بروتوكولات 🎈
بروتوكولات المناسبات الدينية والاجتماعية - كالأعياد وحفلات التخرج والأعراس وغيرها - يجب وبشكل لازم أن تكون بسيطة، وأن تبقى بسيطة دائماً، لأنه حين تتحول مثل هذه المناسبات إلى التزامات مالية أو اجتماعية فإنها تنقلب إلى مشكلة وليس مناسبة تستعدي الفرح السرور.
الكثير من الناس لا يستطيعون القيام بالكثير من الأشياء الاجتماعية في المناسبات بسبب ترتبها على أمور مالية مفرطة، يترك زيارة أرحامه لأنه لا يملك مالاً يعطيهم - من أين ابتدع المال أصلاً ليكون شرطاً في الزيارة إلا الالتزامات التي يفرضها المجتمع على نفسه - ويؤخر الزواج بسبب تكاليف الزواج الباهضة التي تذهب في صرفيات الزفاف وليس في حاجيات العروسين أنفسهم، - جهد سنوات يُصرف في يوم واحد من أجل إبهار الحضور - ويفارق حفلات التخرج وما شابهها بسبب عدم قدرته على توفير المال لشراء الحاجيات المصاحبة لمثل هذه الحفلات، وعلى ذلك قِس.
تطور الأمر حتى أصبحت هناك مناسبات أخرى تُضاف إلى المناسبات السابقة، ويُضاف إليها تكاليف مالية والتزامات اجتماعية أخرى، خاصة مع تحول الكثير للأسف للاهتمام بأعياد الميلاد، والكريسمس، ورأس السنة، وعيد الحب، وحولية الزواج، وحفلة المولود الجديد وغيرها، وفي كل مناسبة يجب أن يقدم المحتفل للآخرين شيئاً، وهلم جرا.
في العرس أولم ولو بشاة، في زيارة الأرحام لا يشترط المال، في العيد لا بأس أن نلبس ملابس العيد الماضي، إن لم ترحموا أنفسكم؛ ارحموا الفقراء الذين يعجزون عن حاجياتهم الأساسية فضلاً عن عجزهم عن توفير ما سوى ذلك من الكماليات، المجتمع لا يرحم، وحين تكون الطبقة المنعّمة في المجتمع هي المسؤولة عن تشكيل عاداته؛ يكون التكيف مع مثل هذه البيئة صعباً، وبالتالي تظهر تحديات جديدة في المجتمع، يكون ضحيتها الفئات الضعيفة والأسر الفقيرة ومحدودي الدخل.
✍🏼 محمد عمر