السؤال الكبير !!!!
عبدا لوهاب محمد الجبوري
تبنّى مشروع احتلال العراق وتدميره ( دولة وشعبا وحضارة وأرضا) ونهب ثرواته ، أهدافا إستراتيجية خطيرة ، سوف لن تتوقف عند العراق فقط ، بل ستمتد لتشمل بلدانا عربية وإسلامية أخرى ، مما سيشكل تهديدا للأمن القومي العربي والإقليمي والدولي وتنذر باستمرار مأساة بلد تعمه الفوضى والاضطراب ويتعرض لشتى أنواع المخاطر كالتفتيت والتقسيم ، وابرز هذه الأهداف :
1 .تبني منهج استخدام القوة المسلحة للتدمير، مع القبول بهذا التدمير والقتل والتشريد والخسائر والأضرار المادية والبشرية والأخلاقية والمعنوية والنفسية المترتبة على هذا الاحتلال والتي لازال الشعب العراقي يدفع ثمنها باهظا ..
2. قبول الذين انخرطوا في هذا المشروع - من القوى المحلية والعربية والإقليمية والدولية - بفكرة تسويغ الاحتلال الأمريكية ، مع ثبوت كذبها أمام العالم ، وكان من نتيجة قبولهم هذا أنهم ساهموا عن قصد في جريمة تدمير دولة تدميرا كاملا
3 . لجوء المنخرطين في هذا المشروع ( الذي يعتمد على إستراتيجية الطرق على الجدران من أسفلها ) إلى مبدأ الاستقواء بالاحتلال الأمريكي وكل قوى الشر في العالم – وفي مقدمتها إسرائيل - لتنفيذ مخططاتهم في العراق كوسيلة أساسية لتفتيته وضرب وحدة قواه الوطنية الرافضة للاحتلال والمقاومة ومحاولة تركيعها وإخضاعها لواقع الاحتلال ، وبهذا يكون المنخرطون في هذا المشروع قد سلخوا عن أنفسهم أي قاعدة شرعية أو أخلاقية أو قانونية وتحللوا من أي ارتباط وطني أو عربي أو إسلامي أو أنساني ومن أي التزام بمبادئ العلاقات الدولية السليمة وبعلاقات حسن الجوار ، المبنية على احترام خيارات الدول والشعوب وعلى التعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى ..
4 . لما كان مشروع الاحتلال فاقدا للقواعد والثوابت الشرعية والأخلاقية والقانونية فانه لا يستمد قوته أو بقاءه من أي تأييد شعبي وان كان ضئيلا بخلاف ما تدعيه بعض النخب السياسية والحزبية ..
5 . تبني مشروع الاحتلال تأسيس نظام سياسي قائم على المحاصصة والتمييز والاجتثاث والإبعاد والتهميش لضمان البقاء في السلطة تحت عباءة عملية سياسية أثبتت التجارب السابقة أنها عملية فاشلة بكل مقاييس العمل السياسي والقواعد المعروفة عالميا في إدارة شؤون البلاد وأنها فشلت في تحقيق الأمن والاستقرار وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين العراقيين ..
6 . تشجيع الاحتلال لعميلة إقرار دستور لا يمثل مصالح الشعب العراقي الحقيقية - باعتراف معظم القوى الوطنية وحتى بعض الأحزاب الرئيسية التي تعهدت بتعديله لاحقا - بل يمثل مصالح فئات معينة من الشعب دون الأخذ بالاعتبار الضرر الذي ألحـقه بالعراقيين ومصالحهم وتطلعاتهم المشروعة لبناء حياة حرة كريمة مزدهرة ..
هذه هي ابرز أهداف مشروع احتلال العراق ، الذي شاركت فيه 49 دولة ، عربية وإقليمية وأجنبية ، وكل هذه الدول والقوى تعتبر الاحتلال والدمار تحريرا ...
وبدورنا نضع صورة المأساة المفجعة أمام أنظار العرب والمسلمين والعالم ، حكاما وشعوبا وحركات وأحزاب ، ونطرح عليهم السؤال الكبير فلعلنا نحصل على الإجابة : لماذا حصل الاحتلال ؟ ومن يتحمل مسؤولية الدمار والقتل والتهجير والماسي والمعاناة وانعدام الأمن والاستقرار وتدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية والصحية وتفشي الفساد وانتشار ثقافة الانتقام والثار الأعمى وحرمان الإنسان من ابسط حقوقه التي أقرتها القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والسماوية ؟
من المسئول عن كل هذا ؟ وكم قطرة دم بريئة سالت على أديم أرض العراق الطاهرة وصعدت إلى السماء تشكو بارئها ظلم الإنسان للإنسان وظلم الأقرباء والأشقاء والأعداء ؟
فهل هناك من جواب على سؤال المظلومين نجـده عند الذين شاركوا في هذه المحنة ؟
فلن يتجرا احد منهم على تقديم اجابة مقنعة ولكننا نوكل أمرهم إلى الله ورسوله .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ) ..
فالدعاء سلاح فريد وقوي يملكه المظلوم فما إن يرفع المظلوم يديه إلى السماء إلا و يأتيه الرد من الملك العزيز الجبار الله سبحانه وتعالى مباشرة: ( وعزتي وجلالي لأ نصرنك ولو بعد حين) ..
فأي سلاح هذا وأي قوة أعطاها الله سبحانه للمظلومين والمقهورين والمستضعفين، والله لو يعلم الظالم قوة وأثر هذا السلاح بيد المظلوم لما ظلمه قط و ما تجرأ على ذلك ..
تنويه / حديثي عن العراق هو حديثي عن فلسطين فالماساة واحدة والمحنة واحدة .. والله اكبر
العراق في 19 / 5 / 2010