(( قدرة الله ))



كُلُّ الأمور ِ إلى الرحمن يُبْديها = في اللوح محفوظة ٌمن قبِْلُ يَقضيها

ما نعـمة ٌ فـيك إلا اللهُ واهـبُهـا = وأنـْعُمُ الله مَنْ في الكون يُحصيها ؟

مَنْ مَرَّ عن نِعَمِ الرحمن مُنْشغلاً ً = فسوف يفقدها يوماً ويَبْـكـيها

ومـن يَـمـرُّ عـلـيـهـا شـاكـراً أبداً = سـيـشـكر الله ذا شـُكْـرٍ ويُبْقيها

جئتَ الحياةَ وهذي نعمة عَظُمَتْ = ما كنتَ شيئا كذا الأجساد يحييها

أنظر لنفسك كم في الخلق من عجب ٍ = لا تـعـجـبنَّ فـإن الله باريها

كم من جهاز وأعضاء بها شمختْ = وكم تَخَصصَ في طبٍّ يداويها

في خـلـقـه فـكـّروا كي تبلغوا أرَباً = ولـيـس في ذاتـه قد جلَّ تشبيها

العينُ مـعـجـزة سـبـحـان خالـقـها = هلا اعـتـبرْتـُم بأسرارٍ له فيها

لـكنَّ شـاعـرَنـا مـا كـان معـتبرا = فنعمة العين للمحـبوب يهديها

أمضى الحياة بعين ِ العشق ِ منبهرا = يـُثني عليها وعينُ الذكر اُنـْسيها

وانظر إلى العقلِ من آتاك جوهرة ً = بـه بـلـغـتَ مـن الآفاقِ قاصيها

أرقى العلوم بفضل العقل قد كـُشفتْ = واعلمْ حضارتنا فالعقل راعيها

كـيـف الـحياة وكـنـز الـعـقل تفقـده = من ذا يسوسُك كي ترقى أمانيها

هـذا هـو العـقل فـاحـمد من حباك به = لولاه كـنـت كـأنـعام تـؤاخـيـها

انـظر جـبـالا الـى الجوزاء قد بلغت = من كان يَقدرُ دون الله يُرْسيها

تــلــك الــريـاح فـمن تـلــقاه أرسلها = إمـا لـتـُنـْذرَ أو بـشـرى لأهـليها

اسأل عن الأرض مَنْ في الجو يحملها = وارقبْ سماء كسقف كيف بانيها

مَـنْ لـلكواكـب طـول الـدهر يوقدها = ومـن يُـنـَظـِّمُها سـيـرا ويـُجريها

مـَنْ يُـنـزلُ الـغـيث لـولاه لـما بـقيتْ = فـوق الـبـسـيـطة أحـيـاء تـنـاجيها

واخضرّت الأرض بعد الغيث لابسة = أزهـى الـثـياب أغـير الله كاسيها

مـن صـانـعُ الـورد ألـوانا مـعـطرة = ومُـخـرجُ الشهد من نحل وهاديها

هي الفواكه أصناف منوعة = طابت مذاقا فقل لي من يُحَلـّيها

من للخلائق يرعاها ويكلؤها = وقـَـدَّرَ الرزق للأحياء يَكفيها

من النصيرُ على بلوى تحلُّ بنا = والكل يدعو أغير الله يُجْليها

من الطبيب لأسقام إذا يئستْ = عن الشفاءِ أغير الله آسيها

من المصور في الأرحام صورتنا = وخالقُ الناس أطوارا ويحميها

أيُّ المصانع للألبان يُنتجُها = من بين فَرْثٍ وأوساخ ينقيها

من قاهر الناس في موت سيدركنا = تأبى النفوس ولكن سوف يأتيها

ومن سيبعثنا من بعد مرقدنا = يُحيي العظام كما قد كان باديها

أيـن الـتـفتَّ تـرى عـيـنـاك قـدرتـه = كُلُّ المِداد بشرح لا يـوَّفيها

ولـو سـألـت سـتقضي العمر أسئلة = ويـعجـز الـعـقـل فـي فـَهْـم ٍمعانيها

هـذا هـو الله كـل الـكـون صـنـعته = فـهـل لـقـدرتـه أخـرى تـدانـيـهـا

فـلو تـدبـَّرتَ فـي آثـار قـدرتـِهِ = لأبـلـغـتـك بـأن الله مُـنـشـيـهـا

يا ويـح شـاعـرنا يـرنو لـقـدرتـه = لـكـنَّ أشعاره ضـَلـّتْ مـرامـيـها

هـو الـجمـيـل فـلا تـلـقـاه يـذكـرهُ = أمـا الـجـمـيـلـة فـالأشـعـار تـُثريها

كـم مـن مـظاهرَ فـي الدنيا لقدرته = صـيـغـت لـغادتـه شـعرا تَـشـابيها

من عَظَّم الله عاش العمْرَ في رَغَدٍ = ومن سلاه سيجني البُؤسَ والـتـّيها

هو العظيم وكفرا قال جاهلنا = هـــي الــعظــيمــة أمريـكا نـُحَـيّـيها

كل الممالك عبرَ الدهر أهلكها = ويـُهلــك الله أمــريــكــا ويـُـخــزيها

كم من فراعنة بادت بقدرته = يــُحــدّّدُ الله أجـــالا ويـُـفــنــيــهــــا

يا ظـالم الـنـاس مـغرورا بـقدرتـه = أقـدرة الله تـنـسـى هـل تـُضـاهيها

إذا رأيـت بـأنّ الله يـُمْـهـِلـكُمْ = يـستـدرج الله نـفـسـا ثـم يـنهـيـهـا

إبـليس أُمـْهـِلَ كـي يـزداد معصية = فـالـظـالـمـون لـنـار ويـْلـَهُـمْ فـيها

لا شئ من خلقه إلا يـُسـبـحـُهُ = هيهات تـَفـَقـَهُ كـيف الذكر يأتيها

والكل يشهد أنّ الله خالقـُه ُ = كـلٌّ لـه قـصـة في الخلق يَحْكيها

هذا الذباب اذا ما شئت أمثلة = فيه التحدّي لكل الناس يُنْشيها

هو الكمال ونحن النقص شيمتنا = فـكـيـف تـدركـه نـَزِّهُ تـنـزيـهـا

إنـي ضـعـيـف ومحـتاج لرحمته = لــولاك ربـي فـمـن نفسي سيهديها

يارب زدني وخيرُ الزاد خَشْيتكمْ = وجـنـة الـخـلد أسـكـنـِّي أعاليها

أنت القديرُ أكُفُّ الناس ضارعَة ٌ = عـنـد الـشـدائد تـرجـو من يواسيها

أنـت الـقـديرُ فدمّر ظـلم أنظمة = عـاثـت فـسـادا ودمّـر مـنْ يـوالـيها