دموع مجرد خيال راوده..
عذابات الواقع, وقد جمدت بخيالاتها المشاعر والأحاسيس, من القنوات الفضائية وهي تقذف بآلاف الصور من القتل والتدمير وأنهار الدماء .
تبلدت القلوب والعقول أمام هذا السيل الجارف..
قاتل يستعرض عضلاته..
ضحايا تروي مآسيها.. صرخاتهم لامست أسماعنا..
... أنينهم لم يهزّ شعرة فينا..
تسابق محموم, للفتل والسحل والتمثيل والتدمير..
تسابق محموم للفضائيات لنقل الصور المرعبة..
وسائل إعلامية بلا مشاعر.. ومذيعون ومذيعات يؤدون وظيفتهم المطلوبة منهم, وما هم سوى يرددون ما كتب أمامهم, أقرب إلى الببغاء التي تردد ما يطلب منها بالمحاكاة.
مذيع عبارة عن موظف, كثيراً ما يقرأ خبراً مخالفاً لقناعته, ولا يستطيع تعديل كلمة واحدة.. هناك مسؤول إعداد الأخبار.. الخاضع بدوره لسياسة المحطة في طريقة صياغة الخبر وتوقيت إذاعته, و المأمول منه إعادة صياغة طريقة تفكير الناس, والعمل على غسل الأدمغة, من خلال تسويق خطط شيطانية تعمل على تضليل الرؤية, وتشتيت إجماع الناس.. ربما الخوف من اجتماعهم على فكرة, أياً كانت .
هناك أياد خفية ترسم..
وعقول تخطط..
وتتأني في حصد النتائج..
ولا تتعجل بقطف الثمار..
وأموال قذرة تبذل في كل السُّبُل لتعهير القيم..
والعمل على تفتيت نسيج المجتمعات من الداخل..
يصبح الرجل مؤمناً.. ويمسي كافراً من الكذب والتضليل الإعلامي..
تختلط الأمور., حتى تصعب الرؤية.. والقدرة على معرفة الحق والصواب من الباطل والخبث..

بقلمي( محمد فتحي المقداد)*

بصرى الشام \ سوريا