هام و منقول :
سنة 1964م وبالتحديد في 13 مارس حصلت حادثة فى نيويورك قلبت حال البلد كلها وشغلت الرأي العام فترة كبيرة وبالأخص علماء النفس ..
فتاة عمرها 28 سنة اسمها ( كاثرين جينوفيس ) تعمل في كافيه بصالة رياضية. انهت عملها الساعة 3 صباحا وأثناء رجوعها للمنزل بدأ احدهم فى تعقبها هذا الشخص كان اسمه ( موسلي ) له سوابق كتيرة من الجرائم . و عندما وصلت منطقة كوين بنيويورك ، أظهر نفسه المُجرم ولما انتبهت له ذهبت الى أقرب تليفون عشان تستغيث بالشرطة ولكن سبقها وهجم عليها وطعنها مرتين في ظهرها و قام بطعنها مرة اخرى و هى تلتفت له فى بطنها وهي تصرخ وتستغيث بالناس ينقذوها منه ربما يسمعها أحد !
عندما بدأ صوت صراخها فى الازدياد بدأت أنوار الغرف في العمارات المجاورة تنور ، وتكرّم واحد من الجيران انه يفتح شباك منزله ويقوله ( سيبها فى حالها ) مما دفع موسلي الى الهرب من المكان بسرعة ..
ولكن المُجرم وجد إن أنوار الغرف بدأت فى الانطفاء مرة اخرى و النوافذ تظلم واحده ورا الثانية ، و لم ينزل أحد من منزله من اجل انقاذ الفتاة !
وكانت الضحية تزحف لانقاذ ما تبقى منها ، ولكن فوجئت كاثرين إن موسلي عاد مرة اخرى وسدد لها طعنات اضافية وقام بإغتصابها وسرقة كل ماكان لديها !
و شاهد احد الجيران ما يحدث اسرع بالنزول لانقاذها منه لكنه للاسف كان المجرم قد هرب ، الفتاة قد فارقت الحياة .
تصدر الخبر جريدة التايمز وقالوا إن .. لا احد من الجيران ( اللي قُدِّر عددهم ب 37 شاهد علي الجريمة ) كلف نفسه النزول لمساعدتها أو رفع سماعة التليفون حتي يبلغ الشرطة ..
انتشرت القصة ووصلت لاتنين من علماء النفس اسمهم ( جون ديرلي ، بيب لاتاني ) وقرروا انهم دراسة ما حدث حتى يتم فهم الحكاية ، فقاموا بعمل تجربة علي مجموعة من الطلبة ، واجلسوا كل طالب وحده في غرفة وأفهموه ان هناك طالب في الغرفة التانيه وطلبوا منه يتكلم معه من مكانه .. ولكن لم يكن هناك طالب في الغرفة التانيه وانما ( جهاز كمبيوتر ) مسجل عليه ريكوردات تتناسب مع كلام الطالب ، وأثناء الحوار بينهم تبدأ تظهر نوبات صرع علي الطالب التاني ( الحاسوب ) ، صوته يتقطع وبعدها يبدأ يطلب المساعدة والانقاذ !
و قد وضعوا كاميرا في غرفة الطالب من اجل رؤية ردود افعاله ، ثم كرروها ولكن مع وجود اتنين طلبة في الغرفة ، ثم 5 طلبة مجتمعين في نفس الغرفة ، وبدأوا دراسة ردود أفعالهم ..
وجدوا لما كان الطالب وحده نسبة استجابته للشخص المُستغيث كانت 85% ، ولما اصبحوا اتنين طلبة كانت النسبة 61% ، خمسة طلبة النسبة قلت لـ 31% ، وهذا معروف حالياً في علم النفس بـ تأثير لا مبالاة المتفرج ، و خلاصته إن كلما زاد عدد الأشخاص الموجودين في مكان أمام شخص محتاج المساعدة كل ما قلت مسؤوليتهم وبالتالي تقل نسبة استجابتهم للمساعدة ، لإن كل شخص بينتظر التاني يتحرك ويساعد وبيحس إن المفروض الناس تتحرك مش هو !
ولو عدت 3 دقايق بالضبط علي ترددك في مساعدة الشخص المحتاج هتقرر انك تمضي ومتساعدهوش ولو الكل عمل زيك ، محدش هينقذ الضعيف .
ونشروا الأبحاث بتاعتهم تحت مُسمى { تشتت المسؤولية }
- علم نفس الجماهير -
بيقول : إن الجماهير عندما تكون مترددة في خيار ما تجاه موقف ما ، فإن أي شخص يتقدم أولاً ، ليُعلن موقفه بحسمِ سيجعل الباقين يأخذون موقفه ، ويحسمون ترددهم باتجاه موقفه حتي لو كانوا يميلون أصلاً لموقف مُضاد ..
لهذا لا تتردد وبادر بمنع أي أذي أو تعدي من ( تحرش - تسلّط - تنمر ) يحدث ضد الضعفاء من الناس ، ومن ثَم ستجد من يتكاتف معك ويقف بجانبك ويسندك ..
*منقول*