أمام الخاقان
بقلم ( محمد فتحي المقداد)*
دخلت في قمقم المتاهة
لديّ ركامٌ هائل .. يجبرني على النسيان ..الشتوي ..
وهاهو الربيع .. الذي قهر الخاقان ....
أوشك أن يودعنا ، ويسلمنا للصيف ..
و في الصيف ..
متاهاتٌ وقماقم جديدة ..
***
أقف بين يدي خاقان التتار الأعظم .
والشرر يتطاير من عينيه ..
ورائحة الموت تفوح من سيفه الذي أشهره في وجهي ..
ما رمشت جفوني ..
ولا اهتزت شعرة في جسدي ..
ولم يتغير لون وجهي، حتى يصبح كليمونة جافة ..
رجع صدى صوت الخاقان ..
أرعب الجند والأتباع ..
أمرهم أن ياخذوني ..
ازداد الغيظ في قلبه
وأزبد .. و اربدّ وجهه ..
فصار قاتماً قبيحاً .. كوجه خنزير
جحظت عيناه .. وفغر فاهُ
صاح برئيس الجند: أعيدوه إلى هنا ، وأشار بإصيعه لنقطة كائنة أمامه.
أعادوني ، وقد امتثلوا أمرهُ ، وقد ارتعدت فرائصهم خوفاً وهلعاً .....
حانت مني ابتسامة ..
لم أتمالك نفسي من الضحك وأخذ تني نوبة هستيرية من الضحك بأعلى صوتي الذي غطّى على زمجرة الخاقان، الذي ذُهل من تصرفي الغريب و الغير مالوف وما صادف في حياته كخاقان منذ أكثر من عشر سنوات, وقد ورث الخاقانية من أبيه . وورثنا معها ..
يحاول أن يصنع بنا ما يشاء ..
اتخذ قراره ، والذي لم يجد بديلاً عنه، بقطع رأس رئيس الحرس، الذي تدحرج أمام الملآ من قومه ، فخرّوا ساجدين .. يسبّحون بحمد الخاقان حتى المساء ..
الكرك \ الأردن