د. شفيق آشتي في ... مدينتي وأنا
الخــــــط ســــفير لوحــــتييصف د. شفيق آشتي مساره الفني التشكيلي بالحكاية فيقول: «حكايتي لم تنته ومعارضي سلسلة حلقات مترابطة» فبعد «تكوينات رومانسية» الذي افتتحه في صالة الشعب في دمشق 2009 أقام معرضاً فردياً في بيروت بعنوان «مدينتي وأنا» وفي أواخر الشهر الأول من هذا العام شارك بمعرض ثنائي مع زوجته د. باميلا بامينيك في القاهرة والإسكندرية كان بعنوان«مدينتي تدمر» جمعت بين هذه المعارض التكوينات التشكيلية التي جسدت شخوصاً حائرة هائمة تتحاور بلغة بصرية منسجمة مع دمج الألوان الحارة والباردة بهارمونية شفافة تتقاطع مع رموز فن العمارة والموسيقا والحجر البازلتي، وقد اتسم أسلوب د.آشتي بالواقعية التي وصفها د. حيدر يازجي بقوله:«الواقعية التي يعمل بها ، تتمتع بحرية مطلقة، فهي ليست واقعية تسجيلية إنما يعيد بناءَها بطريقته الخاصة» ومن المعروف أن د.آشتي حصل على الدكتوراه من إحدى جامعات موسكو، ويشغل حالياً منصب رئيس قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق.
«البعث» التقت د. آشتي وتحدثت معه عن تجاربه الجديدة..
بداية يشرح المقصود من عنوان المعرض «مدينتي تدمر»، الذي أُقيم بالتعاون ما بين السفارة السورية في القاهرة والقنصلية الروسية في أحد مراكزها الثقافية في الفترة الواقعة ما بين 17-20 في القاهرة ثم انتقل إلى الإسكندرية من 21-24، وقال: بأنه يتعلق بتدمر الشمالية الشبيهة ببطرسبورغ مدينة زوجته د. باميلا، وتدمر الجنوبية التي جسدها د. آشتي برؤيته فجمع المعرض مابين المسار الفني لكل منهما.
وترى باميلا أن تدمر تشبه بطبيعتها وأبنيتها وهياكلها العامة مدينتها بطرسبورغ، فعادت إلى ذكرياتها وطفولتها وجسدت من وحيها لوحاتها المائية التي صوّرتها بتقنية أكاديمية مدروسة وبألوانها المائية الشفافة جداً«الكلاس»، شغلت الطبيعة الجميلة القسم الأكبر من أعمالها التي جاءت بحجوم متوسطة50/70سم، في حين اتسمت أعمال آشتي بهياكل شخوصه وتكويناته الخاصة مع تقديم أكثر للخط(الغرافيك) الأسود، ويقول«هذه هي التقنية الجديدة التي تميزت بها أعمالي الأخيرة، فالخط كان سفير لوحتي وقد حدد معالم هياكلي وشخوصي، فكنت أبدأ من الخط لأحدد مضمون اللوحة ثم أبسط الألوان لأعود إلى الخط ثانية، وقد اتسمت بالعفوية التي سيطرت على مساري الفني والحركة التلقائية غير المدروسة، التي شكلت توازناً مابين المضمون والتشكيل ولم يخرج آشتي عن المضمون الاجتماعي الذي يعبر عن روح الحكاية المقروءة في سطوحه الملساء حيناً والسماكات اللونية في مواضع معينة.
أما عن معرض «مدينتي وأنا» الذي عرض في غاليري زمان في بيروت فيقول:« كان متخصصاً أكثر ومستوحى بصورة مباشرة من مدينتي السويداء، من الحجر البازلتي ومنحوتاتها السوداء، وبيوتها وطبيعتها، جسدت فيه مخزوني البصري الذي أحمله بداخلي، إضافة إلى شخوصي المتمردة المتحاورة مع الواقع بلغتي البصرية التي يفهمها المتلقي وفق رؤيته وبما توحيه له خطوطها وعناوينها (صداقة-حوار- إطلالة-سهرة-التأمل) أما عن التميز الذي أضافه في هذا المعرض فكان من خلال تقنية الكولاج على القماش والعمق باللون والخط الذي بدا أكثر وضوحاً.
ثم تطرق د. آشتي في حديثه إلى الاهتمام الإعلامي الواسع (المرئي والمسموع والمقروء) وإلى الحضور الرسمي من قبل السفارة ووزارة الثقافة ومديريات الفنون الجميلة، والتغطية الإعلامية المباشرة بالحوارات والريبورتاجات، ومشاركة الكثير من المتخصصين بعالم الفن التشكيلي والمهتمين، ولفتت انتباهه الذائقة البصرية التي يمتلكها الشعبان المصري واللبناني تجاه الفن التشكيلي السوري.
مِلده شويكاني