل وحدة الموقف السياسي الفلسطيني! فأين هو البرنامج السياسي الفلسطيني الذييجمع عليه شعبنا؟ هل هو برنامج محمود عباس للمفاوضات الأزلية، أم هو برنامجإسماعيل هنية للمقاومة؟ هل هو برنامج الاعتراف بإسرائيل أم برنامج الاعترافبفلسطين؟.
شعبناالفلسطيني يعرف أن الرئيس الإيراني حين يستقبل إسماعيل هنية، سيرفع رأسه عالياً،ويتيه فخراً على شعوب الأرض، فهو يمشي مع المقاومة الفلسطينية.
وشعبناالفلسطيني يعرف أن الرئيس الإيراني حين يستقبل محمود عباس، سترتجف خطواته،وسيتوارى عن شعوب الأرض، فهو يمشي مع عدو المقاومة الفلسطينية.