[TR]
القاهرة: د . محمود خليل
الثورات ليست عملاً عشوائياً، تندلع من تلقاء نفسها دون تدابير وتخطيط وتنظيم.. وهي ليست في معظمها فورات تلقائية تنفجر دون إرادة واعية، أو غاية محددة. وقد أثبتت دراسات التحليل التاريخي، والحركات السياسية، أن الثورات صناعة ومهنة وحرفة، لها خبراء ومختصون، ولها أرباب وأساتذة، ولها فنون وحيل، ويقف وراء ذلك كله أخبار وأسرار، يبديها التاريخ شيئاً فشيئاً.. لمن أمسك بالمفتاح الخفي، وتلقف كلمة السر بمهارة ووعي وذكاء. وهذا الكتاب «اليهود والماسون في الثورات والدساتير»، هو الشقيق الأكبر للكتاب التالي له «اليهود والماسون في الثورات العربية»، وهما من أهم الدراسات التي قدمها خبير التيارات والحركات السرية الهدامة.. المفكر الإسلامي د. بهاء الأمير، وبهذين الكتابين اللذين خرج بهما عند مفترق الطرق كالنذير العريان، إنما يؤدي رسالة غاية في الأهمية والخطورة، ونحن نتوقد ونتقد في ثوراتنا العربية، الشريفة.. القوية.. المجتاحة المستمرة، عسى أن نبصر بيننا أشخاصاًًًًً لم نرهم من قبل، أو ننحرف أو ننجرف إلى أهداف أو وسائل لم تكن في مخططنا الثوري، أو نمسك بخيط أخفاه أصحابه خلف أستار التاريخ .. حتى نسير - ونحن نهتف بين جماهير الثوار أمامهم - على بصيرة من الأمر، حتى لا تكون فتنة.. ويكون الدين كله لله.. ويجب أولاً قبل تناول هذا الكتاب الخطير.. أن نقرر أننا لسنا من أنصار ولا ضحايا نظرية المؤامرة.. وذلك لأن الوقوع في هذا البئر العميق الأسود.. إنما يلقي بنا في غيابة الجب، وإذا استطعنا أن ننتشل منه أنفسنا، فإننا نجد ذواتنا قد طوحت بها الأحداث خارج التاريخ.. وإصابتنا بالمرض المزمن.. «فوبيا المؤامرة»!! شفرة الشيــطان ولإدراك الحقائق الخفية، وكشف القوة الحقيقية التي قبعت خلف الستائر البراقة، التي صنعت الأحداث، وتحكمت في مدارها ومسارها.. حتى أنتجت للمخدوعين هذه الأغلفة البراقة التي لا يرون غيرها، ولا يدركون سواها، فلابد من فك الشفرة. حيث ثمة مواصفات قياسية، إذا رأيتها مجتمعة في ثورة، يجب عليك أن تدرك على الفور أن اليهود والماسون خلفها، أو متربصون بها، رأيتهم.. أم لم ترهم!! ذلك لأن الثورة الماسونية القياسية العالمية.. إنما تتخذ من الثورة الفرنسية 1789م نموذجها الأعلى، ومصدر التقدير العالمي، وكذلك كانت الدائم الفياض.. ومصدر التوجيه الحيوي الملهم.. وكذلك كانت ثورة المستعمرات الأمريكية على الحكم البريطاني من أجل الاستقلال.. عام 1774م. فأما الثورة الفرنسية عام 1789م فلأنها الثورة الأم.. التي حاكتها كل الثورات في الغرب، وبها شق اليهود مسارهم في الإفساد الكوني الكبير.. ومن الثورة الفرنسية في الغرب.. جاء إلى بلاد العرب كل ما يوجع القلب.. وأما الثورة الأمريكية، فلأنها أمريكا هي مملكة اليهود والماسون.. وكلمة السر في ذلك.. هي «القبّالا». و«القبالا»..Quabbala كلمة عبرية آرامية من جذر ثلاثي يتكون من ثلاثة أحرف عبرية هي: فوق Qof ، وبيت Beth، ولامدLamed ، ومعناها يتلقى، أو يستقبل. «فالقبالا» لغوياً: هي التلقي والاستقبال. أما المقصود بالقبالا: فهو التراث الشفوي السري أو الباطني، غير المكتوب الذي يتوارثونه الصفوة من اليهود من كل جيل، وفي كل عصر، توارثاً شفوياً دون تدوين ولا كتابة، وشرط معرفة أسرار القبالا، هو عدم إفشائها أو الكلام عنها، لمن هو من غير أهلها. ولذا يشيع في وصف القبالا عبارة طريفة هي: أن من يعرفون تراث القبالا السري وخفاياه لا يتكلمون، والذين يثرثرون فيها لا يعرفون عنها شيئاً. وقد تمت تعبئة هذا التراث اليهودي السري بثلاث شفرات مركبة كالتالي: 1- حساب الجُمّل Gematria ، فكل حرف في العبرية له رقم أو عدد يرمز إليه ويعبر عنه، ويكون حل الشفرة بمعرفة الكلمة المقصودة، وذلك للتعمية على المعنى المقصود. 2- تشفير نصوص التوراة باختصار العبارات، أو تجميع حروف معينة منها، وقد انحدرت هذه الطريقة إلى الثقافة العربية من القبالا، وأهم كلمة مختصرة في العبرية هي كلمةBrashith، ومعناها براخيت، أي: إلوهيم اختار «إسرائيل» لمعرفته وحمل شريعته. 3- التشفير باستبدال الحروف Temurah ، وذلك بتقسيم العبرية إلى قسمين أو صفين.. الأول من أولها إلى منتصفها، ويوضع النصف الثاني تحته معكوساً من آخره إلى أوله.. ثم تكتب الكلمات بطريقة عكسية.. يتم التعارف عليها فيما بين الصفوة.. شفوياً. فالقبالا.. هي التوراة المشفرة.. وهي ينبوع الماسونية، كما يؤكد الحاخام «إسحاق وايز»Isaac Wise في مقال له نشر سنة 1866م، بمجلة «الإسرائيليون في أمريكا» The Israelites of America «أن الماسونية مؤسسة يهودية، فتاريخها ودرجاتها وتعاليمها ورموزها وكلمات السر وكلمات المرور فيها وتفسيرها.. كلها يهودية من ألفها إلى يائها». أصــــل السر وأصل سر القبالا.. التي ظهرت في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي حوالي 1305م أن الربّى مؤسسة بن موشيه ليون Moses Ben Leon قد أخرج هذه الأسفار الشفوية، وزعم أنه كتبها بنفسه وفيها أن موسى قد ذهب إلى لقاء الرب في سيناء ثلاث مرات.. في كل مرة مكث أربعين يوماً. في الأولى: كتب له الإله الشريعة والتعاليم في الألواح، وأمره أن يعلمها لعامة بني إسرائيل. في الثانية: أطلعه الرب على أسرار الأسفار التوراتية، المخبوءة وأمره أن يعلمها للأحبار والكهان. وفي الثالثة: علمه الرب أخفى خفايا التوراة، وأمره أن يعلمها للصفوة.. وهم فتاه على قومه «يوشع بن نون»، والنقباء السبعون.. وهي تراث شفوي غير مكتوب فيه.. وكلمة السر.. «القبالاه»؟ اليهود واستحمار الثورات لا شك أن محاضن الثورات الماسونية كلها.. وعلى امتداد الثورات في طول الأرض وعرضها كانت الأدوات والوسائل والأموال التي يستحمر ويسخر اليهود والماسونية من خلالها رافعي لواء الثورة هنا وهناك، فأحياناً يسهمون في قدح الشرارة.. وأحياناً يركبون الأمواج.. وفي كل الأحيان.. من خلال اليهود أو المتهودين.. سلالة أو تهجيناً، يظلون هم الأدوات الفاعلة في دفع الكتل الثائرة إلى تحقيق أهداف وغايات الماسون.. أدرك الثوار ذلك أم لم يدركوه.. المهم.. أن تبقى روح الثورة.. هي روح الشيطان الماسوني اليهودي العالمي. صنعوا ذلك في الثورة البلشفية الروسية عام 1917م، وفي الثورة الفرنسية من قبل عام 1789م، حيث كان بفرنسا عشية الثورة أكثر من ألفي محفل ماسوني تضم أكثر من مائة ألف عضو، وفي الثورة الأمريكية عام 1774م، حيث كان من بين أول عشرين اسماً من قادة الثورة الأمريكية أربعة عشر ماسونياً، كما يقول: «ماتلي هول»، وفي الثورة على السلطان العثماني عبدالحميد وإسقاط الخلافة الإسلامية عام 1924م. وخرجوا من الحرب العالمية الأولى بإعلان «بلفور» عام 1917م بقيام دولة الشيطان.. «إسرائيل»، وخرجوا من الحرب العالمية الثانية بتحويل «إسرائيل» إلى دولة.. بل ودولة شبه مهيمنة في المنطقة بأسرها. وهم بانتظار الوهم المخيف بالحرب العالمية الثالثة.. التي تهيمن بها دولة الشيطان على دول المنطقة.. ومن ثم يتم قيام دولة الشيطان القابع في أسرار القبالا.. شفرة الشيطان الخفي الأسود. فهل تتمكن الثورات العربية الشريفة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، من الإفلات من هذا الشرك المرعب؟ وهل تتفطن الحركات الإسلامية المؤهلة لممارسة الدور القادم إلى المصير الأخطبوطي المتعدد الأطراف، إن هي ابتلعت الطعم، أو وقعت في الشباك؟ وهل تقطع الثورات العربية الطريق على ربائب الشيطان الماسوني الخفي في القفز على الحواجز.. وركوب الأمواج.. وجر الثورة إلى مصائر مجهولة عن طريق التوجيه أو التمويل.. أو الرهان على المجهول.. الذي تصنعه عصابات الماسون وشياطين يهوذا في الأرض؟ ومتى تتحرر الثورات العالمية من مبادئ الثورة الفرنسية البراقة.. (الحرية.. الإخاء.. المساواة)، وتنجو من الشيطان الساكن في التفاصيل؟ ومتى تفلت الثورات العربية والاقتصاديات العربية من فلك الدولار الأمريكي.. مستودع الرموز اليهودية والماسونية.. الفاقد لأكثر من 90% من قيمته الاقتصادية على رأس العام 2014م، كما تقول بذلك الرؤى الاقتصادية العالمية الجادة. ومتى تنجح الثورات العربية في كشف العوار والبوار وفضح الأسرار، فتخلع الجذور.. بعد أن أطاحت بالرؤوس وحطمت الأوثان.. ويقولون متى هو.. قل عسى أن يكون قريباً!! خاصة.. وهذه الثورات العربية يقف في الصف الأول منها «الإخوان المسلمون.. أوعى وأوعب الثوار.. بأحابيل وأضاليل الشيطان الماسوني اليهودي الأكبر، فهل يمثل الإخوان المسلمون ضمانة بالوعي.. ودليلاً للسعي.. للثورات العربية المعاصرة»، حتى تصل إلى بر الأمان.. اللهم آمين.
[/TR]
http://magmj.com/index.jsp?inc=5&id=...46&version=167